PB. 9

840 91 49
                                    




















- أخبرتك
إنه كاذب، ما رأيك الان.



عينيها تتابع حركته في صمت، كان يأخذ طلب الزبون وأنامله تقوم بالنقر على لوحة المفاتيح لتسجيل ما تم طلبه.
ثم يقطع طرف الورقه و يعطيها لمن يقف أمامه ليتحرك منتظراً تحضير طلبه و يقف مكانه شخصاً اخر.

تكررت العمليه أمامها مع أكثر من شخص، وهي لا يسعها سوى البكاء في صمت وهي ترى إرهاقه الواضح على وجهه ومع ذلك يباشر عمله بكل جهده.

واخيراً هناك فرصه ليلتقط أنفاسه فلم يعد أمامه زبائن، نظر لساعة يده وبعدها أغلق جفنيه بتثاقل
وهو يعود برأسه للخلف قليلاً ثم حرك عنقه للجانبين يفك تيبسه مستعداً لأخر ساعه في دوامه الجزئي.

- أنت أتيت بي لهنا لكي تجعلني ارى معاناة طفلي. ؟
من عقلك ! تظن أنني سأغضب لرؤيته يعمل، على الأقل هو أصبح يتحمل المسؤولية في سن صغير
لأنه رجُل وليس مثلك إذا إختفت أموال أبيه
لن يصبح ذو قيمة عند أحدهم.

وضع كفيه في جِياب بنطاله وخرج صوته ساخراً
يردف

- شعارات فارغه..
أتيت بك لهنا لتعرفي أن تربيتك لم تكن في محلها
انظري انه يكذب عليك يومياً وأنتِ تنامين في فراشك ظنًا أنه في مدرسته.

كانت تقف قبالته ولكن هو مسك بها من كتفيها وجعلها تستدير جهة المقهى الذي يعمل فيه جيمين
لتراه مجدداً عبر الزجاج.

- فاشل.


دوت صوت صفعه جعلت من المارة يلتفتون لمصدرها

كان صدرها يعلو ويهبط بقوه و قلبها أصبح يؤلمها
من شدة قوه ضخه للدم في عروقها

كل قوتها التي احتفظت بها بسبب طفلها ولإعتنائه بها وجعلها لا تبذل مجهود في أعمال المنزل او خارجه وضعتها في يدها لتهوى بها على وجه من يقف أمامها.

رفعت إصبعها بوجهه تحذره محافظه على ثبات صوتها تردف بحده

- إياك.. إياك أن تصف ولدي بتلك الكلمة مجدداً
هو لم يفشل قط.. ولن يصبح يوماً كذلك.
وهو لم يكذب علي، أنا أعلم عن طفلي كل شيء دون الحاجه لأن يتحدث.

فَتىٰ لَعُوب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن