الفصل التاسع

29 3 0
                                    

الفصل التاسع :
دخلت غرفتي ورحت أذهب يمنة ويسرة ، حاولت التنصت عليهما دون جدوى وبعد مرور بعض الوقت مللت فحملت هاتفي وكم كانت دهشتي كبيرة عندما شاهدت الفيديو اللذي صورناه اليوم وكم التعليقات الكثيرة اللتي حصلنا عليها ، رغم عني كنت ابتسم بسرور لقد ظننا الجميع مخطوبين وأستمرت كل التعليقات تمتدحنا وتؤكد أننا نكون ثنائيًا ممتازًا لابد أن كريم قرأ التعليقات بعد أن لاحظ توارد الأفكار فيما بيننا .
كنت ماأزال أتصفح هاتفي عندما فتح سعيد الباب علي وقال :
ظننتك نائم .
كلا ليس بعد أين كريم ؟
غادر أفرغ ما في جعبته وبكى كثيرأ حتى ارتاح نوعًا ما أنه مطعون من أقرب الناس لقلبه .
لم أرتكب خطأ لقد تركها وحيدة في مكان منعزل والمطر ينهمر عليها ... أما من شهامة في هذا العالم .
شرحت له ذلك وأفهمته لو لم تساعدها وتركتها لما كنت صديقه الحقيقي حتى رهف لجأت للشخص الذي يثق به حبيبها .
وبعد...
شرحت له أخطاؤه وتفهمت ردات فعله لتتركه يوم أو اثنين يفكر بمفرده ويرتاح قليلا ... دعنا نتعشى الآن .
في اليوم التالي كنت في منزل نهلة عندما كنت أصحح أحدى المعادلات لهالة اللتي صارت معتادة على الحديث معي قالت بهدوء :
جميلة حبيبتك !
نظرت لها باستغراب وعاودت تصحيح التمرين وقلت بعدم اكتراث :
ليس لدي اي حبيبة.
لكن الجميع يقول ذلك !
تقصدين رهف كنا معا في درس الطبخ الصيفي ...
رمقتني بعدم اقتناع فتوقعت أن نهلة أخبرتها شيئا عنا ففضلت أن لا أنكر حقيقة علاقتي برهف فقلت مستدركًا كلامي :
هي صديقة صديقي كريم
ليست حبيبتك !
لا ... ألا تظنين أنك ماتزالين صغيرة على مثل هذه الأحاديث !؟
احمرت وجنتاها خجلًا وقالت وهي تبعد نظرها عني :
لا أنا صرت في الخامسة عشرة لست طفلة
ابتسمت لبراءتها وطلبت منها الانتباه للدرس فهي لديها بعض الأخطاء ، زفرت بملل وعاودت الكتابة ، انتبهت هاتفي يرن كانت السيدة عبير وقررت معاودة الاتصال بها عند خروجي من هنا .
بعد خروجي من منزل نهلة اتصلت بعبير :
مرحبًا لم أستطع الرد عليك كنت مشغول آسف ...
لا عليك لا شيء مهم فقط أردت شكرك على الفيديو يوم أمس حقق نسبة مشاهدات عالية وشعرت أن من واجبي شكركما ...
لا تشكرينا قضينا وقت ممتع معك نحن من يجب عليه شكرك سيدتي ...
كم أنت لطيف هشام معذرة لكن ما بها رهف ؟
رهف !!! ما بها سيدتي ؟
اتصلت بها كي أشكرها لكن ردت علي إمرأة أظن أنها أمها سألتها عن رهف فأخبرتني أنها في المستشفى ، ظننتك تعرف ما بها
صعقت ورحت أصرخ :
مستشفى أية مستشفى ؟ لم أكن أعرف معدرة عبير علي الاغلاق الآن .
أغلقت الخط واتصلت برهف وبالفعل ردت أمها فارتبكت وخطر ببالي فكرة فقلت :
مرحبا سيدتي هل أنت والذة الآنسة رهف ... علمت من الشيفة عبير أن الآنسة رهف مريضة وطلبت مني الاطمأنان عليها نحن من صف الطبخ ... نعم فهمت ... في أية مستشفى ... بالتأكيد أعرفها ... حسن سيدتي نتمنى لها الشفاء العاجل  .
