الفصل الحادي والعشرون

19 4 2
                                    

الفصل الحادي والعشرون  :
طرقت الباب ودخلت عندما نظر رضوان لي بعينين متعبتين سألته بصوت منخفض ففرح كانت تغفو بهدوء :
هل هي بخير ؟
نعم هي نائمة بسبب حقنة المهدئ  ... لم تتحمل الأمر كان قاسيا حقا ... عندما تلقينا خبر الحادث كنا نتحدث بخصوص خطبته ... كانت تقنعني بضرورة الاجتماع بها كانت سعيدة متحمسة ... كنت أراه صغيرا على الزواج لما لا يؤسس نفسه أولا ثم يأتي الارتباط ... كانت تريد اقناعي بالفكرة عندما ... عندما ...
صمت وابتلع ريقه ومسح دمعة أرادت التسلل من عينيه وتابع لو كنت أعلم أنه سيتعرض لهذا الحادث كنت زوجته وحققت له كل ما يريد ... لو حصل وحفظه الله لنا لزوجته  بها حتى لو كانت عاهرة وليس مجرد طباخة .
سيدي رهف فتاة مدهشة جميلة رقيقة ذكية وهي تحب كريم بصدق ... كنت معها بالخارج وهي تكاد تجن على كريم خوفا وقلقا .
التفت نحوي باهتمام وقال :
حقا هي هنا .
نهضت وتوجهت نحو الباب بهدوء وفتحته نذرت من خلاله كانت رهف ماتزال تجلس وتبكي بألم وحزن ، نظرت نحو رضوان وقلت :
سيدي رهف ماتزال تبكي خارجا ...
نهض رضوان وخرج قبلي من الغرفة وتوجه ناحية رهف كانت تجلس وهي تخفض رأسها وتدفن وجهها بكفيها تبكي اقترب منها وقال بحنان وهدوء :
هوني على نفسك يا ابنتي وادعي له بالشفاء فحسب
رفعت وجهها وتأملت المتحذث لها بعيونها الدامعة وهمست برجاء :
هل سيكون بخير سيدي ؟
نعم أنا متأكد .
كيف أنت واثق !؟
هو لن يستطيع التخلي عنك هو سيتمسك بحياته من أجلك ... يوم أمس ظل يحدثنا ويدافع عن حبكما ويخطط لمستقبلكما معا ... لم أره متحمسًا لأمر كما كان بالأمس ...
اخفضت رأسها وعاودت البكاء فتابع :
ابنتي كوني قوية متماسكة كريم سيرجع  ...
أرجو ذلك سيدي .
سوف أعالجه وسيكون بخير لا تقلقي ... معذرة علي العودة لزوجتي فهي بحاجة لوقوفي بجانبها في هذه الشدة.
ثم نهض وعاد لغرفته ، اقتربت من رهف وجلست بجانبها وقلت :
هل تشربين القهوة ؟
فهزت رأسها موافقة ؛ توجهت للكفتريا واشتريت ثلاث فناجين من القهوة  ، قدمت واحدا لرهف وأعطيت واحدًا لرضوان وتركت الأخير لي .
شربنا القهوة بصمت ، وسألت رهف :
هل تظن أنه سينجو ؟
آمل ذلك... لندعو له فحسب ... كريم شاب طيب لم يؤذي إنسانًا لن يضره الله .
يا الله ...
دخلت ممرضة لغرفة فرح فهرعت خلفها بلهفة ، دخلت الغرفة خلف الممرضة كانت تريد الاطمأنان على فرح فسألها رضوان وهي تتفقدها :
هل زوجتي بخير ؟
نعم ستصحو قريبا لا تقلق .
شكرا لك ... هل من أخبار عن ابني كريم ؟
الشاب في غرفة العمليات ؟
نعم .
لا أعرف لكن الأمور استقرت نوعًا ما سيأتي الطبيب المسؤول عن حالته قريبا ويطمئنكم .
حسن شكرًا.
وهنا فتحت فرح عينيها بتثاقل وهمست :
كريم ... هل كريم بخير ؟
نعم يا أم كريم هو بخير ... احزري من في الخارج ؟
من ؟
عروس ابننا .
حقا هل هي جميلة ؟
هز رضوان رأسه بابتسامة عذبة وحاولت فرح الجلوس فأسرع لمساعدتها ، خرجت وطلبت من رهف القدوم ففعلت بتردد ولما دخلت الغرفة نظرت لها فرح بابتسامة رقيقة وأشارت لها بالاقتراب فاقتربت ، ضمت فرح رهف بحنان وقالت :
كم أحبك كريم !
ابتسمت وقلت بثقة :
وسيظل يحبها .
اخفضت رهف رأسها خجلًا فتابعت فرح كلامها :
لو قدر الله لابني النجاة أعدك أنني سأقيم لك حفل زفاف أسطوري ... فقط ليرجع لنا سالمًا .
إن شاء الله .
كم انت جميلة يا رهف 
ابتسمت وقلت مازحًا:
هي في الحقيقة أجمل مما تبدو عليه الآن ... هي جميلة جدا لولا انتفاخ عينيها من شدة وكثرة البكاء وشحوب وجهها من الخوف والقلق .
هذا ما يجعلها أجمل بنظري حزنها وخوفها على ولدي وحبها الكبير له ... محظوظ بهذه العروس يا بني .
همست بأذن رضوان :
سيدي سأتفقد أحوال كريم لقد تأخر وقلبي يأكلني توترا عليه .
هز رأسه موافقًا وخرجت مسرعا .
يتبع ...

صراع المشاعر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن