الفصل السابع والعشرون

23 4 3
                                    

الفصل السابع والعشرون  :
في اليوم التالي حصلت على جواز سفري مع تأشيرة الدخول ورحت أطلع على عروض تذاكر السفر كي أقتنص واحدة بسعر مناسب ؛  بعد انتهائي من ذلك توجهت لزيارة كريم وأنا أدعو الله كي لا أراها هنالك لعلها تكون قد أنهت زيارتها وغادرت فالمساء قد اقترب ؛ طرقت باب الغرفة وكم سررت لرؤية كريم يجلس قليلا ليس بصورة كاملة لكنه لم يعد مستلقي كما كان حمدت الله في سري ودخلت مبتسما وتنفست بعمق عندما وجدت كريم برفقة والديه فقط لم تكن رهف موجودة  لحسن الحظ ، رحت أطمأن عليه كان يبدو بصحة أفضل ثم أخرجت جواز سفري وأريته لكريم فنظر لي بحزن وقال :
ستسافر إذن ...
قال رضوان بانزعاج :
تبًا لقد نسيت أنك تستعد للسفر معذرة بني لا تؤآخذني انشغلت بإصابة كريم اليوم سأتصل بغالي صديقي في فرنسة كي أذكره بموضوعك .
قلت بحرج :
لا عليك سيدي كلنا كنا متوترين الفترة السابقة ...
وهنا دخلت رهف الغرفة قائلة :
هل تأخرت ؟ هشام وصل أخيرا كان كريم يسأل عنك اليوم ... هيا لنجرب حساء الخضراوات .
ياه يشبه طعام الرضع لا أريده .
وأشاح بوجهه فقالت رهف :
كريم يجب أن تأكله هو بالضبط كما وصفها لي ناجي هيا جربها ستحبها سأطعمك بنفسي .
وجلست بجانبه وجلبت كيس بلاستيكي فارغ فتحته وقالت :
لو شعرت بالغثيان فلا تتردد أو تحرج كل شيء سيكون على ما يرام  .
راحت تطعمه بهدوء وروية وتمسح فمه كنت انظر لهما وأنا أفكر كم هي تحبه كم هي حنون كم هي لطيفة ، أي قلب تمتلكينه يا رهف ومبارك عليك يا صديقي هذه الجوهرة ... قطع أفكاري لمسة رضوان لي طلب مني الخروج لنتحدث براحتنا ففعلت .
توجهنا لشرب القهوة بالكفتريا الملحقة بالمستشفى ، وكرر اعتذاره لاهماله موضوعي وأكدت عليه أنه لم يقصر حتى أنا أهملت كل شيء والآن صرت مرتاحا فكريم يتحسن وكلها بضعة شهور قليلة ربما يتزوج وهنا طلب مشورتي بخصوص رهف وما انطباعي عنها فامتدحت أخلاقها وتربيتها وحبها وتعلقها بكريم   وهو لمس ذلك ثم شكرني لوقوفي معهم في محنتهم الصعبة واستفسرت عن رأي الأطباء بخصوص كريم قال رضوان :
هم متفاجؤون بتحسن حالته السريع وهم يعزون ذلك لوجود رهف بجانبه أنا مدين لها بالكثير كيف أكافئها على صنيعها لست أدري ؟
سيدي لا تفكر بمثل هذه الطريقة رهف تتحرك بدافع من حبها لكريم أي فتاة محترمة صادقة بحبها ستعمل نفس ما تعمله رهف ... هل تسمع مني يمكنك دعمها والوقوف بجانبها بالمستقبل .
وهو كذلك ... معك حق  ... بني هذه الليلة سأتصل بصديقي غالي وأتابع معه تفاصيل انتقالك لفرنسة لا ينتابك القلق .
شكرًا جزيلا لك سيدي .
دعنا ننهي قهوتنا ونرجع لهم هذا موعد زيارة ناجي وقتيبة وهذان شخصان ساعدا ابني بدون مقابل  .
تستطيع منحهما هدية ثمينة تعبيرًا عن شكرك .
سأفكر بهدية مناسبة لما قدماه لي .
في هذا اليوم كنت مع سعيد في المتجر كنت متوتر فسألني :ت
لما أنت قلق هكذا بني ... كنت في سنها وكنت أتركك بمفردك لساعة أو اثنتين لا مشكلة ...
هل أنت متاكد انه يمكنها البقاء وحدها في المتجر ؟
نعم لا تهتم هي تعرف أنني سأتركها لوحدها وهي وعدتني أنها ستبذل قصار جهدها .....
وفي هذه اللحظة وصلت هالة ألقت علينا التحية وسألتها بقلق :
هالة هل تقدرين على البقاء بمفردك حتى نرجع ؟
نعم هشام لا تقلق لو حصل معي شيء سوف اتصل بكم خذوا وقتكم وكل شيء سيكون بخير اعتمد علي .
طيب ليكن لن نتأخر نزور كريم لبعض الوقت وسنعود بسرعة .
حسن لا تقلق .
هالة ااثق بك ...
ثم غادرنا المتجر متوجهين للمستشفى .
عندما وصلنا المستشفى دخلنا الغرفة وكان كريم في وضع جيد خف شحوبه ، دخلنا وألقينا التحية على الجميع ورحب رضوان بسعيد وكريم كان مسرورً بلقائه.وسأله سعيد كيف يشعر فأجابه أنه بخير لولا ألم رأسه من وقت للآخر وشعوره بالغثيان أيضًا ، وسعيد يدعو له بالشفاء وهنا يخبرني رضوان أن غالي يريد معرفة موعد سفري كي يجعل ابنه جاد ينتظرني بالمطار شكرته كثيرا على المساعدة اليوم مساءً سأحسم خيار السفر ورضوان يطلب أن آخذ وقتي كاملا وسعيد يشكره على تعاونه ولطفه ، يدق باب الغرفة ويدخل قتيبة ليجري فحوصاته الدورية يلقي التحية ويتفقد كل شيء ثم يسأل كريم ممازحا :
ماذا حضرت لك ممرضتك وطباختك الخاصة  ؟
حساء الخضار المسلوق وكوكتيل الفواكه .
تستطيعين تقديم شيء صلب له جربي قطع اللحم مع المرق أو الخضراوات
نعم سأفعل.
محظوظ انت يا كريم لوجود مثل هذا الملاك اللطيف الرقيق الجميل بجانبك دوما ...
وبلا ادراك ولا مبالات مني لم أمتلك السيطرة على انفعالاتي فتنحنحت وسألت قتيبة وأنا اضغط على كلماتي :
أين دكتور ناجي لما لم يعد يمر هنا نحن نفتقده هو طبيب بارع ورجل مهذب بالفعل .
ارتبك قتيبة وتلاشت ابتسامته وتابع عمله يبدو أنه شاب ذكي وصلته رسالتي بوضوح فقال :
دكتور ناجي أستاذ الكل لكن يجب أن تثق بي فأنا أأدي عملي جيدًا وواجبي تقديم كل الدعم لمرضاي ليس علاج فحسب بل دعم نفسي كذلك بالإذن .
ثم غادر الغرفة رن هاتفي فقلت لسعيد :
خيرًا إنها هالة عمي ... مرحبًا هالة... هل من مشكلة ما ؟ ؟
عمي سعيد بجانبك أكلمه ؟
نعم تفضلي ...
وناولته الهاتف ...
نعم ابنتي ... حقًا طيب يوجد صندوق في المستودع الخلفي على اليمين ... حقًا!... لابأس سأجلب في الغد ... هلا كتبتي لي كل شيء أنت مدهشة هالة ... هل من مشاكل ؟ ... جيد لن أتأخر وداعا.
وسألته بقلق :
هل من مشكلة معها ؟
قال بابتسامة رضا :
بالعكس البضاعة تنفذ بمجرد وصولها للمتجر تلك فتاة تجلب معها الخير .
يسرني جدا أانها كانت عند حسن ظني بها .
نظرت رهف باستنكار ثم تشاغلت بهاتفها وسأل كريم ::
صحيح ما هي أخبار هالة ؟
قالت رهف بحنق :
وما شأنك بها أنت ؟
مجرد سؤال عادي ...
قلت وأنا أستمتع بإغاظتها :
قبل أيام بدأت العمل في متجر عمي سعيد وهي تبدي ذكاءا وحنكة وعمي راض تماما عن ترشيحي لها أنا من زكاها للعمل معه .
هالة فتاة طيبة ...
محق كريم طيبة ولطيفة ونشيطة ...
لم يكدكريم يفتح فمه حتى غادرت رهف الغرفة مستاءة حاول كريم النهوض لكن ألم شديد أصابه فالتف حوله رضوان وفرح بذعر وهتف كريم :
هشام إلحق تلك المجنونة .،..
أسرعت خلفها ناديتها فلم ترد فعجلت الخطى كي أدركها أمسكت بكتفها لكنها أزاحت يدي بقوة فكررت جرها ناحيتي ورأيت العينين الحمراوتين المغرورقتين بالدموع انكمشت ضيقا وغما فقلت :
آسف سامحيني لكنني استمتعت بغيرتك لنقل هذه بتلك  ...
لكني لم إتجاوز الحدود مع قتيبة...
هو يتجاوزها لأنك تتساهلين لا تسمحي لأحد بالاقتراب من منطقتك واضح ...
هزت رأسها فتابعت قائلا :
لا قتيبة ولا سواه مفهوم ؟
هزت رأسها مبتسمة فطلبت منها العودة فكريم يريدها .
يتبع ...

صراع المشاعر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن