عاد براق إلى الفندق، وبدل ثيابه بعد أن أخذ حمامًا دافئًا. لم يستطع البقاء في الغرفة بسبب شعوره بالضيق والقلق، فتوجه إلى المسبح الموجود على سطح الفندق، لينظر إلى المدينة من الأعلى على أمل أن يخفف هذا من توتره وغضبه.
وصل براق إلى السطح، والذي كان خاليًا بسبب برودة الطقس إلا من فتاة واحدة، تجلس على أحد المقاعد أمام المسبح وهي متشحة بالسواد، وتحدق في السماء. مع اقتراب براق بخطواته أدرك بأنها إيلين، فتفاجأ وتسارعت دقات قلبه أكثر وأكثر مع اقتراب خطواته منها. شعرت إيلين بقدوم أحدهم، فأبعدت السماعات عن أذنيها، واعتدلت بجلستها، ونظرت باتجاه الشخص القادم، فأدركت بأنه براق. نظرت له باستغراب في البداية، ثم ابتسمت قائلة: هل أنت نزيل في هذا الفندق؟
- كنت أود أن أسألك السؤال ذاته؟
- لقد انتقلت إليه اليوم. لقد نصحتني به ريتا لأنها تعلم بأنني أحب النظر للسماء والنجوم ليلًا، وهذا المكان مثالي في الحقيقة.
- أجل أنت محقة، هذا المكان الوحيد الهادئ هنا.
- من الجيد بأننا التقينا، فقد كنت أود الحديث معك بشأن أعمالك في المعرض، وخاصة تلك اللوحة. هل تمانع إن قمت بتسجيل حديثنا؟
- كلا، يمكنك أن تسألي ما شئتِ.
- شكرًا لك، تفضل بالجلوس.
جلس براق على مقعد مقابلها، وهو بالكاد يسيطر على نظراته لها، أما قلبه فقد كان ينبض بعنف شديد.
- يمكننا إجراء الحوار باللغة التركية إن شئت، ربما يكون هذا أسهل عليك بالتعبير.
- هذا أفضل، شكرًا لكِ.
بدأت إيلين تطرح عليه الأسئلة حول لوحاته وأعماله، بينما كانت تسجل المقابلة على هاتفها. كان براق يجيبها على كل أسئلتها بهدوء ولطف، رغم البرود الذي تظهره تعابير وجهه بسبب توتره.
بعد انتهاء أسئلتها ابتسمت قائلة: لماذا تبدو متوترًا للغاية؟
ابتسم براق، ووضع يده خلف رأسه بحرج، ثم نظر لها قائلًا: ربما لأنني لم أُجرِ مقابلة من قبل.
- حقًا؟ هذا غريب، فجميع المشاركين فنانين متميزين، ولهم العديد من الأعمال السابقة، وبالتأكيد جميعكم أجريتم حوارات صحافية.
- أنا لم أفعل ... لا أحب هذه الأمور.
- لا أدري إن كانت موافقتك من حسن حظي أم لتحسن مزاجك، على أي حال، أسعدني الحوار معك، والحديث عن لوحاتك كان ممتعًا للغاية. شكرًا لك.
- بل من حسن حظي أنا، لقد سعدت بالحديث معك ... إيلين.
- الجو يزداد برودة، والوقت قد تأخر أيضًا.
أنت تقرأ
إيلين (بريق الشمس)
Romansaإيلين فتاة عربية مسلمة تجوب العالم لتهرب من ماضيها الأسود، ولتصنع شخصيتها الجديدة القوية بعيدًا عن كل شيء ... جمعتها الصدفة بشاب تركي يدعى براق وأخيه يمان أعقبها محاولة قتل صديقتها الإيطالية ... خلال رحلة تحقيقها العدالة لصديقتها تلمس حقيقة براق وج...