اغلقت الاتصال وأرسلت لكريم رسالة نصية من كلمتين رهف في المستشفى ، كنت أدرك أنه لن يرد علي ارسلت تلك الرسالة وانطلقت للمستشفى ، نعم اتصل بي كريم خلال دقيقتين توقفت جانبًا وأجبته :
كريم رهف مريضة وفي المستشفى...
قال كريم بصوت مرهق قلق :
أين هي هشام ؟ ماذا أصابها ؟ هشام أصدقني القول أرجوك
صديقي انا لا أعرف شيئًا  سأسبقك لهناك لا تتأخر كريم أرجوك .
أغلقت الاتصال وعاودت القيادة للمستشفى ، كنت قلقًا ماذا أصابها ؟ كم ندمت لأنني أهملتها ، لما لم اهتم بها أكثر .
وصلت  للمشفى  انتظرت كريم لكنه تأخر ونفذ صبري فاتصلت به كي أستعجله فأخبرني أنه عند الباب الخارجي فقررت الدخول .
دخلت المستشفى وسألت عاملة الاستقبال عن غرفة رهف عندما دخل كريم تقدمته وأخبرته أنها في الطابق الثالث ، أسرعنا في صعود الدرج نحو غرفتها ، هاقد وصلنا... .
دققت باب الغرفة بهدوء ثم فتحت ، غرفة في مستشفى عادية كان السرير في منتصف الغرفة ، كانت رهف تنام بهدوء ، ومع الأسف لم أتمالك نفسي فأسرعت الخطى نحوها كان العرق يغمر جبينها مسحت عرقها بباطن كفي ففتحت عيناها بتثاقل وابتسمت فابتسمت لها أيضًا ، رفعت إبهامي للأعلى مشجعًا ، ثم التفت لكريم وطلبت منه الاقتراب منها ، افسحت له المجال فجلس بجوارها وأمسك بيدها بقوة وهمس :
آسف سامحيني أرجوك أنا آسف .
ثم قبل يدها ووضعها على صدره وبكى ، وضعت يدي على كتفه مواسيًا، عندما استدارت رهف عنه وأخذت تبكي ، في تلك اللحظة تركتهما لوحدهما رغم أن قلبي يتحرق شوقًا وخوفًا وغيرة عليها ، لما وصلت الباب كانت والدة رهف وزوجها يقتربان ولاحظا وجود كريم فباغتهما وأنا أغلق الباب خلفي :
مرحبًا سيدتي هل أنت والدة الآنسة رهف ؟
ردت باستغراب :
نعم عفوا من أنت ؟
ابتسمت بلزوجة ورحت أكلمهما و أنا أسير نحو أحد المقاعد لكي ابعدهما واشغلهما عن غرفة رهف فقلت :
اسمي هشام تلميذ في كلية التجارة وكنت مع رهف في صف الطبخ .
قال زوج أمها بارتياب :
ألست من صور معها الفيديو بالأمس ؟ ماذا أصابها ؟
قلت بارتباك : عندما ودعتها بالأمس كانت بخير ما اللذي حصل معها ؟
قالت الأم : وصلت في وقت متأخر بحالة مزرية مبتلة ترتجف طلبت منها تبديل ملابسها بسرعة ثم دخلت غرفتها ،تأخرت في الاستيقاظ فدخلت كي اتفقدها وعندما اقتربت منها كانت تغلي من الحمى وهي غائبة عن الوعي .
ثم راحت تبكي وأخذ زوجها يهدئ من روعها ؛ ثم استدرك الرجل الكلام بضيق.:
ومن اللذي بالداخل ؟
وقد كان يسأل عن كريم بالطبع. .
صديق
قال الرجل : وتقولها ببساطة
سيدي كريم شاب محترم من أسرة محترمة ليس كما تتخيل
وقاحة ...
لو كان كريم سيء لما تجرئ على الحضور لرؤيتها والاطمأنان عليها ، ما رأيك سيدتي ؟... دعونا نتفقد رهف الآن .
نهضت من مكاني واتصلت خفية بكريم خشيت أن لا يتنبه لوجودنا اقتربت من الغرفة وأنا أتقدمهما وأرفع صوتي ثم فتحت الباب بهدوء وكم كانت فرحتي عارمة عندما وجدت رهف جالسة على السرير وكريم يقف بالقرب منها ركضت الأم نحو رهف وضمتها لصدرها ، أمسكت بكريم وأستأذنت كي نذهب مع وعد بالعودة قريبًا .
يتبع ...

صراع المشاعر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن