مصعد الدم

852 135 44
                                    

مقدمة
------------
شيء ما خاطئ بي...
على حسب ما أتذكر،
لطالما شعرت بالفراغ، النقص،
وكأن جزءا مني مفقود.
هذا الشعور الأجوف طغى على حياتي
لم أستطع أبدا أن أشعر بأي شيء آخر،
لطالما كان عالمي بارد، مظلم، صامت...
أمي لقت حتفها بسبب شخص فاسق لقيط ادعى الأبوة.
هل هو خطأي أن رغبة الإنتقام استولت علي؟
"بالطبع لا".
محاولات انتحاري كانت بلا جدوى، عندها اكتشفت أن الإنتحار
ليس خيارا.
إن كانت الشرطة لا تقوم بعملها على أكمل وجه
فهل تنتظرون مني الجلوس ساكنا حتى أموت و أتعفن؟
لقد تعفنت بالفعل، من نظرة الناس لي على أني إبن قاتل يتيم لعين،
ليس له مشاعر كوالده...
لكن ما أنا موشك على فعله ليس ما تنعته الشرطة ب "إرتكاب جريمة"
إنما إنتقام.

---------------------------------------------------------------------------

الفصل الأول
مصعد الدم

كان صوت آلة قطع الحديد التي تخترق باب المصعد هو سيد الموقف. بينما كان الترقب والقلق يسودان الوجوه، ولكن الأنظار معلقة بتلك الآلة التي كانت تقطع حديد المصعد في هدوء وبطء، كأن كل هذا لا يعنيها.
فجأة تصاعد وسط الجميع صوت يحث الفني الذي يحاول جاهدا القيام بمهمته في حذر،《إعمل بسرعة أكبر، حياة من في داخل المصعد في خطر إن لم نخرجهم بسرعة》، نَمَتْ حبات عرق على جبين الفني وهو يحرك رأسه في حركة عشوائية استنبط منها صاحب الصوت الآمر أنه سيسرع في عمله.
وصاحب هذا الصوت لم يكن إلا للضابط أليكس الذي تلقى بلاغا جنونيا من حارس تلك البناية الفخمة عن إختفاء مصعد البناية وبداخله تسع أشخاص من ضمنهم الضابطة روزي منذ حوالي ساعة، في البداية لم يصدقه وظن أنها معاكسة ثقيلة الظل، وحذره من ازعاج السلطات ولكن مع توالي البلاغات من أشخاص مختلفين، انتقل وقواته إلى مكان الحادث ليجد أن الأمور قد خرجت عن السيطرة، فالمصعد غير موجود في البناية بالفعل، وقد فشلت محاولات الجميع في إيجاده أو حل المشكلة أو الوصول إلى فني الصيانة علَّه يفيدهم.
مر الكثير من الوقت قبل أن يظهر المصعد فجأة من العدم، وعندما اقترب منه سمع صرخات استغاثة متداخلة من داخله، ولكنها لم تكن صرخات استغاثة بمن في الداخل ليصلحوا المصعد، ولكنها كانت صرخات استغاثة شخص مجهول ربما يهاجم أو يؤدي أحدهم او جميعهم.
كانوا من في الخارج يتهامسون ويتحدثون بأصوات مرتعشة، ويصرخون ويحذرون بعضهم البعض من أشياء من المستحيل أن تتواجد بداخل مصعد بناية راقية، وقد فشلت جميع محاولات الضابط في لفت إنتباههم إلى حديثه وكأنهم بعالم آخر داخل المصعد، قطع سلسال أفكاره وصول الآلة إلى نهاية خط سيرها فوضعها الفني جانبا وأمسك القطعة التي نجح في خلعها عن باب المصعد وما إن انتهى حتى أزاله أليكس في لهفة ونظر إلى داخل المصعد وكانت نضرة واحدة منه، كفيلة برسم علامات الذهول و الخوف على وجهه.
أليكس:《ما هذا بحق ال...!!اتصلوا على والإسعاف حالا!!》، اقترب منه ماكس بسرعة وهو ظابط أصغر رتبة وقال:《سيدي، ما الذي حدث ليجعل وجهك شاحبا هكذا؟》
أليكس:《 الدماء وجثث من كانو بداخل المصعد منتشرة في كل مكان والجدار تملأه عبارة "إنها ليست بجريمة بل إنتقام"، وعلاوة على هذا روزي ليست متواجدة بين ضحايا ولا حتى العجوز الذي كان معهم》

يُتبع...

Don't Be Afraid || لا تخفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن