الفصل الرابع والعشرون :
في اليوم التالي ذهبت مع سعيد للمتجر كي نستقبل نهلة وهالة اللتان وصلتا بسلام وراحت كل منهما تتجول بالمكان ثم طلب منها سعيد أن تأتي كل يوم بعد المدرسة ثلاث أو أربع ساعات فوافقت وأخبرها اأنه عليها الجلوس خلف الطاولة وعليها تعلم استخدام الميزان واستعماله ليس صعبًا ويجب ان تتعلم استخدام الآلة الحاسبة وربما تحتاج لتسجيل بعض الديون للزبائن ، واتفقنا على أن تبدأ بالغد ولعدة أيام لو شعرت أنها مرتاحة وقادرة على العمل لتكمل وإذا لم ترغب فتستطيع الانسحاب المهم لا تشعر بالاحراج ، وعند خروجهما قررت الخروج معهما كي اذهب لزيارة كريم في المستشفى .
وصلت المستشفى وتوجهت حيث كان كريم لم يكن هنالك أحد يراقبه من النافذة الزجاجية فاقتربت منها ونظرت لكنني لم أجد أحدًا ، انتابني ذعر شديد هل حصل مكروه لكريم فركضت لغرفة الاستعلامات وسألت الموظفة عنه وتنفست الصعداء عندما أخبرتني أن طبيبه نقله لغرفة خاصة وتوجهت إليها .
طرقت الباب وسمعت صوت رضوان يطلب مني الدخول ففعلت ، فتحت الباب كان كريم محاطا بالأجهزة والأسلاك ألقيت التحية باقتضاب وسألت لو كان بوسعي الاقتراب منه فأومأ لي كي اقترب ، يالي شناعة المنظر يا صديقي وجهه متورم وقدمه مجبرة بجبيرة كبيرة ولفافات القطن الطبي تلتف حول يده وجزعه العاري .
لم أتمالك نفسي ابتلعت ريقي وقلت بصوت منخفض :
كريم انهض يا صديقي علينا فعل الكثير معًا... كيف تتخلى عني ألسنا أصدقاء ... انهض أنا أفتقدك كثيرا هيا عد ولا تخذلني ...
ثم أخذت أبكي بحزن فاقترب مني رضوان مبتسم ووضع يده على كتفي وقال :
بني هون عليك سينهض وتعودان تتسكعان سويتا كما كنتما ادعو له بالشفاء .
مسحت دموعي وقلت :
سيشفى بالتأكيد ...ماذا قال الأطباء ؟
لا جديد هو بخير ولكن ...
فهمت .
ثم نهضت فرح واقتربت من كريم وراحت تداعب خصلات شعره ثم قبلت جبينه وهمست في أذنه :
اليوم جاءت رهف لتراك وهنا هشام ألا تريد رؤيته افتح عيناك للحظة كي تراه ... كريم افتح عيناك ... أرجوك .
وأجهشت بالبكاء فأسرع رضوان فانهضها وضمها له بحنان .جاءت هالة للمتجر والحماس بادٍ على وجهها ألقت التحية وطلبت منها.أن نبدأ تعليمها بسرعة وهي أبدت رغبة بذلك وراحت تجرب كل شيء وكانت تظهر مهارة بالعمل مما جعل سعيد يعبر لها عن رضاه وسروره بتطورها السريع حين دخلت سيدة تسأل عن زيت للقلي وأخذت تملأ كيس بالبطاطا ، نظرت هالة لي باستعطاف فمنحتها ابتسامة مشجعة وهززت لها رأسي فتوجهت هالة نحو أحد الرفوف وجلبت عبوة الزيت ووضعتها على الطاولة أمامها ثم تناولت الكيس من السيدة وزانت الكمية وأخبرت السيدة بالمبلغ المطلوب فدفعت وغادرت المتجر تنفست هالة بعمق فصفقت لها مبتسما وكذلك فعل سعيد فابتسمت بسرور عندما دخل طفل يريد شراء الحلويات فأسرعت هالة لمساعدته ، وبعد أن انتهت قررت المغادرة الا بعض شأني فقلت وأنا استعد للخروج :
عمي سأتوجه لاستلام أوراقي من الجامعة كي أكمل ملفي ثم سأمر على كريم .
ودعتهم وغادرت .
عندما دخلت غرفة كريم كانت رهف هناك ومعها والدا كريم ولما اقتربت من سرير كريم كان كل شيء على حاله ثم أستأدن رضوان كي يذهب مع زوجته كي يتناول طعام الغداء يريد استغلال وجودنا بالقرب من كريم اقتربت فرح من رهف وقالت لها :
لا تنسي من وقت للثااني لتتحدثي معه لعله يسمعك .
حسن لا تقلقي .
غادر كل من رضوان وفرح الغرفة وجلسنا أنا ورهف مع كريم ورحنا نتحدث لبعض الوقت ثم نهضت رهف وتوجهت نحو كريم واقتربت من أذنه وقالت له :
كريم ... هل تسمعني هلا فتحت عينيك أمك سيدة رائعة وتحبك كثيرا...، هي واثقة أنك تسمعنا ... هل تسمعني رهف اشتاقت لك هيا انهض .
بقيت تتأمله للحظات حتى رن هاتفي فأجبت :
مرحبا هالة
استدارت رهف ونظرت لي بتحفز فابتسمت لإغاظتها يا إلاهي كم أحب إغاظتها وتابعت :
بخير ها كيف وجدت العمل ،ذ... حقًا ... ممم ... نعم ...
كانت هالة تتحدث وأنا بالكاد أسمعها ، كان قلبي يتراقص بين ضلوعي وأنا أرى غيرة رهف كانت تتحرك في الغرفة كنمر في قفص ثم حاولت انهاء المكالمة شفقة عليها :
طيب هالة نتحدث لاحقا... عند كريم ... نعم لا تعتذري ... غدًا ؟ ربما ! ... تحياتي لوالدتك .
ولم أكد ألغي المكالمة حتى قالت بتهكم :
تتصل بك كثيرأ هذه الأيام .... لطيف أن تهتم لأمرها ... كم هي ثرثارة ...
كان الإستياء على وجهها وكنت اتعمد النظر بعيدًا عنها نحو كريم كنت أتأمله وهي تقول :
محظوظة تلك الهالة لتمنحها من وقتك ليتك تعطيني
وهنا أشرت لها كي تصمت وفتحت عيني صدمة وقلت بصوت خافت :
حرك يده اليمنى
التفتت رهف نحوه بتوتر وقالت :
مستحيل هل انت متأكد؟
كانت المفاجاة قد شلتني لكن رهف اقتربت منه وسألته :
كريم أنا رهف هل تسمعني ؟
بالكاد حرك كريم جفنيه وابتسم عندما رآها بجانبه ثم عاد وأغمض عينيه مجددا.
يتبع ...الفصل الرابع والعشرون :
في اليوم التالي ذهبت مع سعيد للمتجر كي نستقبل نهلة وهالة اللتان وصلتا بسلام وراحت كل منهما تتجول بالمكان ثم طلب منها سعيد أن تأتي كل يوم بعد المدرسة ثلاث أو أربع ساعات فوافقت وأخبرها اأنه عليها الجلوس خلف الطاولة وعليها تعلم استخدام الميزان واستعماله ليس صعبًا ويجب ان تتعلم استخدام الآلة الحاسبة وربما تحتاج لتسجيل بعض الديون للزبائن ، واتفقنا على أن تبدأ بالغد ولعدة أيام لو شعرت أنها مرتاحة وقادرة على العمل لتكمل وإذا لم ترغب فتستطيع الانسحاب المهم لا تشعر بالاحراج ، وعند خروجهما قررت الخروج معهما كي اذهب لزيارة كريم في المستشفى .
وصلت المستشفى وتوجهت حيث كان كريم لم يكن هنالك أحد يراقبه من النافذة الزجاجية فاقتربت منها ونظرت لكنني لم أجد أحدًا ، انتابني ذعر شديد هل حصل مكروه لكريم فركضت لغرفة الاستعلامات وسألت الموظفة عنه وتنفست الصعداء عندما أخبرتني أن طبيبه نقله لغرفة خاصة وتوجهت إليها .
طرقت الباب وسمعت صوت رضوان يطلب مني الدخول ففعلت ، فتحت الباب كان كريم محاطا بالأجهزة والأسلاك ألقيت التحية باقتضاب وسألت لو كان بوسعي الاقتراب منه فأومأ لي كي اقترب ، يالي شناعة المنظر يا صديقي وجهه متورم وقدمه مجبرة بجبيرة كبيرة ولفافات القطن الطبي تلتف حول يده وجزعه العاري .
لم أتمالك نفسي ابتلعت ريقي وقلت بصوت منخفض :
كريم انهض يا صديقي علينا فعل الكثير معًا... كيف تتخلى عني ألسنا أصدقاء ... انهض أنا أفتقدك كثيرا هيا عد ولا تخذلني ...
ثم أخذت أبكي بحزن فاقترب مني رضوان مبتسم ووضع يده على كتفي وقال :
بني هون عليك سينهض وتعودان تتسكعان سويتا كما كنتما ادعو له بالشفاء .
مسحت دموعي وقلت :
سيشفى بالتأكيد ...ماذا قال الأطباء ؟
لا جديد هو بخير ولكن ...
فهمت .
ثم نهضت فرح واقتربت من كريم وراحت تداعب خصلات شعره ثم قبلت جبينه وهمست في أذنه :
اليوم جاءت رهف لتراك وهنا هشام ألا تريد رؤيته افتح عيناك للحظة كي تراه ... كريم افتح عيناك ... أرجوك .
وأجهشت بالبكاء فأسرع رضوان فانهضها وضمها له بحنان .
جاءت هالة للمتجر والحماس بادٍ على وجهها ألقت التحية وطلبت منها.أن نبدأ تعليمها بسرعة وهي أبدت رغبة بذلك وراحت تجرب كل شيء وكانت تظهر مهارة بالعمل مما جعل سعيد يعبر لها عن رضاه وسروره بتطورها السريع حين دخلت سيدة تسأل عن زيت للقلي وأخذت تملأ كيس بالبطاطا ، نظرت هالة لي باستعطاف فمنحتها ابتسامة مشجعة وهززت لها رأسي فتوجهت هالة نحو أحد الرفوف وجلبت عبوة الزيت ووضعتها على الطاولة أمامها ثم تناولت الكيس من السيدة وزانت الكمية وأخبرت السيدة بالمبلغ المطلوب فدفعت وغادرت المتجر تنفست هالة بعمق فصفقت لها مبتسما وكذلك فعل سعيد فابتسمت بسرور عندما دخل طفل يريد شراء الحلويات فأسرعت هالة لمساعدته ، وبعد أن انتهت قررت المغادرة الا بعض شأني فقلت وأنا استعد للخروج :
عمي سأتوجه لاستلام أوراقي من الجامعة كي أكمل ملفي ثم سأمر على كريم .
ودعتهم وغادرت .
عندما دخلت غرفة كريم كانت رهف هناك ومعها والدا كريم ولما اقتربت من سرير كريم كان كل شيء على حاله ثم أستأدن رضوان كي يذهب مع زوجته لتناول طعام الغداء يريد استغلال وجودنا بالقرب من كريم اقتربت فرح من رهف وقالت لها :
لا تنسي من وقت للثااني لتتحدثي معه لعله يسمعك .
حسن لا تقلقي .
غادر كل من رضوان وفرح الغرفة وجلسنا أنا ورهف مع كريم ورحنا نتحدث لبعض الوقت ثم نهضت رهف وتوجهت نحو كريم واقتربت من أذنه وقالت له :
كريم ... هل تسمعني هلا فتحت عينيك أمك سيدة رائعة وتحبك كثيرا...، هي واثقة أنك تسمعنا ... هل تسمعني رهف اشتاقت لك هيا انهض .
بقيت تتأمله للحظات حتى رن هاتفي فأجبت :
مرحبا هالة
استدارت رهف ونظرت لي بتحفز فابتسمت لإغاظتها يا إلاهي كم أحب إغاظتها وتابعت :
بخير ها كيف وجدت العمل ،ذ... حقًا ... ممم ... نعم ...
كانت هالة تتحدث وأنا بالكاد أسمعها ، كان قلبي يتراقص بين ضلوعي وأنا أرى غيرة رهف كانت تتحرك في الغرفة كنمر في قفص ثم حاولت انهاء المكالمة شفقة عليها :
طيب هالة نتحدث لاحقا... عند كريم ... نعم لا تعتذري ... غدًا ؟ ربما ! ... تحياتي لوالدتك .
ولم أكد ألغي المكالمة حتى قالت بتهكم :
تتصل بك كثيرأ هذه الأيام .... لطيف أن تهتم لأمرها ... كم هي ثرثارة ...
كان الإستياء على وجهها وكنت اتعمد النظر بعيدًا عنها نحو كريم كنت أتأمله وهي تقول :
محظوظة تلك الهالة لتمنحها من وقتك ليتك تعطيني
وهنا أشرت لها كي تصمت وفتحت عيني صدمة وقلت بصوت خافت :
حرك يده اليمنى
التفتت رهف نحوه بتوتر وقالت :
مستحيل هل انت متأكد؟
كانت المفاجاة قد شلتني لكن رهف اقتربت منه وسألته :
كريم أنا رهف هل تسمعني ؟
بالكاد حرك كريم جفنيه وابتسم عندما رآها بجانبه ثم عاد وأغمض عينيه مجددا.
يتبع ...
أنت تقرأ
صراع المشاعر
Romanceقصة عاطفية تتحدث عن ضعف الإنسان أمام مشاعره ؛ حتى ولو تظاهر بنكرانها وتجاوزها يبقى أسير لها . عندما تضعنا الأقدار بمواجهة مشاعرنا بخيرها وشرها ، ولو ضعفنا أمام مشاعرنا ذات يوم لابد علينا أن نختار ولا نبقى بالوسط فالوسط خيار الضعفاء ...