الفصل 46 (عاصفة حب)

170 10 1
                                    

انطلقت زينب بسيارتها قبل أن يصل آزاد إليها، فسارع هو الآخر بالانطلاق خلفها بسيارته وإذا بالسيارة التي كانت تتبع زينب منذ يومين تلحق بهما أيضًا حيث قال أحدهم للسائق: إياك أن تفقد أثرهما.

بقي آزاد يحاول جاهدًا جعل زينب توقف سيارتها على قارعة الطريق دون جدوى؛ فقد كانت تنطلق بسرعة كبيرة حتى كادت أن تصطدم بعدة سيارات إلى أن سبقها أخيرًا وأجبرها على التوقف بعد أن أوقف سيارته أمامها.

نزل من سيارته وهرع نحوها، ليجدها تبكي منهارة داخل سيارتها، فطلب منها فتح الباب دون جدوى ومع إلحاحه عليها بدأت تضرب يديها بالمقود بشكل هستيري وهي تصرخ قائلة: دعني وشأني .. لا أريد رؤية وجهك.

لاحظ الدماء التي بدأت تنساب من باطن كفها الذي وضعت عليها ضمادة لاصقة، وحرصت على عدم ظهورها أثناء جلوسها مع البقية. بدأ يطرق نافذة السيارة بقلق طالبًا منها فتح الباب، ففتحت النافذة وصرخت عليه بحدة: ما الذي تريده مني؟ لماذا لحقت بي؟

رد آزاد محاولًا تهدئتها: اهدئي .. سأخبركِ .. أردت أن أوضح لكِ الموقف .. الأمر ليس كما فهمته.

ابتسمت زينب بغضب وتهكم قائلة: حقًا؟! ولماذا يهمك توضيح الأمر لي؟! لم أعد أعني شيئًا بالنسبة لك .. انفصلنا أمس ألا تذكر؟ لقد أنهيت علاقتنا آزاد، فلماذا تريد أن تشرح لي علاقتك بفتاة صغيرة وتوضيح ما قالته عني؟!

أغمض آزاد عينيه مطالبًا نفسه بالصبر ليتصرف بهدوء؛ فهو لا يدري إلى أين وصلت بتفكيرها بسبب ما قالته عائشة، ثم قال: زينب، اخرجي من السيارة لنتحدث وسأوضح لكِ كل شيء. الأمر ليس كما فهمته صدقيني.

رمقته زينب بحدة، ثم قالت: يبدو بأنك لم تسمع ما قلته لك. لست بحاجة لأي توضيح منك فقد سمعت ما يكفي.

عادت زينب بسيارتها للخلف وانحرفت نحو الشارع، ثم انطلقت مسرعة بعيدًا عنه، فأطلق سبابًا وهو يراها تنطلق بسرعة جنونية، ثم سارع باللحاق بها. في السيارة التي تراقبهما كان أحدهم يلتقط الصور لهما عندما وردته مكالمة من رئيسهم في العمل، والذي كان هو نفسه المدعى عليه في القضية الذي هدد زينب حيث سأل رجله عن آخر الأخبار، فأجاب: يبدو بأنهما قد تشاجرا مجددًا وتخميننا أمس كان في محله.

ابتسم الآخر بزهو وهو يجلس على أريكة جلدية سوداء ينفث دخان سيجارته، ثم عقب قائلًا: جيد! يجب أن أشعل الأمور بينهما قبل موعد الجلسة الثانية لينشغلا عني.

رد رجله بحيرة قائلًا: يمكنها أن تولي القضية لأي محامٍ آخر يعمل لديها، فلماذا تظن بأن هذا الشجار سيجعلها تقصر في عملها؟

أجاب الآخر بغطرسة: فلتفعل وسأجد طريقة لشراء المحامي الجديد وأفوز بالقضية. ما أن تأتي المعلومات التي طلبتها عنها أرسلها لحبيبها مع تسجيل الصوت للحديث الذي دار بينها وبين صديقتها.

إيلين (بريق الشمس)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن