راجين راجين هيا استيقظي....
هذا اول صوت اسمعه كل صباح صوت خالتي امينة وهي تنادي علي لاستيقظ للذهاب للمدرسة قمت بتكاسل اجر نفسي الى الحمام اغسل وجهي مرارا وتكرارا لكي استيقظ افرش اسناني وارتدي ملابسي انظر الى نفسي في المرآة لعدة دقائق عيناي الناعسة وتلك العدسة الزرقاء التي تجعلها مثالية بالنسبة لي. لكن بالنسبة الى عائلتي انها كعيون الجن وتلك الشفاه الممتلئة التي لم تبتسم منذ وفاة والدتي شعري المسكين القصير الذي كلما شعرت بالاكتئاب قصصتهُ استفقت من شرودي على طرق الباب
امينه: هيا ياعزيزتي والدكِ بالانتظار
راجين بملل تحمل حقيبتها وتمر بجانبها: حسنا ذاهبة
نزلت على الدرج وانا كل صباح أحمل جسدي ووجهي إلى المدرسة اللعينة أذهب إليها بوجهٍ شاحب ومتملل..
اكره الذهاب الى المدرسة اللعينة جميع الفتيات يضحكن بقرف ايها الفتيات الغبيات لستنٍ بالخامسة انتم بالسابعة عشر.... ركبت بسيارة والدي الذي كان يتكلم بالهاتف مع شخص من العمل انه لا يهتم بوجودي وكأني شبح لم يسألني يوما كيف حالي لم يأتي الى مدرستي الا في حال افتعلت المشاكل... انه عبارة عن روبوت عمل لا يحمل مشاعر ابدا... اصل الى مدرستي اسير في الممرات ارى نظراتهن الي وهمساتهن المسموعة
فتاة 👧: انها الفتاة الغريبة لقد اتت
فتاة 👱🏻♀️: نعم يقولون انها ممسوسه
ن فس الكلام كل يوم اجلس على كرسي واضع حقيبتي وانام عليها تدخل المدرسة وتبدا الدروس كالعادة ... في درس الاحياء تم توزيع علامات الاختبار ولقد اخذت اعلى علامة مثل كل مرة صح اني اكره المدرسة ولكن اشغل نفسي في الدراسة لكي انسى امي وذكرياتها الجميلة ..
لبنى تتكتف وتقف امامي وتتحدث بعصبية: لماذا تتفوقين دائما في الاختبارات هاا..عند من تأخذين الدروس اعطيني اسم مدرسكِ الخصوصي
راجين بملل: اغربي عن وجهي ايتها الغراب ادرسي وانجحي ليس بالأمر الصعب يا راس الخروف
لبنى تغضب وتشد شعري ابعدت يدها عن شعري وذهبت للخارج وتركتها تشتم وتصرخ ذهبت كالعادة الى مكاني المفضل ملعب كرة السلة.... انظر اليه.. نعم انظر اليه انه الوحيد الذي يجعل قلبي الحجر ينبض.. ينبض بقوة انه براق استاذ الرياضة طوله... وشعره الطويل المرفوع وتسقط منه بعض الخصلات التي تتحرك بفعل الرياح... عيناه البنيتان.... وجهه الوحيد الذي يملئ دفتر رسوماتي
براق بابتسامه مشرقة: ها قد اتت فتاتي الغامضة
راجين: مرحبا
براق يجلس بجوار راجين: كيف حالكِ اليوم هل توقفتي عن الشجار مع صديقاتكِ
راجين: ما هم بصديقاتي وايضا هم من يبدو الشجار وليس انا
براق يبتسم يقرص خد راجين الايمن: لانكِ ذات لسان سليط لهذا يتشاجرون معكِ
راجين تنزل يده: اذا لم تكن قوي في هذا الحياة ذات يوم سيجدون جثتك ملقاة في نهاية طريق مظلم وتنهش الكلاب لحمك المتعفن
براق يسكت قليلاً: ابعدي هذا الافكار السوداء من راسكِ الصغير هذا وعيشي مثل كل فتاة في عمركِ ولاتفكري في المستقبل وعيشي الحاضر
راجين: من لا يفكر بالمستقبل سيكون مجرد فاشل لا يملك شيء عندما يكبر
براق يقف: لا استطيع هزمكِ ابدا ايتها القطة المتوحشة هيا يجب علي ان اذهب. اعتني بنفسكِ
لقد كانت محادثة قصيرة ولكنها تعني لي الكثير انها محادثة مميزة مع شخصي المفضل التي صنعت لحظة جميلة في يومي الكئيب هذا... لا اعلم كيف ينتقل الانسان من محادثة مع شخص يحبه الى عالم اخر لا يوجد به احد سواهم انتهى ذلك اليوم الدراسي الممل وقفت امام المدرسة انتظر قدوم والدي ليأخذني مثل كل مرة... لقد ذهب الجميع الا انا لقد تأخر..... مجددا
المديرة: هل تأخر والدكِ
راجين تهز راسها بنعم
المديرة: ادخلي للداخل لاتقفي في الشمس
دخلت الى المدرسة انتظر والدي جلست على الكرسي واحرك رجلي بملل سمعت صوت ارتطام قادم من الداخل لم اعيره انتباهي في الاول ولكن عاد الصوت مرة اخرى قررت ان اذهب واتفقد الصوت اسير في تلك الممرات الهادئة والانوار الخافتة وفجأة رأيت.. مالك قلبي استاذ براق انه..... انه يحاول حمل حقيبة كبيرة ولكنه لا يستطيع يبدو انها ثقيلة جدا تقدمت باتجاه وقلت له
راجين: هل تحتاج مساعدة
براق بتوتر: را.... انت..... انت ما زلتي هنا
راجين: انتظر والدي
براق والعرق ينصب من جبهته وينظر يمين ويسار: نعم؟ ح.. حسنا
راجين تمسك طرف الحقيبة: سأساعدك في حملها يبدو انها ثقيلة
براق يبعد يد راجين بقوة: لا شكرا لا احتاج مساعدة اذهبي
راجين بقلق من تصرفه: ولكن....
قاطعها براق بحدة لم تشهدها راجين من استاذها الطيف يوما: قلت... لكي اذهبي
توترت من صوته لقد اخافني للمرة الاولى دائما يكون لطيف يا ترى ما به ذهبت بتساؤلات ورأيت ابي يقف بالباب وركبت معه وعدت للمنزل وذهبت لغرفتي القيت بجسدي المنهك على السرير واغمضت عيناي نمت قليلا وبعدها استيقظت وبدأت بإنجاز فروضي نزلت ع العشاء كان الصمت سيد الموقف... صوت المضغ... وتلاطم الشوكات والصحون يملأ الغرفة كسرت خالتي ذلك الصمت
امينه بابتسامة كبيرة: غدا عيد ميلاد صغيرتي الجميلة ماذا تريدين هديه
راجين وهي تأكل: لا اريد شيء اعياد الميلاد سخيفة
الاب: سأذهب الى مكتبي لا اريد ان يزعجني احد
امينه بملل: كم انتم عائلة مملة
حتى لو كنت اكره اعياد الميلاد كان على الاقل لو انه اظهر القليل من الاهتمام بي ويتصرف معي كابنته مثل اي اب عادي ليوم واحد على الاقل... حملت اطباقي وقمت بغسلها وصعدت الى غرفتي جلست على مكتبي الصغير اقوم بأنهاء واجباتي الساعة الواحدة انتهيت وضعت موسيقى هادئة وجلبت اقلامي لأرسم فقمت بفتح الشباك ليدخل النسيم منه فنظرت فوجدته واقف بجانب عامود الانارة ذاك الغريب الذي لا يبان من وجه شيء.. يقف مثل كل مرة يراقبني لكني لا اعيرهُ اي اهتمام لأني اظنه احد مجانين مدينتي فذهبت اكمل رسوماتي وبعدها ارتميت على فراشي وذهبت الى عالم احلامي......