الفصل الثالث: تجديد البطاقة الشخصية

41 4 3
                                    

كان مكان عام أشبه او بالأحرى هي استراحة مطار اجنبی - المتكلمون حولنا يتحدثون بالغه الانجليزيه - يجلس على ألاريكة فرح -احدى زميلات العمل- وبجانبها علي -زميل عمل سابق- ، باقي لهما بضعة أيام ويجلسون بجانب بعضهما البعض في حضور الاقارب والاصدقاء والاحبه ليشاهدوا حفل زفافهم.هذا من الجانب الايمن من الأريكة.
اما على اليسار تجلس زميلة دراسيه تعرفت عليها وكان بيننا صداقة دامت لمدة اسبوع ولكن بدا انها تعاني من مشاكل نفسية.
واما من تجلس في منتصف الأريكة كنت من احاول محى ذكراها في كل ليلة وانا واضع خدي على الوساده و ذهني شارد يفكر و يجلدني بالذكريات التي لم يتبقى منها غير حطام شخص سيجلس امامهم بعد قليل.
جلست علي كرسي منفرد امام الأريكة التي يجلس عليها من ذكرتهم بالاعلي يبدو ان الموقف سوف يسجل في عقلى وينضم الى بقية الذكريات ويأتي في منتصف الليل وانا اشعر بالأرق ولا يتركني حتي انام حزينا علي زكريات غادر كل من فيها وبقيت وحدي.
بعد تبادل الترحيب بيني وبين زملائي في العمل دون الآخرون تكلمت فرح "وانا في ايطاليا جالي ميل من شخص مجهول فيه عنوان وكاتب اني هلاقي ظرف وكل الي عليا اني اوصلهولك اتفضل الظرف اهو"
اخذت منها الظرف وانا بتفقد احوالها ثم تحول الحديث بيني وبين خطيبها علي فقال "انا يعم شغال في الامارات في امان الله خرجت من المكتب عشان اروح اخد القهوة في الكافيه عدت عربيه من جنب مني ولا اكنها طايره ورمت الظرف قدام مني مكنش في حد علي الرصيف الي ماشي عليه غيري اخد الظرف من علي الارض لقيت اسمي عليه ومكتوب اني اسلمهولك امسك يعم المصيبه دي"
ضحك الجميع علي اسلوب كلامه المرح واخذت منه الظرف وانا اقول له " هموت واعرف هتكلم جد امتي"
في ضحك الجميع اخبرني علي علية المغادرة لاقبال معاد رحلته ومعه فرح فودعتهما ومشت معهما زميلتي فلم يتبقي غيري انا و قمر جالسه امامي وكانت تنظر لي وانا ممسك الورق اتفقد سطوره وما المكتب عليه وللحظة شعرت بانها تنظر لي وانا منشغل بمعرفة ما بداخل الاظرف
وكأنها تكسر عيني علي إرتكابي لخطأ ما فرفعت رأسي ناظرا لعيناها وهي تبادلني بنفس النظرة العميقة التي لا اعلم دامت لكام دقيقة فانتهي الامر بمغادرة نظرها والتفاتها نحو اليمين.
صوت المنبه يهز البيت فأيقظني من هذا الحلم فاني نمت نوم عميق لم احظی به منذ مدة طويله وانا أَتَثَاءَبُ واتذكر كلمه نشرها احد الاصدقاء (العقل منفرد بذاته في كل شي طريقة عمله و تركيبه وإرادته للأشياء فهو الشئ. الوحيد التي يتمتع بصناعة لا توجد في شئ غيره الا وهي صناعة الاحلام. م.ه)
اخذت وجبة الإفطار مع كوب القهوة ونزلت الي السجل المدني فانه معاد تجديد البطاقة الشخصية. جلست وانا ممسكاً بورقه بها رقم الدور الذي يسمح لي فيها بمقابلة الموظف ، مر القليل من الوقت وجلست بجانبي فتاه يبدو انها بنفس عمري وضعت شنطتها علي المنضدة وامسكت بهاتفها آفاقتني بسؤالها وهي تقول "يا استاذ رقمك اتندي عليه في شباك ٦" فكنت غائبا عن كل شيء حولي ولم انتبه سوي الحلم التي رأيته في محاولة لتحليل الحلم. نظرت الي الورقة التي بيدها وشكرتها وذهبت الي الشباك فكان كل ما علي هو تسليم الاوراق والتصوير فقط. انتهيت من كل هذا وكان معي مدير السجل -ليس صديقي وانما اسديت له جميلا من قبل- فقلت له قم بأدخال هذه الفتاة الآن من فضلك فقال لي انها معك قلت له انها تعمل بالمكتب المجاور لي ومعاد عملها معاده اقترب فقال "احضرها لي وانت خارج" شكرته واتجهت نحو الباب لكن وانا بجوارها وقفت بجانبها " يا انسه مدير السجل بينادي علي حضرتك" فشكرتني وقامت مسرعه اتجاهه. خرجت من السجل بتجاه السيارة وانا اسرح في الفتاه فانها جميله ذو ملامح ووجه جذاب يسحر العين نحوه. فانها شدتني اليها من النظره الاولي فإنها عزباء فعلمت هذا لانها حينما نادتني وقمت بالنظر اليها ثم الرقم التي كانت ممسكه به رأيت في الورق التي بيدها انها وضعت علامة علي المربع الخاص بكلمة 'آنسة'.
فانتهزت الفرصه لطلب ما طلبته من مدير السجل حتي يكون معاد تسليم البطاقات الجديده واحد فيمكنني رؤيتها من جديد.انتظرت حتي اليوم الموعود فذهبت في الصباح الباكر وانا مملوء نشاط وحماس لرؤيتها مجددا فدخلت وجلست عيني علي باب السجل منتظر ان تأتي فرقرت عيني وهي تدخل من الباب متجهه نحو الشباك الخاص بالتسليم واذ عينها تقع نحوي فغيرت إتجاها واتجهت نحوي فنهض من مكاني مبتسماً فوقفت امامي وقالت "مش عارفة اشكر حضرتك ازاي علي الي عملته معايا " بادلتها بالرد والإبتسامة كما هي "لا شكر علي واجب حضرتك مشكوره انك نبهتيني دوري" تبادلنا الابتسامات وقلت في قلق "ممكن اعزمك علي حاجه في الكافيه الي في اخر الشارع اتمني اني متكسفنيش" ان اعلم ما هذه الابتسامة انها مكسوفه يا الله علي جمالها وسحر ابتسامتها ونظارتها فقالت في خجل "معنديش مانع" اتعلم بساط الريح الذي كان يركبه علاءالدين كنت اشعر اني اجلس عليه واطير في السماء من السعادة. استلمت البطاقة وذهبت مسرعا الي الكافية لاختيار المكان المناسب وجلست منتظرها حتي اتت فكنت سعيدا بداخلي ابادلها الابتسامات وهي تبتسم ووجهها يشدت احمرار من الخجل فتعرفنا علي بعض وتحدثنا كثيرا واتفقنا متي سنتقابل مجددا وغادرت هي المكان وتركتني وانا شارد الذهن افكر في ما حدث اليوم يا الله انه توفيقك لمقابلتها فانا اشعر بانها سوف تكون ما كنت ابحث عنه منذ فتره وانا افكر ما حدث اليوم اتي الي رساله كان نصها كالتالي "بكره هيكون علي اليخت بتاعه الساعه ٩ بليل". بداخلي اعلم انه ليس وقته فانا في حالة سعادة لم أشعر بها من قبل لكن هذا يهون في مقابل تطهير الارض من هذه الذئاب البشريه.
هدفي القادم هو 'فيراث الطماني' وغد من لبنان هذا الحقير هو اكبر تاجر مخدرات في الوطن العربي بل انه يصدر لبعض الدول الأوروبية هذا الوغد اكتسح كل الاوغاد امثاله من هذه التجاره فكان يبيع المخدرات بكافة أنواعها وعنده كل جديد بسعر باخس جعل المخدرات موجودة بيد كل شاب وشابه وجعل الوصول اليها سهل. حال الشباب و الشبات محذن بسبب هذا الشيطان فاكثير من شباب وبنات وطننا العربي يسرقون آبائهم ويرتكبون الجرائم من اجل شراء هذه المخدرات الا من رحم ربي وهو يظهر أمام الناس انه صاحب ومدير اكبر شركات صناعة الملابس يا لك من ماكر فانا بعون الله سوف اجعلك تتمني الموت علي يدي.
في اليوم الثاني جلست في غرفة مجاوره لغرفته بالفندق الذي يقيم به اتجسس عليه واراقبه وعلمت انه سوف يبيع كمية من المخدرات لتاجر مصري فاسرعت انا ومن معي وأخذنا يخت وذهبنا الي المياه لمقابلة تلك الشخص بعد ان ارسلت له رساله من حساب فيراث اخبره ان المعاد اصبح ٦ بدل من ٩ لدوافع امنية فقال انه سوف يأتي في المعاد وكنت انا وبعد رجالي في انتظاره حتي اتي فلم يكن معه رجال وسلاح كما يبدو في الافلام العربيه انما هما اثنين فقط غيره وعندما قمنا بتثبيتهم كانوا مسالمين جدا لم اري بحياتي حقير جبان كهاذا. قمنا بربطهم ووضعهما في اليخت التي اتينها به وانتقلنا الي اليخت الخاص به وكلفت احد بالذهاب بتلك اليخت الي الشرطة لتسليمهم ووقفت منتظرا ان يأتي الوغد الاكبر فيراث حتي اتي الليل ورأيته من بعيد يأتي وكان معه الكثير من الحراسة انتابني للحظه شعور بالخوف ان ألقي حتمي هنا قبل ان انال منه لكن تشجعت وانا اري بذهني منظر الاب والام المساكين والأطباء يكتفون ابنهم ويأخذونه الي المصحه ليتعافي من المخدرات ذلك المشهد جعل قدمي في قمت ثباتها وقلبي يشعل كالجمر فعزمت علي استكمالها حتي اقترب علينا فيراث فقال من منكم فلان فقامت رجالي برفع اسلحتهم وتثبيت كل من معهم فرجاله تم تسليمهم الي الشرطة اما هو فقمت بتخديره واخذته الي مخزن باحدي الاحياء الشعبية حيث هنا ناس تريد لو تعلم من الذي اعطي اولادهم السم فعندما افاق من غشيته كنت جالس امامه فصرخ كثير حتي التهبت احباله الصوتية فقلت له "اهدأ انا لم اقتلك ان سوف اجعلك تتمني الموت" اخذ يسبني ويسألني من انا فاجبته"انا ما الا مجرد وسيلة تطهير الارض من امثالك يا حقير" فعرض علي كل شيء يمكن ان يغري اي احد مكاني لكن لم اهتز لعروضه فوقفت وذهبت الي باب المخذن وفتحته لاجد احتشاد هائل من الناس امام الباب وقفت وانا اخطب فيهم قائل "اغلبكم هنا يعلم ان بلادنا اصبحت مملوءة بالمخدرات والسم وكل واحد منكم له شخص يتعاطي ذلك فبالدخل هذا المخذن -مشاورا بيدي اتجاهه- من اعطي اولادكم السم و المخدرات وكان سبب في ادمان اولادكم او موتهم فهذا هو الوغد افعلوا به ما شئتم" وتركتهم وانا اري منهم من يتسابق ليصل له اولا وصوته وهو يصرخ يشق الليل لكن كان ذلك الصوت يطربني فصوته ليس استغاثة وانما بالنسبة لي هو صوت إرجاع الحق لأصحابه.

ليس كما يبدو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن