طوالَ ذلك الأُسبوعِ، استمَرَّت الأمطارُ بالهطول، كانَ هذا بسبَب مُناخِ شهرِ حزَيرانَ المتقلبِ، مع ذلك، الطلبةُ مُجبرون على حُضور الدروس دوماً.
-"ماتسونو! "
نادت عليه بصوتها المبحّ، محاولة جذب انتباهه.-"كو-كوميكو؟!.. هل أنتِ بخير؟ "
امتلئت كلمات شيفويو قلقاً، لمّا رأى وجه جوسي المتعب، فقد تلون أنفها باللونِ الأحمر، و برزت الشرايينُ الدقيقة في عينيها.
-"إنه مُجرّد زكام، لا-"توقفت عن الكلام بسببِ مباغتةِ السعالِ لها.
-"عليكِ الذهاب للمُستشفَى، كوميكو "
توجهت ذراعه نحو ظهرها، لـ يضع يده محاولاً التخفيف عنها، مما دفعها لشكره:
-"شـ-شكراً شيفويو"
شيفويو بحدّ ذاته لم يصدق، ربما كانت تلك المرّة الأولى التّي تناديه فتاة بـ اسمه الأول، ممّا دفع الدماء لـلانحسار في خديه.
-"هل أنتَ بـخير؟ "
صوتها الناعم أخرجه من دوامة أفكاره، ثم ابتعد عنها لـ تفادي وُقوع حوادث أخرى تفقدُه رزانته.تعالى صوت الجرس المُدوّي في أرجاء المتوسطة معلناً عن بِدء الحصص.
مرّ الوقت، و انتهت نصف الحصص لـ يعلن الجرس مجدداً عن فترة الإستراحة.توجهت جوسي نحو طاولةِ شيفويو لـ تُقدّم له ما لمْ تستَطع تقديمه من قبلُ.
-"ماتسونو! لقد أحضرت لك ما طلبته!"
تفاجأ شيفويو حيث أنّه لم يرها حينما أتت،'ربما هيَ ظل..' بينما لم يكن منتبهاً، يفكر بأشياء أكثر أهمية بالنسبة له.
ثم تهلل وجهه و ابتهج صوته عندما رآها تحمل المانجا:-"كوميكو! أحضرتِها؟ هاا! أشكرك! "
ابتسمت المقصودة بـ لطف، تاركةً في قلبه الكثير من مشاعر المحبّة و احمراراً على خديه.
و بين هذه المشاعر البهيّة اللطيفة، شعرت بـ اختناق شديد يسد تنفسها، استدارت و تجنّبت إقلاق شيفويو، لـ تسعل بـ شدّة بعدها.
رُغم ذلك، لم تتفادى أسئلته القلقة:
-"كو-كوميكو هل أنت بخير؟ "
و بين أنفاسها المتقطّعة، أخبرته:
-"إنّني بخير-"
بمجرد انتهاء الدوام، اتجهت جوسي نحو شيفويو، طالبةً منه العودة معهَا.. لِـ أوّل مرّة، حمحمت و قالت:
-"ماتسونو! رافقني في طريق العودة"
شيفويو كان شارد الذهن، مما دفعه لـ طلب تكرار ما قالت:
-"هاه؟ أ-أعتذر.. أ-أ يمكنكِ إعادة ما قلت؟"قربت يدها من فمها، لـ رفع صوتها:
-"لـ نعد للمنزل معاً! "
ابتسم شيفويو بـ لطف، ثم أجاب بإيماءة تدل على موافقته، لـ يقول:
-"عليّ المرور على أحدٍ أولا، هلاّ رافقتِني؟ "
-" بكلّ تأكيد! "توجّه شيفويو نحو صف مقصوده، و لحقت به جوسي هي الأُخرى.
أنت تقرأ
عمَى أَلْوَان
Short Storyتُرَى... كَيْفَ هِيَ الحَيَاةُ مِنْ دوُنِ أَلْوَان؟ فيِ رحْلَةِ الحَيَاة، نقَابِل مخْتلَفَ الأَشخَاص، الطَّبيِعيونَ وَ غَريبُو الأَطوارِ، لكنْ.. فيِ هذهِ الحِكايَة؛ سيَكونُ لدَيناَ عميَاءُ-نوعاً ماَ-تقُودُ دفَّةَ القصَّة، أتمَنَّى أنْ يُكلِلَها ﷻ...