الفصل الثاني

4K 221 34
                                    


********

"دكتور اسامة ، دكتور اسامة"
توقف عن استكمال سيره وهو يلتفت لذلك الصوت الرقيق الذي يناديه ما لبث ان أضيفت عينيه علي الفتاة الجميلة التي وقفت قباله تلهث بشدة وهي تنحني قليلًا للأمام تستند علي ركبتيها تقول بتقطع:
هي خطوتك طويلة كده ليه انا بجري ورا حضرتك من عشر دقايق وانت يا دوب بتمشي بس ومش لحقاك

تجهمت ملامحه وهو يقول بصلف:
وانتِ تجري ورا حضرتي ليه من الاساس يا انسة ؟!

ازدردت ايلا وقد تخضبت وجنتيها بحمرة الحرج بينما يزداد غيظها من ذاك الجلف الذي يهينها للمرة الثانية علي التوالي ولكنها نفضت رأسها بخفة وهي تتصنع الأسف بينما تقول:
انا اسفة لو ازعجت حضرتك بس انا كنت عيزاك تشرحلي حاجة مش فهماها في المنهج و..

لم تتغير ملامح اسامة المتجهمة بل علي العكس ازدادت صرامة وهو يقاطعها:
الكلام ده يبقي في المحاضرة يا استاذة او تيجي في مكتب المعيدين ونشوف مشكلتك وقفتنا دي ماتصحش

ثم رمقها بنظرة خاطفة شملتها من اخمص قدميها لمنبت رأسها قبل ان يلتفت ويغادر بكل بساطة

ضربت الارض بقدمها عدة مرات وهي تصرخ بصوت مكتوم بعد تأكدها من مغادرته غير ابهة انها في وسط الجامعة ولا بنظرات الطلاب التي حاوطتها

بينما اتجه اسامة الي جراج الجامعة يستقل سيارته بصمت قبل ان تومض في عقله صورة الفتاة قليلة الحياء التي اوقفته وطريقة ملابسها ال.. الجميلة ولسبب ما لا يعلمه شعر بالضيق من ان يراها احد غيره بتلك الهيئة الجذابة ، ولكنه نفض رأسها بصرامة وهمس بضيق من نفسه:
وانا مالي انا ماتولع

***********************

وقفت امام مرآتها تصفف خصلات شعرها القصيرة بتصفيفة مموجة تتماشي مع ثوبها الحريري عندما لاحظت الوجه الوسيم والجسد العريض الذي يطل عليها في انعكاس المرآة ، وبدون ان ينبت احدهما ببنت شفة وجدت طوق ماسي باهر الجمال يوضع حول عنقها برقة ، رمشت بأهدابها عدة مرات وهي تزدرد ريقها بتوتر من قربه ومن تلك الهدية شديدة الروعة التي بالتأكيد تساوي ثروة ، ثم اغمضت عينيها بتخدر عندما حطت شفتيه فوق جيدها لتلثم عنقها بقبلات جعلت الدماء تهدر بعروقها بعنف

تراخت قدميها ليعتقل تيم خصرها سريعًا وهو مستمر بتقبيل عنقها و كالعادة اقل بادرة منه تجعلها تذوب كذوبان قطعة السكر في مشروب ساخن..

ادارها اليه يلصقها في صدره الصلب ويقبل ذقنها الصغير ذو طابع الحسن الذي يظهر بالكاد من ثم ابتعد في لحظة خاطفة كأنه كان سرابًا

وقال بثبات انفعالي يحسد عليه:
السواق مستنيكِ تحت عشان يوصلك

ظهر الاحباط جليًا فوق قسمات وجهها من ابتعاده ومن كلماته ايضًا لتقول بخفوت حزين:
بس انهاردة عيد ميلاد ريانا وبابي عامل احتفال كبير وكله هيبقي موجود ، وانا عيزاك تبقي معايا

أهل الحب (الجزء الثالث من رواية وليدة قلبي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن