|تلاعب الدوق. غضب الحوراء|

268 40 44
                                    


المستضعفون تم أحيائهم. الفاسدون تمت محاسبتهم. الافواه الجائعة تم ملؤها، سبق و ظنوا أن الغزو على بلدهم كان الفاجعة، لكن هيهات لهم، حتى سابع حكامهم لم يعيشهم بالسلام والرغد الذي حل عليهم فور احتلالهم.

من كان يجوب الشوارع لأيجاد مأوى لرأسه، بات ينام بين بين أربعة حيطان تكفيه برد الشتاء و حر الشموس.

لم يعد هناك سرقة و لا غش أو تلاعب، لم يعد هناك خشية من بذل الجهد بالعمل فيتم سرقة مجهودك بثانية، الوجوه الشاحبة باتت أثار الراحة تستحل وجوههم.

و أنذاك سقطت الراحة على أكتاف الحوراء، هذا ما سعت لأجله و بفضل الله حققته. لقد أُنهكت بالسعي لأخراج الحلول لأصلاح مشاكلهم و أحوالهم.

كان صباح مختلف عليهم، بلادٌ غريبة و أجواءٌ عليلة، و قبل أن يحين وقت العودة قررت الترفية عن نفسها و التجول في حديقة القصر.

من النظر فقط سيكون من السهل الأدراك أن اموالًا طائلة تم أنفاقها في سبيل تزيين هذه الحديقة، أزهار البنفسج ذوات الرائحة العطرية، و أزهار الروز ذوات الألوان الجميلة.

أعصابها دخلت بحالة أسترخاء و التعب أثر أصابتها يخف تدريجيًا عنها يترك شعورًا مريحًا بهذا الصباح.

لقد سارت فيها لمسافة شبه طويلة أثر أندماجها، و لم يقطعه عنه سوى سماعها لتلاوة القرآن تخرج من حنجرة شجية مريحة للسماع.

كان في موقف آخر ستحب البقاء و الأستماع لهذه التلاوة، لكنه كان هو من بين الجميع لذا فضلت الأنسحاب كما جأت. و حين فعلت تذكرت الثقل الذي في جيبها و ينتمي له، لقد كان خنجره الذي كلما نوت إعادته له حدث ما يشغلها.

و دون أن تنطق بالكثير أقتربت منه بمسافة كافية لجذب نظره و أنزلت الخنجر على المقعد جانبه و كانت على وشك الأنسحاب لكنه أوقفها"أتركيه معكِ."

"لا جدوى من ذلك."

"أعيديه حين أتي لخطبتك."

"جوابي واضح أيها الأثيلي."

بجدية هي لا تعلم سبب أصراره المستمر بشأن خطبتها، حتى أن الأمر وصل به للحديث مع خالها بهذا الشأن.

و بخصوص خالها فهي قد توجهت له تود النظر بأحوال هذه البلاد و مساعدته بتسيير أمورها بدلًا من أنشغالها بالتفكير بالنوايا خلف أصراره بالزواج بها.

و كالعادة كان بعمامته المبعثرة يجلس على الأرض و الأوراق متناثرة من حوله"يبدو أنك نادمٌ على موافقتك للغزو."

"و بما يفيد الندم حين يسقط الفأس على الرأس."

زفر بأنفاس متعبة و رفع رأسه عن الأوراق و قام بتدليك عيناه بمحاولة فاشلة لتخفيف الصداع الذي داهم رأسه.

"بماذا أنت منشغل؟!"

"لدي لقاء مع دوق من الشمال، لا أعلم أن كان هذا ما يسمونه به فعلًا، لكن يقولون أنه شخص ذو مكانة و هو مستعد للتفاوض معنا بشرط سلامة عائلته."

|الحوراء|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن