part 1

10.6K 211 25
                                    

«نبـذة عـنَ الـࢪوايـة»

تدور أحداث الرواية في قرية " الجساسة " إحدى مدن مملكة أبابيل بين قبائل الجن " الأباطرة " ومنظمة الجاثوم . تبدأ الأحداث عندما تنشأ علاقة حب بين البشري " بحر " والجنية " جومانا " بنت جبار ملك أبابيل ، نتجت عنها العديد من الاحداث التي لا تنتهي والتي تمتد عواقبها لطفلهم الهجين لتقلب حياتهم رأسا على عقب

ألحّـبُ هـوَ التَـوأم اللطَـيَف للمَـوتُ

لم يكن طفلاً عاديًا أبدًا فهو لم يخرج من رحم والدته باكيًا مثل بقيه المواليد ، بل خرج صامتاً يقلب بصره في الأشياء مدهوشاً كما لو أنه تفاجأ بوجود كوكب اخر ، غير الكوكب المظلم الضيق الذي كان يعيش فيه.. وبينما كان الطفل لايزال ساكناً بين يدي القابله أذ وقعت عيناه علئ والدته المستلقيه بظهرها فوق الارض والغارقه في عرقها اللانهائي ، فانتفض جسده الصغير اللزج الملطخ بدماء الولادة مثل سمكه زينه صغيرة اخرجوها للتو من حوضها المائي.. زحفت والدته علئ مؤخرتها بصعوبه بالغه حتئ أسندت ظهرها علئ حائط الطين القديم، غطت بطرف اللحاف عري ثدييها الممتلئين بالحليب ، ثم رفعت يديها المرتجفتين في الهواء :
_ دعيني أراه _ قالت جومانا _ هل هوه بصحه جيده ياماريا؟! _ انه بخير _ اجابت القابله وهي تنحني لتضعه برفق بين يدي امه وتهمس : انظري لعينيه انهما تشبهان عينيك كثيراً ياسيده جومانا عندما أصبح بين يدي والدته مد اصابعه الصغيره نحو خصله نافوره من شعرها الناعم وألقي القبض عليه بقوه لا تتوافر لدی طفل في مثل عمره ، وبينما هو يمسك بخصله شعرها النافره تلك اللحظه كان يقرأ فيهما البدايه والنهاية..
بعد وقت قصير اقترحت القابله:
_ مارأيك في ان اخذه لغرفه أخرئ ريثما ترتاحين قليلاً وحينها فقط بكی الطفل بصورة عالٍ كما لو انه يتعرض _ لا بأس دعيه_ قالت جومانا ببراءه _ أنا لااشعر بالتعب _ ألن ياتي السيد بحر ليطمئن عليكِ وعلئ الطفل!؟ لم تفسح جومانا مجالاً لذلك السؤال بأن يعكر عليها صفو فرحتها بالقادم الجديد :
_ عندما يجد والده فسحه من الوقت سيأتي بالتأكيد
_ وهل فكرتِ بالاسم الذي ستطلقينه عليه؟!
في الحقيقة كانت جومانا قد قررت في وقت سابق أن أحدًا لن يسميه غير زوجها ؛ لذلك سوف تظل تطلق عليه لقب «الطفل» حتئ يعود والده من غيابه ويختار له اسمًا .. لم تبح بقرارها ذاك الئ القابله ؛ لكي تنجب علئ انفسها مغبه أسئله كثيره لن تنتهي غير أن القابله سألت كما لو أنها استطاعت قراءة ما يدور في عقل سيدتها :
_ هل تفكرين بتأجيل تسميته حتئ يعود أبوه ويسميه بنفسه ؟! وبنبره جاده تشي بعدم رغبتها في الاجابه قالت: ربما !!
_ يا إلهي إن شهوراٍ كثيرة قد مضت علئ غياب السيد بحر ، ولأاحد يعلم متئ قد يعود....
_ يبدو أنك بذلت مجهوداً معي طيله اليوم يا ماريا
_قاطعت جومانا ثرثرة القابله بأدب_ والآن وقد تأخر الوقت تستطيعين الانصراف لبيتك لأخذ قسط من الراحه وسأرسل لك أجرتك في الغد . أرادت ان تقول بأنها تفضل البقاء للمساعدة ، لكن جومانا حدست ذلك فسبقتها بالقول:
_ لاتقلقي إذا احتجتك لاحقاً فسأجد من أرسله في طلبك لملمت القابله اداوات الولاده البدائيه التي جلبتها معها ثم وضعتها في كيس واسع من القماش حملته فوق كتفها بعد أن أحكمت إغلاقه جيداً ، التفت نحو جومانا وسألت بلطف
_ هل تريدين مني شيئاً اخر قبل أن أذهب ؟!
وهي تمرر يدها علئ رأس طفلها الناعم طلبت جومانا منها :
_ أريد منك اطفاء القناديل ، فالنار يجب أن تطفأ قبل النوم كما تعلمين!!
_ معكِ حق
_ قالت ذلك ثم ذهبت لتنفيذ ما طلب منها .
لم يستغرق الأمر كثيراً من الوقت حتئ كانت ماريا قد اطفأت جميع النيران المنبعثه من القناديل المتآكله المعلقه علئ علئ حيطان المنزل فأصبح البيت مظلماً باستثناء إضاءة خافته كانت تنبعث بهدوء من نافذه الغرفه التي تجلس فيها جومانا مع ابنها... ولمت لم يعد هناك شيء اخر لتفعله القابله فإنها اتجهت نحو الباب الفناء استعداداً للمغادرة ، ولكنها ما أن فتحت الباب حتئ خفق قلبها بقوه وسقط من يدها كيس القماش الذي كانت تحمله فوق كتفها ، اتسعت عيناها بسبب المفاجأه.. لقد شاهدت خلف الباب شيئاً لم تتوقعه أبداً...

الـنـهـايـه ..

ڪل شَـيء سيمضي أنـت فقـَط عليـَك أن تصـمَد لبـعَض الـوقـَت، أن تقاتـلَ مـن َأجـل الـوقَـوف مهمـا اهتـزت الأرض مـنَ تـحـت أقـدَامَـك . 🤍

الـمؤلـف { أحـمـد آل حـمـدان }

ابابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن