الفصل الثالث
بعد عقد القران أصبح موسى المستقيم رومانسيًا!
أمسى يباغتني "بحبِك" بسبب وبدون سبب، كانت علاقتنا جميلة، كان يغدق عليّ كل كلمات الغزل، وكان شرطه الوحيد ألا يعلم أحد بذلك!فكرت في الأمر جيدًا ثم قررت أن أسأله:
- ليه يا موسى مش عايز حد يعرف إنك بتحبني، هو حرام ولا أنت شايف إن حبك ليا يقلل منك؟
ابتسم بحب وهو ينظر لعمق عينيّ قائلًا:
- لأ طبعًا يا روحي، الفكرة إني عايز حبنا يفضل ما بيننا.
حاولت سبر أغواره فأكملت:
- أيوة ليه؛ ليه منعرفش الناس كلها إننا بنحب بعض، ده الرسول - صلى الله عليه وسلم - اللي احنا بنعتبره قدوة كان بيجهر بحبه للسيدة خديجة.
تنهد قائلا:
- يا حبيبتي مش قصدي إنه حرام، أقولك....خديها بمحمل إني خايف من الحسد.
صمتت لثانيتين ثم تمتمت:
- هحاول."إني رزقت حبها"!
من أجمل قصص الحب التي وقفت عليها قصة نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - وأم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها -، كان - صلى الله عليه وسلم - يتباهى دومًا بحبه لها قائلا "إني رزقت حبها" كما ورد في صحيح مسلم.
لست بمثلِها ولكن؛ لطالما تمنيت أن يُفتخَر بحبي ليحدث دومًا عكس ما أتمنى!**********************
مرت الأيام وأتممت زيجتي الثانية، كان موسى لا يضيع فرصةً لتدليلي، وبمرور الوقت عاد الجفاء الذي هربت منه، حمدًا لله لم يصل لدرجة هادي لكن أين الحب الذي سكن قلبه منذ عقَد عليّ!
واجهته أكثر من مرة ومن ضمن المرات تساءلت بهدوء:
- فين أيام ما كنت بتقولي بحبك عمال على بطال، فين أيام ما كنت بتقولي عايز أعلق يافطة عالباب إن الزيارة ممنوعة عشان أفضل معاكي أنتي وبس، فين عينيك اللي كانت بتلمع لما تشوفني مهما كان اللي فيك، موسى هو أنت بطلت تحبني؟
التفت إليّ مبررًا:
- لأ مبطلتش ولا حاجة عادي يعني، ضغوط الحياة بس!**********************
اعتاد موسى أن يتعامل معي بحدة أمام أهله لدرجة أن لاحظ والداه الأمر، وحينما سألته كان رده صادمًا!
- امال عايزاني أدلعك قدامهم ، أنا متربي على إن كلمة بحبك وكلام المراهقين ده خيبة.أي تربية هذه التي تربى على أساسها وأي تنشئة تلك التي نشأ عليها بنو عائلته، أوليس هؤلاء الذين ربوه من تابعي سنة الرسول الذي لم يخجل من تدليل أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - مُطلِقًا عليها "عائش"!
بلى إنما الخيبة الحقيقية تكمن في بيتٍ بلا حب لا ينيره إلا إضاءة المصابيح، وما سوى ذلك ليس إلا...ظلام حالك!**********************
مرت الأيام رتيبة مملة لكن الجفاء لم يحتل حياتنا بشكل كلي، لا أنكر أن موسى بداخله نبتة حب لا يسقيها إلاي بعدما حرمها أهله أن تنمو بتربيتهم المزعومة.
لم يكن موسى بهادي؛ فعلى الأقل كان يحن لي كل فترة وبعض الأحيان أتمكن من ترويضه وجعله على طبيعته بعيدًا عن قيود تربيته، لذا لم تكن الحياة معه مستحيلة، سيكفينا حبي والقليل من حبه لتدوم الحياة بمرٍ يذيبه الحُلو.ولكن...ما من حُلو يدوم!