-الفصل الخامس-
-تلاشي-وصل المصعد إلى هدفه التالي وهو الطابق السادس و فتح الباب بهدوء مخيف، فظهرت من ورائه ردهة الطابق السادس، إبتلع هانك ريقه في صوت مسموع وقال:《م...من طلب هذا الطابق..؟》
سيدة جيفارا:《هذه أنا يا هانك، لكن لا...لا...أنا لن أتحرك من هنا!》
سيد كين:《ولما لا يا سيدة جيفارا؟》
روزي:《هنالك شيء ما خاطىء هنا...》
وقد كانتا على حق، فبرغم هدوء الطابق ومظهره الطبيعي كان هناك شيء ما ليس على ما يرام، شيء ما ليس بمكانه، شيء ما غير مريح.
ربما تلك العجوز المخيفة التي ظهرت من العدم وهي تجلس متربعة على الأرض وأمامها نار يتصاعد منها دخان خانق يحوم حول الطابق بأكمله، تلك العجوز ذات الشعر الأبيض الذي غزاه الشيب والنظرات الحادة والسلاسل الكثيرة ذات الخرز الكبير، تلك العجوز التي تنادي الآن بصوت كالفحيح: 《جيفارا..جيفارا تعالي اقتربي. تعالي وإلا غضبت منك الأرواح المقدسة.》
ضل النداء والتهديد يتردد في فضاء الردهة على عكس المصعد الذي كان يسوده الصمت، كسرت لارا الصمت ثم قالت بصوت يملأه الخوف:《لن تذهبي إليها أليس كذلك؟》
هانك:《بالطبع لن تفعل، هذا سيعرضنا نحن أيضا للخطر!》
روزي:《لم تكن عاقبة ماركوس و نورث جيدة عندما خرجا من المصعد، سيدة جيفارا عليك البقاء هنا معنا》
سيد كين:《لكن يا سيدة جيفارا من هذه وماذا تريد منك؟》
سيدة جيفارا:《هذه شامان》
لارا:《شامان؟ كيف أتت إلى هنا》
سيدة جيفارا:《لا تسألي!! لا تسألي كي لا تتأذي، هي تكره الفضول》
هانك:《نحن لا نفهم أي شيء، لما هي هنا ولما تناديكي بصوتها الغريب ذاك؟!》
سيدة جيفارا:《لا أعرف لا أعرف! أنا أيضا لا أدري ما الذي جاء بها إلى هنا!》ثم أدارت وجهها نحو الشامان وركعت وهي تنتحب وقالت:《 أنا لم ؤئدي أحدا يا سيدتي، أتوسل إليك لا تؤديني أنا وابنتي رجاءاً..!》
الشامان:《أنا أكره الثرثرة قلت لك تعالي إلى هنا فلا تعصي أمري وتعالي حالا و إلا!》
إرتعش الجميع من أثر الصرخة وغادرت جيفارا المصعد بخطوات مرتجفة حتى وصلت إليها وجلست على أقدامها في رعب.
الشامان:《أنت أتيت منذ ثلاث أيام، وطلبت مني أن أعرف سبب فشل علاقات ابنتك، والأرواح طلبت منك طلبات وقلت لك أن تحظري لي خصلة من شعر ابنتك، والآن أنا هنا لأخبرك السبب الحقيقي لفشل علاقاتها وتأخر زواجها. السبب هو أن هنالك روح متشبثة بابنتك وهي الأولى ولن تكون الأخيرة ولن تجد من يحبها من رجال الإنس ألا عندما ستتعب وتموت، أو تنتحر وليس بإستطاعة أحد إيقافه، لأنه ابن قائد ممالك الأسياد السبعة، أتريدين علاجها؟》
سيدة جيفارا:《نعم، نعم بالطبع أتوسل إليك!》
الشامان:《مهما كان الثمن؟》
أدخلت جيفارا بتلقائية يدها في جيبها وأخرجت حافظة نقودها وفتحتها أمام العجوز.
سيدة جيفارا:《خذي كل نقودي، سؤعطيها لك كلها لكن أتوسل إليك خلصيها من هذه الأرواح اللعينة!》
الشامان:《الثمن أغلى بكثير من بعض الأوراق المطبوعة، الثمن أنت!》
قبل أن تفهم جيفارا مقصدها مسكت العجوز شعرها وقصت خصلة منه بحركة عنيفة ثم ألقت الخصلة في النار و وضعت يدها على رأس جيفارا وقالت:《يا حراس ممالك الأسياد السبعة...إستدعوا غارا ابن قائدكم عاشق كلوي ابنة جيفارا. إنزل يا أبا حيزوم وأنت يا حور ويا خادم هذه السماء، أحظروه إلى هنا في الحال》
بدأ ظباب غريب ينتشر في الأنحاء مع صوت قرع الطبول العالي وتعالت شرارات النار حتى كادت تحرق وجه جيفارا وارتفع صوت العجوز قائلة:《أحصن نفسي وإياها بهذه النار المقدسة العظيمة، أحظر يا عاشق الإنسية》
زاد الظباب أكثر وقرع الطبول أشتد قوة وسرعة وأخرجت العجوز ورقة بيضاع عليها رقما 1 و 2 وألقت بها في النار ثم قالت:《أطلب منك يا غارا أن تخرج في سلام من عشق الإنسية كلوي ابنة جيفارا وتتخلى عنها وتذهب إلى أمها جيفارا فإذا قبلت بها دون ابنتها على الورقة أن تحترق دون الرقم 1، وإذا كنت لن تتنازل عن ابنتها على الورقة أن تحترق دون الرقم 2》
فإحترقت الورقة عن بكرة أبيها وانتشرت النيران في المكان، فنظرت العجوز لجيفارا وقالت:《العرض الذي عرضته عليه جعله يشتعل غضبا وقرر أخد كليكما، سيطاردكما ليوم مماتكما!》
ظهر خلف العجوز ضل أسود طويل ذو عينين كالجمر ودخان من خلفه يفور وصوت غاضب يهز المكان، ظلت جيفارا تزحف إلى الخلف بضهرها وعيناها معلقتاه بذاك الظل الضخم الذي يتقدم نحوها في حين اختفت العجوز، قاطع هذا التعلق البصري صوت إطلاق النار الذي أصدره مسدس روزي الذي كانت تحتفظ به في الجيب الخلفي لبنطالها ثم صرخت:《تعالي بسرعة!》
بدأ راكبوا المصعد أيضا في الصراخ وحث جيفارا للعودة إلى المصعد فقامت على الفور وأعطت ظهرها للظل وركضت نحو المصعد الذي بدأ في غلق أبوابه بشكل مفاجئ فركضت أسرع وأسرع، والصوت المرعب يلاحقها حتى وصلت إلى المصعد قبل أن يغلق أبوابه بشكل كامل ووضعت يدها بين الباب على أمل أن يفتح من جديد لكنه بدأ بالإغلاق على يدها بشكل قوي، هذا ما دل عليه صراخها القوي بدافع الألم.
الظل يقترب وهي لا تستطيع الدخول، حاول من في داخل المصعد فتحه لكن بلا جدوى!، بدأت ذراعها تنزف وصرخاتها تتعالى أكثر فأكثر، ووسط كل هذه الفوضى العارمة أمسكت يد الظل الذي بخارج المصعد رأس جيفارا وبدأ في سحبها بقوة هنا فقط قام هانك بالضغط على الأزرار بعشوائية مما جعل باب المصعد يقطع يدها، وكل ما سمعه من في الداخل هي صرخاتها المتعالية المبحوحة والأخيرة.يتبع...
أنت تقرأ
Don't Be Afraid || لا تخف
Horror[مكتملة] حادثة تعطل مصعد بناية فاخرة وبداخله مجموعة متباينة من البشر، ويسمع من بالخارج صرخاتهم وكلامهم العجيب وكأنهم يرون أحداثا مرعبة لا يمكن أن تتواجد في مصعد، بل كأنهم في عالم آخر. ولهذا سر لا يمكن تخيله. بقلم: سلوى_كلوي بطولة: روزي