الفصل الرابع

46 7 31
                                    

كانت عيناها متعبتان من السهر حتى النجوم فقدت بريقها هاته الليلة أضواء الشارع الصفراء مطفأة على غير العادة و هي تعاني أرقا فضيعا
تنهدت ميادة للمرة الألف تحاول الإنشغال بالفلم الذي لم تشاهد منه لقطة منذ بدئه أعادت رأسها للخلف و كلمات أيمن لاتفارق ذهنها إنه معجبا بها و هذا يشعرها بدونية فضيعة و كلما حاولت تجاوز تلك اللحضات حين همس لها عبر سماعة الهاتف بكلمات واضحة المعاني يصرخ ضميرها بقوة
أنتي إمرأة متزوجة
لاكنه لايعرف
أنتي تعرفين
و هذا يعيدها إلى نقطة البداية إنها وضيعة و في منتهى الدونية أمسكت جهاز التحكم ترفع مستوى الصوت عله يلهيها قليلا قبل أن ترمي الأخير على الحائط بغضب و تحركت من مكانها تزيح ستائر النافذة لربما بعض من الهواء البارد قد يطفئ إشتعال صدرها المثقل
عاودت غلق الستائر و هي تتجه للمطبخ ستعد كوب شاي دافئ لعل أعصابها تستريح قليلا أخرجت إحدى الكؤوس الزجاجية من ضرفة المطبخ و راقبت بعيون شاردة غليان المياه و داخلها يصرخ بإقرار أول ماستفعله غدا الإتصال بأيمن و إخباره بالحقيقة كاملة سيتفهمها على الأغلب سيفعل و ربما يساعدها على الطلاق من زوجها قاسم رفعت رأسها تنوي إخراج علبة الشاي لتصدمها رؤيت صورته قبالها في إحدى مرايا خزائن المطبخ شهقت بعنف و العلبة الزجاجية تنفلت من يديها لتقع أرضا متحولةً إلى أشلاء وضعت يدها على صدرها تجذب أكبر كمية هواء تحملتها رئتيها قبل أن تجثو أرضا تلملم بقايا الزجاج و هي تفكر أن ذكر إسمه فقط جعلها تتخيله إبتسمت على أفكارها قبل أن تتيبس شفتيها على منظر الحذاء الجلدي المقترب منها بخطوات بطيئة بطيئة جدا
إرتعش جسدها بخوف لم تجربه سابقا و قد كانت الثانية التي رفعت فيها رأسها مجفلة تتبع الضل الطويل أبدية الوقت توسعت عينيها بصدمة قبل أن تهز رأسها بعنف و هي تتمتم
: أنت مجرد حلم لست حقيقيا..
وقفت بقدمين هلاميتين أنظارها مثبتة على الجسد الضخم الذي سد باب المطبخ بالكامل أغمضت عينيها مجددا تعد بصوت شبه باكي إلى عدد لم تدركه قبل أن تفتحهم و تزداد خوفا من مرآه واقفا هناك كعزرائيل ينتضر الوقت المناسب لإزهاق روحها
و صوته الذي تسمعه يهمس كقداس موت بكلمات لاحياة فيها
: بل كابوس يا زوجتي العزيزة
غطت شفتيها بيدين مرتجفتين و صرخت ذعر تنطلق بلا حول ولا قوة منها حتى أنفاسها إختارت هذا الوقت لتختنق داخل رئتيها تراجعت للخلف بضع خطوات ليلفحها برودة الرخام خلفها و إرتعاش جسدها يزداد بشكل واضح
في حين وقف أمامها بلا أي حركة يراقب تحول ملامحها من خوف و صدمة و هي تتمتم أنه مجرد حلم همسها جعل ملامحه الحجرية تزداد قسوة و هو يراقبها من علياء تقف قباله وقد فضحت حركات جسدها أنها لم تكن تتوقع لقياه في وقت قريب تقاسيم وجهها التي تحولت إلى ذعر حقيقي حين قال
: زوجتي العزيزة
إن كان ما أحسته عند رؤيته خوفا و الله وحده يعلم مقداره فصوته الخشن و هو يشد على كلمة زوجتي كانت عذابا آخر
تلعثمت الكلمات في فمها و كأنها نسيت مخارج الحروف لتلقي بتسائل ماكادت تصيغه من بين شفتيها إلى بشق الأنفس
: مستحيل كيف دخلت إلى هنا ؟؟
أطلق ضحكة ساخرة و هو يرفع يده يشير إلى الباب مجيب بإستفزاز
: من الباب
وضعت يديها على أذنيها تكتم ما ضنته وهما تكرر نفس الكلام للمرة العاشرة ربما
: أنت لست حقيقيا مستحيل أن
قاطع كلامها صوت الطبق الزجاجي و الذي أمسكه يلقيه عند قدميها محدثا صوتا مفزعا جعلها تطلق صرخة رعب لم يكترث لها و هو يكرر فعلته معى كل ماتطاله يده من أطباق و أواني زجاجية كانت موضوعة على الرف الزجاجي قربه قبل أن يخرج صوته الجليدي متسائلا
: هل تأكدتي أم..
قاطعته تصرخ بخوف
: توقف توقف لا لا لست حقيقيا لايمكن لن تكون
: ميادة
صرخته جعلتها تفتح عينيها تطالعه بصدمة متأخرة
كان يبدو كالجبل أمامها تقسم أنه بوقفته تلك منع أي ذرة أكسجين من الدخول إلى محيطها لم يتوقف جسدها عن الإرتجاف و هي تثبت عينيها على مضهره عيناه الضيقتان حاجباه المعقودان الغضب الواضح في كل إنش من جسده جعل طاقتها تنهار فجأة لترتخي جالسة أرضا بوهن
لاتعرف كم من الوقت بقت أرضا تستند على الحائط خلفها و هو يقف بعد بضع خطوات يداه المعقودتان على صدره أظهرتا ساعداه القويان العروق البارزة والتي تكاد تقسم أن مايجري داخلها حمم بركانية ستحرقها في أي لحضة أكمام قميصه المرفوعة أظهرت بداية وشم على ذراعه حتى أنها رأت وشما آخر على صدره من أزرار قميصه المفتوحة لحيته السوداء و نضراته ذات الجليد الأخضر كانت كلها تجثم على أنفاسها
كان كل مايملئ المطبخ الضيق وقتها صوت التلفاز القادم من الردهة و لسخرية القدر منها كان مايذاع حاليا أغنية حب رومنسية
أرادت بشدة الضحك بل الغرق في نوبة هستيرية من الضحك و هي تقر أنها لم تتوقع يوما أن ينتهي بها الأمر مقتولة على وقع أنغام أغنية حب راقبت خطواته تتحرك ببطئ مميت لتتحامل على جسدها و تقف بأقدام هلامية
تكاد تلتصق بالحائط خلفها داخلها يدعو أن تنشق الأرض و تبتلعها و تريحها من العذاب الذي سيلحقها به
لاكنها في لحظة حاسمة قررت المحاولة للمرة الأخيرة
نظرت إلى الممر و ركضت أو هذا ماضنت نفسها فعلته اليد التي إمتدت دافعة إياها على الحائط أدركت من خلالها أن يد عمها كانت لطيفة...لطيفة جدا
أحست أن الدماء تجمدت في أطرافها و جفاف رهيب يغزو شفتيها مررت لسانها على شفتيها و أخذت شهيقا طويلا تحاول إستجماع أنفاسها به ربما ستعتذر
نعم ستعتذر منه و تحاول إيجاد حل وسط معه و ينتهي الأمر ....لابأس لن يحصل شيئ ..هدأت نفسها المذعورة بعدة كلمات مشجعة بلا فائدة
إرتجاف شفتيها و حركة لسانها الغبية جعلته يبتسم بسخرية و هو يقول
: شقة مفروشة أهذا ما هربتي من أجله
حالة البكم العجيبة التي أصابتها جعلته يهمس قرب أذنها
: جيد لدينا الليل بطوله
رفعت رأسها إليه فجأة و عينيها تشخصان فيه بهلع واضح في حين إزداد انكماشها على الحائط خلفها أهذا مايفكر به عنها هي لاتهتم لرئيه لكن..... لكن لاشيء
لقد إنتهت مغامرتها الصغيرة و حان وقت الحساب
الشياطين تتجول داخل رأسه بطريقة سيئة سيئة جدآ
متعب هو و هي السبب تلك الكلمات التي مافتأت والدته تحاول غسل عقله بها تجمعت كلها في هاته اللحضة لتحيل كل ذرة مشاعر جيدة نحو الواقفة بين ذراعيه إلى مشاعر حقد و كره خالص
النظر إلى حالتها المرتعبة و إلى جسدها المرتجف بين ذراعيه يرضيه و .....يؤلمه
يده إمتدت إلى خصرها يتلمسه بطريقة مهينة و صوته المستفز يسألها بحقارة
: كم تقبضين لليلة
إرتفعت الدماء إلى وجهها فجأة و معاني كلامه يضرب رأسها بقوة و كل ماسمع في المطبخ بعدها صوت الصفعة المدوية التي حطت على وجنته
صفعته...يستحق أليس كذلك....يستحق أكثر في رأيها
اللحضة التي إلتف فيه وجهه و قد بدا غير مستوعب أنها صفعته إرتفع الادرينالين في جسدها لتركض لجهة الردهة و صوت خطوات الشيطان الذي يتبعها جعلها تحمل أول شيء طالتها يداها و ترميها عليه و قد كانت وسائد الريش الناعمة إحساسها بالغباء جعلها تمسك قطعة الديكور الصغيرة الموضوعة على الطاولة و تقذفها بوجهه بكل طاقتها خط الدم الذي تشكل من جبهته نزولا على عينيه التي رأت الجحيم في عمقهما جعلها تحاول مد يدها لمقبض الباب لتفتحه علها تنال حريتها
