*السيدة مارثا: آن توقفي عن الركض، سأخبر والدك هذه المرة، أنتي مثيرة للمشاكل، سيغضب والدك (تصرخ).
*آن: (ملوحة بيدها) : أنا ذاهبة مارثا، أعتمد عليك في إسكاتي والدي.
• نفس الحديث يكون دائما كل صباح، و لم تستسلم مارثا في إقناع آن عن الرجوع عن ما تفعله، فهي ترى أن مصير آن لن تحبه أبدا، لكن رغم كل شيئ كانت تنسى مخاوفها وتثق بها و تساعدها في إطفاء غضب والدها، متأملة بعدم تحقق رؤيتها فهي تحب آن كابنتها الحقيقة، لكن كيف ستقنع السيد سميث أن إبنته لم تلتزم بقواعده وغادرت البيت متجهة نحو الحقول، و أن ما يهمها هو جعل حياتها سعيدة و مرحة. "قاطع تفكيرها صوت يعلو من الطبق العلوي"، (ذهبت و هي تركض نحو الصوت فهي تعلم مصدره جيدا).
*السيد سميث: مارثااااا (بأعلى صوته)
*السيدة مارثا: قادمة سيد سميت
*السيد السميت : تفضلي يا مارثا… إجلسي أمامي… أجل هكذا مارثا(بنبرة غاضبة و هادئة)
"جلست مارثا أمام سيدها واضعة يديها أمامها ونظرها ينحني قليلا على وجه سميث"
*مارثا : أجل سيد سميث، أعلم أنك غاضب ولكن الأمر ليس كما تظن سيدي
* سميث: ذلك ما أظنه أيضا مارثا ، الأمر ليس كما أظنه دائما، أو أنه كذلك، (مارثا تحاول التكلم) اصمتي مارثا اصمتي أعلم أنك ستقولين لا يا سيد سميث آن ذهبت للتسوق فهي لا تعرف طريق الحقول، يا إلهي تحاولين خداعي أنت و إبنتي.
*مارثا : إنه كذلك أنت محق التسوق… (مرتبكة)
*سميث : (بصوت أفزع مارثا) "ضاربا يده بمكتبه ليقف غاضبا وعينه حمراوتان، جعل هذا المشهد مارثا مندهشة و خائفة مما قد يحدث" : تساعدينها يا مارثا أليس هذا ما يحدث، أنت تعلمين جيدا ماذا أخبرنا به الكاهن عند ولادة آن و تعلمين أن ذلك خطير عليها و على مستقبل البلدة أيضا، هل ترغبين لها في نهاية كتلك التي نعلمها، آه أخبريني...
*مارثا :" ملوحة برأسها نافية كلامه"
* سميت: إذا ماذا تحاولين فعله، أعلم أنك تحبينها كإبنتك لهذا أحاول أن لا اطردك، بل الوصول إلى حل معك.
* مارثا: أعلم جيدا ما أخبرنا به الكاهن، لكن رغم ذلك لا يمكن تغيير مصيرها، إنه القدر و القدر لا يتغير سيد سميث، رغم حبنا وخوفنا عليها لا نستطيع تغيير أو منع أي شيئ من الحدوث إنه قدرها.
* سميث: (صوت هادئ وواثق) : لا يا مارثا لن يحدث هذا لطفلتي سأوقف القدر لأجلها، سأحميها حتى لو اضطررت لسجنها بالبيت طيلة حياتها، أو لماذا أفعل ذلك، لقد حان وقت زواجها و تنفيذ الوعد القديم، فزاوجها من كيفن هو أنسب حل،إنه الوقت المناسب مارثا! أرجوك ساعديني في حماية إبنتي.
*مارثا : "تمسح دموعها" : حسنا سيد سميث لنحمي ابنتنا.
-عانق سميث مارثا عناقا طويلا، مطالبا بحماية إبنته فلا أحد يعلم مدى محبة سميث لآن غير مارثا، بكي الاثنان وهما يحتضنان كل مشاعر الحزن و الأسى على آن، صمت سميث حتى استجمع شتات نفسه و قال " حاولي إقناعها بهذا الزواج إنه لصالحها "، وذهب إلى غرفته تاركا و رائه مارثا تفكر كيف كيف تقنع آن، و متأسفة لها فهي تشفق عليها حتى لقي الدمع طريقا إلى خدها، رغم ذلك فهي متيقنة أن ذلك هو الصواب قبل حدوث لعنة نبوءة الكاهن.
مر ذلك اليوم بهدوء غير مريح داخل البيت، حتى أن آن تفاجأة من هدوء والدها و عدم توبيخها، لكن مارثا تعلم جيدا أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة التي قد تدمر كل شيء يعترض طريقها، أصبح صوت البيت يعلوه صوت العصافير التي تحاول إيجاد مكان على الشجر لتنام، هكذا كانت آن مثل العصفور تعلو في النهار وتجول كل البلدة و تعود أدراجها في المساء إلى البيت الذي هو كالشجرة تنام فيه كي تجدد طاقتها في الصباح، لكن مع الأسفل النوم لم يزر عيناي آن، لا زال رأسها الجميل يفكر ما هو الشيئ الأكثر صعوبة يا ترى؟، هل إرادتها أن تعيش حياتها قبل أن يدفنها والدها حية في هذا الزواج؟ الذي تشعر أنه أصبح قريبا حتى لو كان أهل البيت لا يتحدثون عنه، أم حقيقة أنها ولدت ملعونة بتنبأ جعل حياتها تدور في قفص البيت؟ كل هذه الأسئلة تراود آن كل ليلة قبل نومها، وضعت رأسها تحت وسادتها لتبلل سريرها بالدموع، حتى سريرها تعب من حياة آن البائسة مما جعله هش بالبكاء و ردئ رغم أن بيت آل سميث من أجمل و أرقى البيوت في فكتوريا بعد قصر الملكة، في حين أن المحيطين بها يظنون العكس و أنها غير مهتمة و لا مبالية، حتى حقيقة أن من بين أسباب رغبت والدها بهذا الزواج هو حلمه في دمج البلدين معا ليصبح أكثر قوة لمحاربة الملكة و الفوز بالحكم، فينفطر قلبها في كل ثانية تعلم أن والدها يتخدها وسيلة للنجاح، لهذا قررت أن تعيش بحرية و بكل جموح رغباتها المدفونة قبل أن تبدأ في حياتها الجديدة أو موتها فهي لا تعلم ماذا يخفي عنها القدر، غرقت في دوامة تفكير لكنها تعود إلى نقطة البداية ما هو الشيئ الأكثر صعوبة؟ حل الصباج ولم تنم آن، لكنها إستيقظت بكل نشاط لتعيش يومها فهي لا تملك وقتا لتضيعه في البكاء تحت الوسادة، أخذت حماما ساخنا لتنسى تعب وطول الليلة الماضية، اكتشفت آن أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق مرادها هي أن تحاول التحدث مع والدها و اقناعه بما تريد، من أجل هذا حضرت آن الفطور الأول مرة لوالدها،منه لتصلح علاقتها به و محاولة الإقناعه، فرغم جميع الأحوال تحب والدها و تعتز به، صنعت له مائدة طعام من كل أنواع الأكل خصوصا تلك التي يحبها السيد سميث، بها كل الألوان الباهية و المفعمة بالحب و النشاط، أنهت كل هذا بعدما تأكدت أن كل شيء يروق لوالدها المحب، جلست على المائدة متأملة بما صنعت و في انتظار نزوله للأكل، لكن عقلها منشغل يحاول إيجاد طريقة لتقنع بها والدها بما تريد، ممسكة خصلات شعرها المتساقطة على أكتافها تلعب بكل خصله على حدا، أعطاها ذلك شعورا جميلا و مريحا، وضمت رجليها إليها على الكرسي و بدأت تداعب شفتيها الممتلئتين بأطراف أصابعها ، منحدرت إلى رقبتها الحساسة متجهة نحو إلى تلك الحلمتين البارزتان من تحت ثوبها الخفيف، لم تستطع كبح جماح نفسها فهي لم تفعل شيئا كهذا من قبل، لكن بما أنها قررت أن تعيش حياتها كما تريد حتى ولو لمدة قصيرة، سيكون اكتشاف رغبات جسدها بداية جيدة، حتى أنها لم تعد تريد إنتظار والدها بعد، فقد أصبح من الواضح أنه لا يريد أن يراها بما أنه تأخر على عكس عاداته.
أنت تقرأ
حمام الشبق
Romantizmالخَّيط الرَفيع الذي يَفصِل الشَّهوَة عن الخَطأ لا يُمْكِن إدراكُه، هو نَفس الخَّيطِ الذي يَفصِلُنا عن بُلُوغِ نَشّوَتِنا، وهو كذلك الذي يَجعَل إدراكَنا لِماهِيَّةِ رغَباتِنا مُبهَمْ ، فالرَغْبَة هي بحد ذاتها نَشوَة قد تستمر هذه الذِروَة في النشوةِ...