-الفصل السادس-
-تصفية الحسابات-نزل كونر إلى غرفة كاميرات المراقبة متخطيا جمعا من الناس ينتظرون المصعد في ضجر، ودخل إلى الغرفة وأغلق الباب وراءه فوجد زميله مراقب الكاميرات يغط في النوم فأيقظه في عجلة وهو يقول:《سايمون، يا سايمون! إستيقظ》
سايمون:《ماذا تريد أنا في فترة راحة يا صاح، أتركني وشأني.
كونر: لن أتركك وشأنك حتى تخبرني ما هذا》
ثم أشار إلى الشاشات الخاصة بالمصعد التي تكتسي بالسواد.
سايمون:《يمكن أن تكون معطلة ما الغريب في الأمر؟ باقي الكاميرات تعمل كما ترى》
كونر:《لا يا سايمون لا مشكلة في كاميرات مراقبة المصعد، المشكلة في المصعد بحد ذاته، إنه غير موجود في العمارة بأكملها يا سايمون!》
سايمون:《ماذا؟ ما الذي تهذي به يا صاح؟》
كونر:《فلتشغل لي كامرة مراقبة المصعد الساعة الماضية》
سايمون:《لا أصدق أنني أعمل مع مجموعة معاتيه》
أدار سايمون التسجيل في سرعة، وظهر في الكاميرا ركوب أربعة سيدات وطفلة مع عامل المصعد، وما لبث أن إنقطع التسجيل وساد السواد الشاشة.
كونر:《أعد ثلاثيت ثانية للخلف، نعم توقف هنا بالضبط، كبر الصورة رجاءا》
سايمون:《لا يوجد شيء ما بك؟》
كونر:《تبا!》
سايمون:《عليك أن ترتاح يا صاح فأنت تهذي كثيرا》
كونر:《أكمل قيلولتك فحسب، أنت آخر شخص أتوقع منه أن يصدقني على أي حال.》
وغادر كونر غرفة الكاميرات في يأس عائدا إلى عمله..
.
.
.
.-اليوم الرابع للإختفاء
عادت مين جي إلى منزلها البسيط التي تسكن به وحيدة بعد اختفاء أخيها، وبعد يوم طويل من البحث عنه دخلت إلى غرفة نوم جتنبية بها مكتب صغير، فتحت درج المكتب وأخرجت كاميرا ودفترا صغيرا ثم عادت إلى الصالة وتبثت الكاميرا على حامل وتأكدت من الإضاءة وضغطت على زر التسجيل ثم جلست أمام الكاميرا وبدأت تتحدث:《بعد اختفاء جيمين من الأفضل أن أحكي قصته، لأن الظاهر أنه لن يعود حتى يُتْمِمَ ما بدأه.》
.
.
.
.
.
.
.
.هزة بسيطة تعلن عن وصول المصعد إلى الطابق السابع.
تعلقت كارين بوالدتها في خوف وهي تبكي، فوضعت لارا يدها على فمها وانفتح باب المصعد فظهر السواد الحالك الذي لا يبدده ضوء المصعد، فنظرت لارا إلى الجميع في رعب وهي تضم طفلتها بشدة.
لارا:《أنا لن أخرج من المصعد، أقفل الباب رجاءا.》
هانك:《هل تضنينني بهذا الغباء، لقد فعلتها مرارا وتكرارا في كل طابق نصل إليه》
لارا:《إذا أنا لن أتحرك، سأبقى هنا إلى أن يتحرك مجددا.》
بعد أن أنهت كلماتها بدأ المصعد في الإهتزاز بقوة حتى شعر الجميع أن المصعد على وشك السقوط ولم يستطع أي منهم الحفاظ على توازنه، فظلوا يتخبطون بين جدرات المصعد حتى صرخ هانك:《فلتخرجي بسرعة، سنموت جميعا إن عاندتي أكثر!》
سيد كين:《المصعد يطردك يا ابنتي، عليك الخروج》
روزي:《لا خيار لديك يا لارا》
لارا:《لا لن أتحرك من مكاني أبدا!》
في حركة سريعة إلتقط هانك ذراعها وجذبها بشدة وهي تحمل طفلتها الباكية، حاولت روزي إيقافه لكنه ألقى بلارا خار المصعد الذي ما إن خطت خارجه حتى توقف تماما عن الإهتزاز.
روزي:《عجبا!》
وجدت لارا نفسها في وابنتها خارج المصعد يحيطها الظلام الدامس، فأدارت وجهها إل المصعد باغية العودة، فوقف هانك أمامها يسد الباب وقال لها بصوت مخيف:《إن حاولتِ أو فكرتِ في الإقتراب، سأقتلك!》
خافت لارا من نظراته ولكنها كانت تخشى أكثر الظلام والمجهول. ما إن فتحت لارا فمها حتى سمعت خطوات وراءها فإلتفتت بسرعة وتمسكت بكارين، أرسلت نظرها نحو الصوت محاولة اختراق الظلمة الحالكة ببصرها ولكنها لم تفلح، فأخرجت هاتفها من جيبها وأنارت الكشاف ولكن يا للعجب! لم يستطع نور الكشاف اختراق الظلمة أو إنارة أي شيء وكأن الظلمة أقوى من نوره.
لارا:《ما الذي يحدث؟ كيف للكشاف ألا ينير العتمة هذا ضد الطبيعة!》
عاد صوت الخطوات البطيئة يتنامى مع سمعها، رافقه صوت شيء حديدي ثقيل يتم جره على الأرضية.
لارا:《من هناك؟》
فارتفع صوت نهنهة كارين وصوت أنفاس لارا التي قالت وهي تخرج الساعق من حقيبتها:《أجبني، فذلك سيكون أفضل لكلينا.》
فجأة أنيرت بقعة من الضوء وظهر رجل ينزف الدماء من كل جرح في جسده ويرتدي قناعا مخيفا على وجهه ويمسك بمطرقة حديدية كبيرة بيده، أزاح الرجل القناع فظهر وجهه المشوه وأردف قائلا:《مرحبا يا جميلة، ألا تتذكرينني؟》
لارا:《لا، من تكون؟》
فرد:《أنا آدم، الرجل الذي صدمته بسيارتك وتسببتِ في إنهاء حياه، هل تذكرتني؟》
لارا:《أ..أنت لست حقيقيا، لقد مت في الحادث هذا مستحيل!》
آدم:《لا أنا حقيقي، وسوف أتبث لك ذلك الآن بإنتقامي منك》
لارا:《تنتقم؟ لقد كان مجرد حادث》
آدم:《أنت قتلتني! أخدت مني حياتي، وحان وقت العقاب.》
لارا:《لقد خسرت الكثير مثلك أيضا يا سيدي، بسبب ذلك الحادث دخلت المستشفى وكسرت ساقي مما أجبرني على ترك الباليه للأبد، لم أعد أستطيع الصعود إلى المسرح لدرجة أني كرهت سياقة السيارة ولم أسق منذ سنوات طويلة...》
آدم:《لماذا تروين لي قصة حياتك؟ هل ترينني أكترث؟ أنت من كنت المخطئة في الحادث لكن بسبب نفوذ والدك وسلطته طمست الإدلة وخرجتِ ناصعة الجبين من القضية، وتركك للباليه هو ثمن بسيط جدا مقابل حياتي الذي أزهقت وأبنائي الذين تيتموا، وأنا هنا الآن لأكسر عظامك عظمة، عظمة. حينها ستكون العدالة حققت، أليس كذلك يا سيدة بارك؟》
روزي:《لقد فعلت ما بوسعي لتحقيق العدالة، لكن أصحاب المناصب يفوزون دائما.》
رفع آدم مطرقته للأعلى وهو يقترب نحو لارا فصرخت وهي تحاول التراجع نحو المصعد:《لا، لا أريد أن أعيش نفس العذاب مرة أخرى.》
وحين حاولت الدخول إلى المصعد تصدى لها هانك ودفعها نحو آدم فسقطت أرضا وسقطت بجوار المطرقة الحديدية التي أخطأتها، فصرخت وتدحرجت في الإتجاه المعاكس وهي تحتظن طفلتها المرعوبة وتذكرت أنها لازالت تحتفظ بالساعق الكهربائي، فقامت بتشغيله ورفعته في وجه آدم الذي لم يبدوا عليه أي اهتمام وواصل الإقتراب وهي مازالت تلوح في وجهه بالساعق، حتى وجدت فرصة وصعقته لكنه لم يبدي أي تأثر بل بالعكس أطلق ضحكة ساخرة وقال:《يا لغبائك، أتعتقدين أن بمقدور هذه اللعبة طرحي أرضا؟》
وهوى بمطرقته نحو رأسها التي أخطأتها مرة أخرى وركضت بخطوات ثقيلة في عشوائية وجرت نحو المصعد الذي كان هانك يسد فتحته، وما إن وصلت إليه أمسك هانك بالصاعق ودفعها بعيدا ثم ضغط على الأزرار بسرعة حابسا لارا وطفلتها خارجه، وما إن إنغلق الباب حتى أردفت روزي قائلة في ندم:《آسفة...》
وعاد المصعد إلى الإهتزاز مرة أخرى معلنا عن مواصلة رحلته.يُتبع...
أنت تقرأ
Don't Be Afraid || لا تخف
Terror[مكتملة] حادثة تعطل مصعد بناية فاخرة وبداخله مجموعة متباينة من البشر، ويسمع من بالخارج صرخاتهم وكلامهم العجيب وكأنهم يرون أحداثا مرعبة لا يمكن أن تتواجد في مصعد، بل كأنهم في عالم آخر. ولهذا سر لا يمكن تخيله. بقلم: سلوى_كلوي بطولة: روزي