بضع خطوات فقط كل ما إستلزمه الأمر بضع خطوات ليمسكها من خصرها يطوحها في الهواء و يلقيها بقسوة على الأرض صرختها المتألمة لم تشفع له و هو يجثو فوقها يخيم بجسده الضخم عليها أنفاسه تتسارع بغضب وجهه المنحوت كالصخر بلا أي إنفعالات وقد بدأ ذالك الجرح الطولي على جانب وجهه شديد الإحمرار كشق من جهنم ستحرق روحها عما قريب
تخبط قلبها داخل أضلعها بعنف و عينيها تناضران المكان كقطة مذعورة وقعت بين براثن وحش سيجعلها عشائه بلا ريب
ذراعه إمتدت تمسك خصلات شعرها يرفع وجهها إليه يهمس بهسيس غاضب
: أنت تحرقين كل فرصك معي بهاته التصرفات
تلوت أسفله بعنف و كأن جزء صغيرا من عقلها لم يتقبل واقع حضوره بعد تلقي كلمات غير مترابطة أحيانا تأمره بالإبتعاد و أحيانا تكرر أنه مجرد و هم و هذا كله مجرد كابوس مرعب ستصحو منه
رفع يده بلا أي تردد يهوي بلطمة قوية تركت أثر أصابعه على وجنتها الشاحبة ليصفعها الواقع بشدة هاته ليست إحدى أحلامها حيث ستستيقض بعد قليل بل واقع تعايشه لسوء حضها قاسم عثر عليها
تلك الصفعة التي هبطت على وجنتها جعلتها تدرك مايحصل إنها هنا ملقاة أرضا و هو يجثم فوقها بنظرات شيطانية مرعبة طفرت الدموع من عينيها تشهق ببكاء حارق قبل ان تستعيد بعضا من أنفاسها و هي تطمأن نفسها أن الجلبة التي أحدثاها لابد من وصولها لجارتها أنيسة و التي تسكن الطابق أسفلها و كأنه قرأ أفكارها ليقول بصوت ساخر
: جارتك العزيزة مسافرة لحضور وليمة في منزل أهلها لن تفيدك في شيئ
توسعت عيناها برعب والأسئلة التي عجز لسانها المشلول من الصدمة عن طرحها وجدته يجيب عنها بصوته الخشن
: أنا أراقبك منذ مدة يا حرمي المصون
أحست وقتها أنها مجرد فأر وقع في مصيدة قط مستمتعا بالعبث معه خرج صوتها متحشرحا من شدة الإرتباك و هي تحلل أن المدة التي يقصدها قصيرة بعض الشيئ
: منذ ..كيف ..لما لم...
قاطع هذرها غير المفهوم و هو يمد كفيه يطبق على عنقها مغمغما بصوت شارد
: كنت أريد خطأ واحد مجرد خطأ صغير لأجز عنقك الجميل هذا بيدي و أستمتع بشرب دمائك صدقيني كنت سأستمتع بذالك
إرتجفت و إنتشرت برودة صقيعية في أطرافها تهز رأسها بعنف تشكر الله في أعماقها أن أيمن والذي إعتاد زيارتها و تفقدها أحيانا مسافر منذ مدة و إلا لكانت الآن جثة هامدة
لقد كان قريبا منها أقرب من اللازم أنفاسها الساخنة تضرب صدره جسدها يرتجف بين ذراعيه بصورة ملحوضة شفتيها منفرجتان بلهاث مسموع و قد كان كل مايحصل حاليا فوق قدرة تحملها راقب جسدها يرتخي بين ذراعيه و كأنها تقبلت الواقع أخيرا
دنا منها أكثر ليلثم شفتيها بعنف وبلا أي رغبة
ليهمس قرب أذنها بإستفزاز
: متأخرة بعض الشيئ لاكن لابأس ملحوقة
كلماته جعلت طاقت عنف تجتاح جسدها و هي تدفعه بعيدا عنها تصرخ بعلو صوتها
: لا توقف أنت لن تفعل هذا بي
مد يده يكمم فمها و هو يزداد غضبا من تصرفاتها النافرة منه داخله يشتعل بغضب يرغب بصفعها مرة تلو الأخرى يريد بشدة تحطيم وجهها الجميل و الكثير من طرق التعذيب تجول بين حنايا عقله لقد عثر على مكانها منذ أكثر من أسبوع راقب كل تصرفاتها مجرد إمرأة جميلة تعمل في محل الحلاقة النسائي عند نهاية الشارع تغادر عملها مساء تمر على بائع الخضر العجوز تأخذ مايلزم و تشكره بضحكة ناعمة سعيدة و راضية و قد إختفت من حدقتيها نضرت الخوف التي كانت ترميها عليه في المراة القليلة التي قابلها بها كأنها تخلصت من مرض معدي لكن كل ذلك إختفى حين أحس بجسدها يستكين بين ذراعيه و عيناها تنغلقان بوهن لو لم يكن قلبه الأحمق ملتاعا عليها لو كان مركزا قليلا فقط لعرف أنها تمثل
وقف ينظر إليها من علياء جسدها ملقى على الأرض وقد إنحسر ثوبها الابيض عن قدميها الحافيتين شعرها الأسود يغطي بعضا من ملامحها المنهكة لو ركز قليلا فقط لكان لاحظ إرتجاف يديها و عينيها اللتان تطبقهما بشدة إبتعد عنها قليلا ينوي إحضار بعض الماء من أجلها و في تلك اللحضة فتحت عينيها بشدة تنضر إلى ضهره العريض و في حركة غبية كانت تقف من مكانها بسرعة تمسك الأبجورة الموضوعة قرب التلفاز ترفعها على طول ذراعها تنوي النزول بها على رأسه
لاكنه كان أسرع منها حين إلتفت قابضا على ذراعها في حركة واحدة يقبض على رسغها بكف فولاذية جعلتها تترك مابيدها و تصرخ متوجعة حين إنتقلت يده إلى خصلات شعرها يكاد يقتلعها من جذورها و يده تحط على وجنتها في صفعة أخرى جعلتها تسقط أرضا
: أخبرتك أنك تحرقين فرصك معي
رفعت وجهها المحتقن إليه تسأله بصوت بح من كثرة البكاء
: إبتعد دعني وشأني غادر منزلي
أطلق ضحكة غير مبالبة و هو يرد
: تحركي إجمعي أغراضك و لنا كلام آخر في منزلنا
أبعدت خصلات شعرها المشعثة و هي تصرخ فيه دون وعي
: هل أنت مجنون لن أعود لقد فعلت المستحيل لأتخلص منك لن أعود
: ميادة للمرة الألف توقفي عن إغضابي
صرخ فيها بعلو صوته يراقبها ترتجف و هي تهمس
:مذا تريد مني
: حسنا ربما أريد التأكد من صلاحية البضاعة التي اشتريتها
كانت كلماته ببحته الرجولية الخشنة تجعلها ترتعب بشدة الطريقة التي أمسكها فيها ذراعها جاذبا إياها بين ذراعيه جعلتها تشهق بعنف
كان مستحيلا على جسدها المنهك مقاومة جثته التي تخيم عليها من فوق و حين دفن رأسه في عنقها ذات النبض الثائر إنتشر إرتجاف رهيب على كل بدنها أرضاه بشدة لقد كان مغيبا في أفكار جهنمية لم تفارق ذهنه لحضة واحدة منذ فتح باب غرفتها في منزل عمها ووجدها فارغة لربما هربت من أجل رجل آخر رجل ليس هو..و هاهي ترمي من فمها الجميل المزيد من الكلام السام ؟!
كانت تتخبط بقوة بين ذراعيه عيناها تذرفان دموعا بلا توقف تتوسله من بين شهقاتها أن يبتعد وحين فعل ظنته الخلاص
الثواني التي ابتعد عنها نازعا يرمقها بنضرات غريبة جعلتها تملئ رئتيها بهواء زاد من اختناقها قبل أن يعاود إمساك يديها مثبتة إياهما فوق رأسها بيد واحدة تلوت أسفله بعنف صوتها المبحوح يترجاه بلا فائدة
: قاسم أرجوك أنا لا أستحق هذا أرجوك
: وهل إستحقيت أنا مافعلته بي
رد على سؤالها الذي لم يحرك فيه شعرة و هو يدنو منها أكثر صرخاتها المتوسلة تنتهي عند حدود شفتيه حيث كانت لمساته خشنة مؤذية بدون أي مشاعر فمه القاسي يهبط على شفتيها فيسحب منها الحياة بالتدريج يستمع إلى توسلاتها الخافتة كلما توقف عن لثم فمها منتقلا من مقدمة صدرها إلى وجهها المحمر بخوف و لهاث أغمضت عينيها في إدراك متأخر أنه لن يتوقف
وحين مزق فستانها الأبيض الجميل و تطايرت أزراره الذهبية في كل مكان تمزق معه حلمها بليلة حلمت بها ككل الفتياة حين إبتعد بعد وقت قصير و قد عاملها معاملة البغايا و قد أدرك الحقيقة التي هرب منها كثيرا ميادة هربت كرها له لا أكثر ولا أقل

هاربة إلى قدريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن