وللتضليل كانت تطير تحتها طائرة بوينج ۷۰۷ تحمل علامة الطيران الايرلندية لتضليل أجهزة المراقبة ، وهي طائرة اسرائيلية وظيفتها امداد هذه الطائرات بالوقود .. والقت هذه الطائرات حمولتها على المفاعل ، وعادت دون ان تصاب طائرة واحدة !! - وحاولت اذاعة بغداد تشويه سمعة عالم الذرة المصرى الدكتور يحي المشد، والمعروف لدى الجميع ان العراقي بطرس حليم ، هو الذي أفشي بأسرار المفاعل .. فكيف تم
الايقاع به في براثن الموساد الاسرائيلي ؟ ( عالم عراقی ) كان الدكتور بطرس حليم ، رئيس لجنة الابحاث النورية بالعراق على رأس وفد من الفنيين للاشراف على عملية تصنيع المفاعل بمجموعة شركات ( اميان - شنيدر ) الفرنسية وتمكن عملاء المرساد من معرفة عنوان سكنه في حي "قبل جريف" بجنوب باريس وجندوا فتاة فرنسية شقراء كانت تستقل معه الاتوبيس صباح كل يوم ليذهب الى المصانع بحي "سان لازار" في شمال غرب باريس وكانت الفتاة تحرص على أن تجلس بجواره يوميا ، وتتبادل حديثا عابرا .. وعرفت الفتاة طبيعة عمل الدكتور بطرس ، ولكنها تعمدت الا تسأل عن مهمته في باريس وحاول الدكتور بطرس مقابلتها على انفراد ، ولكنها رفضت ، ليزيد اصراره على اللقاء .. وذات صباح تعطل الأتوبيس بتعمد - واضطر الركاب للنزول انتظارا للاتوبيس التالي . وتوقفت سيارة بيجو حمراء امام الدكتور بطرس ، كان يقودها رجل بريطاني الجنسية ، وتجلس بجواره "مدموازيل" جاكلين ، نفس الفتاة الشقراء.. وعرضت على الدكتور بطرس توصيله فوافق وعرفته على الرجل البريطاني مستر "دونانان" وهو اسمه الحركي ، وقالت أنه صاحب مكتب استيراد وتصدير بنهاية شارع الشانزليزيه .. وهنا كانت بداية نجاح خطة الموساد ، حيث دار حديث عابر بين دوناقان وبطرس ، وكانت نتيجته في النهاية تدمير المفاعل العراقي ، ومنع أي دولة عربية من شراء مفاعل نوری حتى الآن !!
*صفحه 8*
أنت تقرأ
جواسيس و خونه
Historical Fictionرواية جواسيس وخونة تأليف إبراهيم العربى، تتعمق الرواية داخل عالم الجاسوسية ... ذلك العالم الغامض العجيب الذي تكتشف من خلاله الأسرار والألغاز المحيرة .. والحوادث التي عجز الكثيرين عن تفسيرها.