ِ
ألحّـبُ هـوَ التَـوأم اللطَـيَف للمَـوتُبعد فترة طويلة من غياب بحر وفي أحد المساءات الهادئه ، طرق احدهم بنقر خفيف الباب الخشبي للبيت ، ورغم بعدُ الغرفه التي كان الطفل وأمه يجلسان فيها بتلك اللحظه ، ألا ان الطفل تمكن من سماع ذلك النقر..
_ ماذا بك؟! _ سألن عندما شاهدته يثب قائماً
_قال هنـاك من يطرق الباب.
عندما ذهب ليفتح الباب وجد أمامه فتاة شابه ربما كانت في مثل عمر والدته تقريباً تحمل بين يديها جرة ماء وطبقاً من الطعام _حيث تبادل الأطعمه بين بيوت قريه الجساسه كان أحدئ اكثر العادات ثباتاً ورسوخاً هناك _ وقد كان من الطبيعي جداً في الاحيان كثيره ان يفتح الطفل باب البيت ويأخذ أطباق الطعام وجرار الماء من فوق العتبه ويدخلها للمطبخ دون حتئ أن يعرف هويه مرسلها
أخذ منها جرة الماء وطبق الطعام:- شكرا - قال وهو يهم بإغلاق الباب بقدمه.
- لحظة - قالت الفتاة الشابة - أريد الحديث مع والدتك.
عندما جاءت جومانا قالت لها تلك الفتاة بأن والدتها تدعوها للانضمام إليهن في الغد حيث سيجتمع في بيتها بعض نساء القريه .
وحين سألتها عن سبب تلك الدعوة فأن الفتاة اجابت:
ـ أنه اجتماع دوري نقوم به كل شهر _ وأضافت بلطف: وقد اشتقنا اليك كثيراً فقد مضئ زمن طويل لم نجتمع فيه معكِ .
في الحقيقة كانت جومانا أيضاً قد اشتاقت لصديقاتها من نساء القرية وكانت تشعر بالحاجة إلى الترويح عن نفسها قليلا برفقتهن، غير أنها في الوقت ذاته تعلم بأن ابنها لن يوافق على أن تتركه وحيدا في البيت ريثما تذهب وتعود.. لهذا فإنها فتحت فمها لتعتذر عن تلبية الدعوة، بيد أن الطفل الذي أحس برغبة والدته في الذهاب تكلم قائلا:
- سوف تلبي امي الدعوة -
حقا - هتفت الفتاة - هل ستحضرين غدا یا جومانا؟! نظرت والدته بدهشة نحوه وسألته بصوت منخفض لتتأكد: - هل ستوافق على البقاء وحيدا في البيت ريثما أقوم بتلك الزيارة؟!
- لا، بل سآتي معكِ.ولأنها كانت تخاف من أن يتسبب لها بالمتاعب هناك فإنها قالت: شرط أن لا تثير المتاعب، اتفقنا؟! - سآخذك معي
- اتفقنا!!
وهكذا أكدت جومانا للفتاة بحماس عن نيتها في القدوم غدا، وهي لا تعلم أبدا ما الذي كان ينتظرها هي وابنها هناك. في مساء اليوم التالي:
كان المجلس يعج بالكثير من النساء وبالثرثراث الفارعة والأحاديث التي لا تنتهي، جلس الطفل بجوار والدته وقد أبدى التزاما بوعده لها بعدم إثارة المتاعب.. ولكن بعض النساء اللاتي كن يرغبن بالتمتع بالخصوصية في تناقل الأحاديث الخاصه قد أبدين احتجاجاً علئ وجود ذلك الولد وسطهن :
قالت إحدئ النساء
_ لماذا لا يذهب ابنك للعب مع الاولاد يا جومانا؟!
التفت نحو ابنها وهمست:
_ اذهل مع بقيه الاولاد ياصغيري
_ لااريد _ همس في اذنها _أريد البقاء معك ِ
ثم ولكي تبرر اصراره علئ البقاء معها فإنها قالت لهن بأنه يمر بوعكه صحية لذا فهو لا يشعر بالرغبة في اللعب مع بقية الأولاد فاضطرت النساء في ذلك اليوم إلى خوض أحاديثهن الخاصة وهن يستخدمن لغة يعتقدن بأنها سرية، ولكن في الحقيقة كان الطفل يسجل في رأسه ويفهم كل كلمة يسمعها. وفي أثناء تلك الزيارة وبينما النساء يواصلن أحاديثهن تلك إذ حدث ما لم