"مهما طال الدعاء فإن ربي مجيب"
- هاتي إيدك!
بصيت لإيده ثانيتين، ثانيتين بالظبط ولقيته بيصرخ فيا....
- بسرعة القطر هيسرع، هاتي إيدك!
نبرة صوته وهو بيزعق لغت جزء التفكير من عقلي، ومحستش بنفسي غير وأنا واقفة جنبه في القطر، يعني أنا اديته إيدي!
قلتله شكرًا وفضلت طول الطريق عيني على جزمتي لما رقبتي وجعتني، بس ريلي أنا مش قادرة أرفعها فيه.
وصلت البيت وأنا شغالة تأنيب في نفسي وضميري مش سايبني، إزاي أمسك إيده وأنا عارفة إن ده حرام!
_يا بنتي ما خلاص بقى دي ضرورة.
=ضرورة إيه يا أم ضرورة، ما في قطر تاني كنت استنيته.
_آه وكنتي قعدتي في الشارع ٣ ساعات في المكان اللي الشباب بيتجمعوا فيه.
=يووووه بقى يا مليكة، هو أنا ناقصاكي، شايفاني مضايقة يبقى يا تهوني عليا يا تقعدي ساكتة.
_أنتي يا بت واقعة على دماغك وأنتي صغيرة، ما أنا بهون عليكي أهه يا أم جهل.
=هو أنتي كده بتهوني، طب قومي يا مليكة بناقص تهوينك.
قامت وهي بتمصمص شفايفها وبتقول :
- عجايب، اللي يشوف كده ميشوفكيش وأنتي بتحكي عليه وبتتمني ياخد باله منك.
جريت لما حدفتها بالمخدة وأنا بقول :
=ما أنا اللي غلطانة إني بحكي لواحدة زيك مشافتش نص ساعة تربية.
خرجت وأنا سرحت فيه، أنا آه معجبة بيه من زمان وكان نفسي يشوفني وياخد باله مني بس مش كده يعني، ريان يبقى زميلي في الكورس، بقالنا سنة بناخده مع بعض وهو عمره ما رفع عينه في بنت، الحاجة اللي خلت البنات كلها معجبة بيه وأنا أولهم، معادش في شخصيات مؤدبة الواحد يحترمها و...ويعجب بيها!
وبعيدًا عن إنه محترم جدًا، فهو وسيم بدرجة تهوس، أنا آه لما شفته كانت صدفة متجاوزتش ثواني، بس من ساعتها وملامحه محفورة في عقلي و...وقلبي!
بشرته خمري شوية، يعني مش أبيضاني، عينيه سودة مش ملونة، وضحكته تهبل، وعنده غمازة واحدة عاليمين و.....إيه اللي أنا بقوله ده، يعني أنا زعلانة إنه مسك إيدي وقاعدة بتغزل في ملامحه، أستغفر الله العظيم، بدعي بيه من زمان في سجودي، وبحاول أصرف نظري عنه بشتى الطرق، فلعل ربنا يستجيب.
تاني يوم وأنا رايحة الكورس لبست جوانتي، ما أصل كده كده الكورس معاده اتأخر نص ساعة وطبيعي على ما أوصل للقطر هيكون في نفس المعاد، وبما إننا في زمن الكورونا فعادي يعني محدش هيدقق.
وصلت الكورس وقعدت مكاني عادي، مكانش جه، دقيقتين والكورس بدأ وهو جه بعده بدقيقتين، معرفش إيش حبك أنا اللي أشرح دونًا عن اللي في الكورس كلهم!
_ جميلة، قومي اشرحي آخر نقطة.
=....!
_ جميلة!
=أ.....أيوة يا مستر.
_ أيوة إيه بقول قومي اشرحي آخر نقطة أنا قلتها.
=ما...ما أصله أنا.
_مالك يا بنتي في إيه!
=أصل....
قاطعني صوت إسراء وهي بتضحك بدلع :
=أصلها بتتكسف يا مستر، ينفع أشرح أنا؟
كائن لزج، نسيت أقول إن إسراء هي أول حد لفت انتباهي لريان، مبتبطلش تجيب في سيرته قدامنا، ده كيوت، ده مؤدب، ده شاطر، ده ده ده، أنا آه مبشاركش في قعدة النميمة بتاعتهم بس بسمعهم غصب عني، وكلامها كان كفيل يخليني أنجذب للشخصية اللي بيتكلموا عليها دي.
