بًأّرتٌـ رأّبًعٌ

138 10 3
                                    

استيقظت صباحا و اول ما فعلته عندما فتحت عيناي هو تذكري لما حدث البارحة والابتسام... انها المرة الاولى التي استيقظ فيها مبتسمة والفضل يعود لمصدر سعادتي ومالك قلبي براق... ارتديت ملابسي ونزلت لتناول الافطار نظرت الى خالتي التي كانت تأكل بصمت خالتي الفتاة التي ضحت بشبابها من اجل تربيت ابنة اختها.. ان الحب والاهتمام الذي قدمته الي كثير لدرجة لا يمكنني رده ابدا
امينه:  تناولي بعض المربى
راجين تهز راسها بنعم
نقلت نظري الى ذاك الشخص الجالس امامي ويأكل بهدوء فرجعت ذاكرتي الى حياتنا قبل وفاة امي كم كنا سعيدين ومليئين بالطاقة والحب
الاب:  اين ساعتي دنيا
دنيا بابتسامه مشرقة تلبسه اياها: ها هي ساعتك ايها الطفل الفوضوي
الاب بابتسامه: شكرا يازوجتي الرائعة
راجين بضحكة: امي وابي يتغازلون.... مجددا
الاب والام بضحكة
الاب يحمل راجين ويطير بها الى طاولة الافطار وصوت ضحكاتها يملئ المكان
صوت ضحكاتهم ونقاشتهم اللطيفة تجعل ذاك المنزل اسعد منزل في العالم
كنا سعيدين جدا ولم يحزنا شيء حتى اتت تلك الليلة التي فقدت بها كل شيء امي وابي وضحكتي
راجين بحزن:  امي لقد سقطت دميتي من الشباك
الام تقبل وجنتيها:  لا تحزنِ عندما تهدا العاصفة اذهب واجلبها لكِ
راجين ببكاء:  انا اريدها الان لا استطيع النوم من دونها
الام تمسح دموع راجين بلطف:  ولكنها تمطر بغزارة بالخارج والهواء عالي جدا لا استطيع الخروج ياجميلتي
يزداد بكاء راجين مما يدفع دنيا الى الخروج بملابسها الخفيفة تحظر دمية ابنتها من الخارج وعندما عادت تفتح الباب ولكن لا يفتح تطرق وتنادي راجين
راجين بضحكة:  انتِ معاقبة لانكِ جعلتني ابكي لهذا ستبقين في الخارج
دنيا برعشه من البرد:  بلا مزحكِ الان يافتاتي هيا افتحي الباب الجو بار والمطر غزير
راجين بعناد:  لا... لا اريد هذا
تمر الساعات ومرت على دنيا ساعتين في الخارج بملابس النوم الخفيفة في المطر ودرجة الحرارة 4°- تحت الصفر
دنيا برعشة قويه وبيداها المتجمدتين: راجين يافتاتي افتحي الباب لماما لقد تعاقبت بما فيه الكفاية 
راجين تأتي:  حسنا
تحاول فتح الباب ولكنه لا يفتح دينا تشرح لها ولكن من دون فائدة فذاك الباب المتهالك مكسور ويحتاج الى شخص قوي لفتحه ليس فتاة في السابعة ظلت تحاول ان تفتح الباب لمدة ثلاث ساعات متواصلة الى ان تعبت ونعست فذهبت الى الاريكة والتفت على نفسها ونامت.... ليله كامله قضت دينا في الخارج الى ان جاء امير في الصباح ووجدها متجمدة في الخارج حملها وذهب بها الى المستشفى ولكنه لم يلحق عليها لقد ذهبت... لقد ماتت حبيبته الذي ترك عائلته من اجلها عاد الى المنزل مكسور دموعه على خده يلعن نفسه لأنه كان في العمل ولم يكن في المنزل بجوار حبيبته يفتح بالباب ولكنه لا يفتح فيكسر الباب ويدخل يجدها نائمة فيذهب بجوارها ويجلس على ركبتيه امامها
تفتح عيونها فتجده امامها تبتسم له
امير:  لماذا كانت امك في الخارج
راجين بضحكة: لقد رميت دبي وقلت لها ان تخرج لإحضاره واغلقت عليها الباب لانها لم تحظر لي علبة السكاكر و جعلتني ابكي
امير بصدمة:  لقد حبستي امك بالخارج طيلة الليل بالبرد والمطر لأنها جعلتكِ تبكي
راجين بضحكة: نعم ولكن...
لم تكمل جملتها حتى اتاها كف اسقطها ارضاً
امير بصراخ:  ايتها المختلة لقد قتلتي امك ومازلتِ تضحكين انظر الي لماذا لا تبكين ها... لقد ضربتك الان... لماذا لا تبكين
اصبح يهز بي ويصرخ لماذا لا تبكين واضافره تنب في اكتافي لم اقل له شيئ سوى (انت تؤلمني) 
امير بصراخ:  و والدتكِ ايضا تألمت الليل كله
لم يتركني فتذكرت كلام امي عندما قالت اي شخص يحاول اذيتك لا تبكي امامه ولاتضعفي ودافعي عن نفسك رأيت القلم الذي كان في جيب قميصه فسحبت القلم وغرزته في صدره اصبح ينزف ويصرخ بألم فقلت له وعيناي مركزة في عينيه(قلت لك انك تؤلمني)
من ذلك اليوم وهو يكرهني ولا يطيق النظر الي اكملت فطوري وذهبت الى المدرسة عندما دخلت رأيت الطالبات نصف يبكي والنصف الاخر خائف لا اعلم ماذا يحصل هنا ماهي الا ثواني وانا اسال نفسي ماذا جرى حتى اسمع  المديرة تتكلم من سماعه المدرسة ( مرحبا يا طالباتي العزيزات لا اعرف كيف انقل لكم عذا الخبر المفجع ولكن كما يقال قدر الله وما شاء فعل اليوم تلقينا خبر بإيجاد جثة لبنى موضوعه..... بكيس قمامة امام منزلها وايضا وجدوا قطع لجثة في البحر وعند التحليل تبين انها لطالبتنا  زينب اتمنى ان يجدوا القاتل الذي فعل هكذا فعل بفتياتي الصغيرات وينال عقابه ادعو بالرحمة لأرواحهن البريئة)  لقد نفذ ما قاله حقا لقد فرحت جدا وخرجت مني ابتسامة جعلت الجميع ينظر الي بغضب وكأنهم يردون قتلي لم اهتم لهم فذهبت الى صفي وقبل ان ادخل راءيت استاذي الجميل  يضع الزهور على مقعد لبنى وزينب ويمسح الدموع من على عيون صديقاتهن بلطف... دخلت عندما رأني جاي الي
براق بحزن:  هل انتِ بخير
راجين:  ولماذا لا اكون بخير
براق: حسنا اذا سأذهب
راجين تمسك يده وتهس قريب منه:  لا اسمح لك ان تلمس او تقترب من احد غيري انت استاذي
براق:  انا استاذ الجميع هنا ليس استاذكِ وحدكِ وايضا نحن لسنا بظرف يسمح لكِ بالحديث هكذا
ابعد يدي وذهب ماذا.... ماذا حدث له الم يقل انه سيحبني بجنوني لماذا الان... يهرب مني
انتهى اليوم الدراسي وقمت بجمع اغراضي للخروج كان الصف فارغ لأني كنت نائمة لم اعرف انهم خرجوا وانا اجمع بأغراضي احسست بيدين تحاوط خصري اردت الالتفاف لأعرف من هذا ولكن عطره كشفه انه استاذي الجميل لكن لماذا يفعل هكذا.
راجين:  هل انت بخير
براق:  كيف عرفتني
راجين:  لست الوحيد الذي يحفظ رائحة العطر
شعرت بابتسامته برقبتي
براق:  اسف لأني تكلمت بحدة معك هذا الصباح لقد فعلت هذا لاني كنت حزين من اجل الفتاتين
راجين:  لأيهم... لم احمل بداخلي عليك
براق:  اشعر بالراحة بقربكِ – أنا متعبٌ ، ولا استطيع التَّفكير في أي شيء أريد فقط أنْ أضع وجهي في حضنكِ واشعر بيديكِ على رأسي وابقى هكذا للأبد
راجين بابتسامة كبيرة:  لا امانع في هذا
استدرت عليه لتتقابل عيوننا في لحظة صمت فأمسكت بيده وسرت نحو الامام وجلست في الارض وطبطبت على حضني( تعال) ابتسم ابتسامة لطيفة وامال براسه وقال (انت رائعة)  ثم جاء ووضع راسه في حضني واغمض عيناه عندما احس بأصابعي تمشي في شعره شعره الحرير بقيت اناظر وجهه وهو نائم احفظ ملامحه الرائعة واوو... لديه شامة تحت حاجبه الايسر انها المرة الاولى التي ارها فيها ارجعت راسي على الحائط واغمضت عياني استمتع بهذا اللحظة الجميلة هذه اللحظة التي شعرت بها انني لا المس الارض اني اطير اشعر وان الجاذبية قد اختف وطرت بـالهواء مع محبوبي.....

هوس العاشقين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن