الفصل 17:موت او حياة

99 18 3
                                    

بعد ظهور الجرح على صدر جي دي، ظهر الرجل الأعمى خلفه في لحظة، التفت جي دي و أطلق هجوما صوتيا نحو الأعمى أملا أن يصيبه لكن بلا فائدة، و قبل حتى أن ترمش عين جي دي كان هناك جرح آخر في صدره ما شكل علامة اكس بالجرحين، حاول جي دي استيعاب الأمر و بدأ يفكر مع نفسه في ماهية قدرة الخصم التي تعطيه هذه القوة الخارقة، و بعد تفكير بدا مطولا لكنه استمر لثواني فقط توصل إلى أن قوة خصمه هي السرعة الفائقة، و بدأ التفكير في كيفية مواجهة عدو يملك سرعة فائقة، لكن قبل أن يتوصل لحل سمع صوتا قرب أذنه.

الرجل الأعمى: تفكيرك بلا فائدة ماهية قدرتي ليست شيئا يستطيع عقلك التفكير فيه، كلما حاولت الإستنتاج خرجت بخسائر كبيرة بسبب خطئك في التحليل، ما رأيك في إتفاق؟
جي دي( بعد أن قفز لعشر خطوات مبتعدا): ما هو الإتفاق الذي سأعقده مع شرير؟
الأعمى (بنبرة تدل على الفراغ الذي في داخله): شرير؟ خير؟ تلك مجرد مصطلحات تحاول الحكم بها على الغير دون معرفة الحقائق، لنرى الأمر من منظور آخر أنا كنت أقوم بمهمتي دون أذية أي شخص لكنك أتيت و قررت مقاتلتي، فكيف تعتبرني شريرا و أنت من حاول أذية شخص بريء ألست الشرير هنا؟ كما أحب أن أضيف إسمي هو سي رو بدل أن تنادي بالشرير نادني سي رو، أنظر إتفاقي معك هو لتوقيف القتال وانطلق في طريقك فقط لا تعارض مهمتي.
جي دي:وما هي مهمتك؟
سي رو: فقط شيء ليس عليك الإهتمام به.
جي دي: لقد قلت أنك لست شريرا، و لم تؤذي أحدا، لنفكر في هذا أنت الأن في مختبر شخص تسبب في أذية و موت العديد من الأرواح، حيث تقوم بمهمة لا تصب في صالح الخير كما يبدو، فكيف لا أقول أنك شرير؟!
سي رو ( خائب الأمل): لقد أخذت فرصتك لكنك لم تغتنمها.

في لحظة اختفى من أمام جي دي و ظهر خلفه، لكن هذه المرة بدل وجود جرح شديد، لقد بدا جي دي سالما، لكن ما أن حاول التحرك حتى إنفجر من جسمه عدة تيارات من الدماء، لقد كان مصابا بجروح في كل مكان، لم يستطع الإستمرار في الوقوف فإنهار على الأرض، و في تلك اللحظة حدث إنفجار كبير وسقط روبوت على الأرض.

في نفس الوقت في مكان آخر.

مير يول: تبا! ما هذا الشعور المشؤوم الذي على هذا الباب؟

كان مير يول واقفا أمام باب بدا عاديا، لكنه أطلق هالة مشؤومة تدل على أن نهاية العالم خلفه، وضع مير يول يده على الباب و قام بدفعه ما لبث أن انفتح الباب حتى انفجرت رائحة الدماء و البول من الغرفة خلف الباب، لك أن تتخيل غرفة ضخمة جدا و في داخلها ترى رجالا و نساءا معلقين بأوتاد على أيديهم ترى في ملامحهم الرعب عندما تنظر لجسمهم ترى أمعاءهم متدلية للخارج عندما تنظر لأرجلهم تراها مقطوعة، تحني رأسك من هول المنظر فترى في الأرض أطفالا صغارا مقل أعينهم فارغة و رأسهم مفتوحة و أدمغتهم موضوعة على وجوههم، أيديهم مقطعة قطعا صغيرة أرجلهم تبدو كأنها دهسة تحت القطار، تخاف فترى أمامك فتجد رجلا ملطخا بالدماء أرجله مبللة بالبول، تراه معلقا رأسا على عقب في آلة بها عدة إبر صغيرة تتناوب في الدخول و الخروج منه، من كل ما رآه مير يول طول حياته كان هذا الأبشع، مير يول الشخص الذي قتل عديدا من الأشرار لم يجرؤ أن يضع قدمه في هذه الغرفة شعر بالغثيان، شعر بالدوار، في لحظة شعر أن كل ما يقوم به بلا فائدة، شعر أنه مهما حاول لن يستطيع أن يقهر الشر من العالم، لقد رأى منظرا جعل منظوره للحياة يبدأ في التغيير، ظل مير يول واقفا هناك ناسيا هدفه من القدوم إستمر في النظر أمامه و التفكير، هل أفعاله ستنقذ هؤلاء الذي عانوا من هذا؟ أيمكنه أن ينقذ أشخاص آخرين الأن يعانون من أكثر من هذا؟ هل لو قدم باكرا أيمكنه إنقاذ هؤلاء الأشخاص؟، عينا مير يول محقونة بالدماء، تسيل منها الدموع دون توقف، مهما بدا مير يول باردا فهو في النهاية بشري كيف له ألا يتأثر، هذه كانت ردة فعل مير يول، الشخص الذي فقد والداه وهو صغير دون ذكرى عنهما، الشخص الذي أبعد عن جدته العزيزة غصبا عنه، الشخص الذي أدخل منشأة جعلته يقاسي العذاب، الشخص الذي خسر صديقه المقرب أمام عينيه، الشخص الذي ماتت أكثر فتاة أحبها في العالم أمام عينيه دون قدرته على فعل شيء، الشخص الذي قد جرب القتل أكثر من مرة وعاش وسط الدماء، فكيف ستكون ردة فعل شخص عادي عاش حياته بشكل طبيعي لو كان مكان مير يول، وسط كل هذه المشاعر المتضاربة إقترب شخص يرتدي رداءا أبيض من مير يول ببطء، على وجهه بدت نظرة جنون كان يضحك بهستيرية، شعره أشعت لسانه يتدلى خارجا من فمه، وضع ذقنه على كتف مير يول و قال: أنت التالي في الغرفة مواهاهاهاها هاهاهاها هاهاهاها.

بعدها دون إستجابة من مير يول، أخذ إبرة من جيبه و حقن بها مير يول الذي سقط مغشيا على الأرض، أمسك العالم المجنون مير يول من رجله و سحبه ببطئ نحو المختبر و علقه في إحدى آلات التعذيب العديدة في الغرفة.

في أقل من ساعة شهدنا سقوط بطلين من الرتبة (إس)، روبوت و جي دي كما شاهدنا سقوط شخص مستوى قوته عال جدا دون أي مقاومة تذكر، فهل من أمل لنجاتهم أم أنه سيكون هلاكهم؟

يتبع...

Heart Of The Storm | قلب العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن