تبدأ قصتنا مع بطلنا " براء " ..
براء الطفل البالغ من العمر 9 سنوات، يجلس في المقعد الخلفي من السيارة اللي تسير على الخط السريع متجهة للمطار ..
أبوه يسوق وبجنبه تجلس أمه اللي تسولف وتعبر في حديثها عن مدى حماسها لهذه الرحلة ..
كانت الساعة ثمانية بالليل، والطيارة تقلع بعد ساعة من الآن، فقرر أبو براء إنه يسرع في القيادة عشان يوصلون في وقت أبكر ..
خفّض براء من النافذة ورفع رجليه على المقعد وطل بجزء من رأسه خارج النافذة مستمتع بالهواء القوي اللي يرتطم بوجهه..
وفي لحظة ...
عند المنعطف، ظهرت شاحنة من العدم ولف الأب المقود بقوة يحاول قد ما يقدر إنه يتحاشى الاصطدام بالشاحنة بدون ما يعير انتباه للمنحدر اللي كان بجنبه واللي استقبله بكل صدر رحب ..
انحرفت السيارة عن الطريق ولاقت مصيرها من المنحدر، تدحرجت عليه عدة مرات لدرجة ابتعدت عن الطريق ..
فتح براء عينه بتعب بس ما قدر يشوف أي شيء غير الظلام وجزء يضيء باللون الأصفر والبرتقالي ..
كل خلية في جسمه تنبض بالألم بينما اخترق أذنه صوت طائرة قوي لدرجة حسسته أذانيه بتنفجر، وكل اللي قدر يسويه هو الصراخ والبكاء في مكانه لما فقد الشعور بما حوله ..
.
.
صحى براء على خبر وفاة أمه وأبوه في ذاك الحادث، واحتواء جدته له ..
احتاج كم سنة لما قدر يتخطى الحدث، رغم ذلك ظل شعور الفراغ في قلبه كبير من بعدهم..
كانت سنوات قليلة فقط ..
لما قررت الحياة تصدمه مرة ثانية بجدته اللي لفظت أنفاسها الأخيرة على سريرها قدامه..
وفي لحظة لقى نفسه مع خالته اللي اعتنت فيه بشكل كبير وكأنها أمه، ولشعوره بالفراغ والوحدة تعلق فيها بشدة ..
رغم ذلك كان يوميًا يعيش في خوف من فقدانها بنفس الطريقة اللي فقد فيها أمه وأبوه وجدته..
وفي سنة من السنوات، تزوجت خالته .. وهنا كتب له القدر فراقها ولكن هذه المرة بطريقة ثانية..
اعترض زوجها على الاعتناء ببراء بحجة إنه غير مسؤول عنه، وإنه صار عمره 15 فـ بإمكانه يعتني بنفسه..
ما كانت خالته موافقة على تركه ولكن لصرامة زوجها قررت أن تتركه مع عمه الغير متزوج واللي يعيش لحاله،
ووعدته بأنها تتواصل معه يوميًا إن أمكن ، وبترسل مصروف شهري له..
وفي عمر 18 اختفى آخر بصيص أمل لبراء لما تم تشخيصه بمرض "التصلب الجانبي الضموري"، وأنه ممكن يفقد الشعور بيديه وقدميه تدريجيًا مع مرور الوقت ..
أنت تقرأ
سِراجي
Short Storyلم تكن حياته سهلة أبدًا، هو وحيد في هذا العالم المظلم، لا يرافقه سوى مرضه الذي سيغدر به في أي لحظة ويسرق منه روحه ... تصنيف الرواية برومانس ، غير شاذة .. برومانس: علاقة صداقة قوية مشابهة للحب July 2022