استيقظت من نومي بعد ثباتا عميقاً في النوم و اخذ جسدي القسط الكافي من الراحه وهادئ عقلي من التفكير وصفي نفسه من اي مشاغل و إمحاؤه لكافة ملفات الليله الماضيه وقفت بجانب ماكينة اعداد القهوة وانا احضر لنفسي كوب من القهوة السادة التي اتمتع بها عندما تكون برازيلية بها قليل من السكر . سمعت صوت خلفي يقول
"تم القبض علي اثنين من دكاترة الجراحه التي يعملون بمستشفى نيوتنهام للسيد فيكتور تراكميلو وهما علي احد الطرق الصحراوية بحوزتهم جثة فيكتور تراكميلو وهي مجرده من بعض الاعضاء وكانوا يدفنون جثته في ذلك الطريق والان يتحدث زميلي من قلب الحدث"
المراسل "صباح غير ليس به معالم التفاؤل حيث ان الرجل الخير الذي يقيم المستشفيات والملاجئ للمتشردين واللاجئين ينتهي به الأمر الي تحويله لقطع غيار -استأصل أعضاؤه- ودفنه بطريق لا يمر به الي من يتنقل بسيارته" المذيعه "وكيف علمت الشرطة بهذه الجريمة البشعه؟"
المراسل " جاء الي الشرطي اتصال هاتفي من إحدى التليفونات الموضوعه في الطرقات - تليفون ميناتل- من شخص مجهول يقول ان هناك جريمة ستكون موجوده علي الطريق الصحراوي في منتصف الليل وجاري التحقيق مع القتله"انا اجلس علي الأريكة في إحدى الفنادق وارفع يدي اليمني لأحتسي بعض القهوة من الفنجان المزخرف بنقوش تبدو للوهلة الأولى انها اعطباتيه بينما بعد ان تمعن النظر في هذه النقوش تري ان هذه النقوش والزخرفة بالحروف العربية وهذا النقش تحديدا يرجع إلى العصر الفاطمي حيث براعة الاسلام وتطوير الأناشيد الإسلامية و المأكولات الشعبيه اللذيذه فأخذ الغرب النقوش الإسلامية و وضعوها علي اجسادهم العاريه فإذا اخذت قسط من المشي في الطرقات الأمريكية و التقيت بفتاه وشمت نفسها بهذه النقوش فأعلم انها ليست مسلمه او انها تعرف الذي خلقها واعطاها هذا الجمال فإنها مجرد فتاة ليل.
ظلت أحتسي القهوة وانا اغير محطات التلفاز باحثا عن قنوات الاخبار حتي اعلم ما طرق في القضية من تجديدات فانا اعلم ان القضيه ستنتهي بإعدام هؤلاء الأطباء لانهم متلبسون بحوزتهم الجثه .
اعلم ان ذهنك شرد منك وتقول من اين اتي هؤلاء واين الذين اقتصوا الاعضاء من الوغد صاحب المستشفي.
سوف اجيبك عن كل هذا ولكن اعلم ان لا احد يطلع علي وجهي تمام مثلك فانت حتي الان لا تعرف اسمي ولا وجهي الحقيقي ولا اي شئ ولم اخبرك فقمت بالاتفاق معك منذ البداية فكن علي الاتفاق.الدكتوران الذين قاموا بفتك جثة تراكميلو وهو حي يلوح بين ايديهم هما من كانوا يفعلون نفس الامر بِرُمَّتِهِ علي الأبرياء . فقمت باختراق كاميرات المراقبة الموجوده في المستشفي فكان الوغد تراكميلو يضع كاميرات في غرفة التشريح السريه المخصصة لهذه التجاره الشيطانيه حتي يصور الدكاتره وهما يقومون بالمطلوب منهم وكان هذا بمثابة ضمان لتراكميلو حتي لا يبلغوا عنه او يهربوا ويتركوا .
فقمت بأخذ التسجيلات وتهديد الدكاتره الاوغاد باني سوف ابلغ عنهم و افضاحهم ووعدهم بان بعد ان يتخلصوا من الوغد الذين يعملون لصالحه سوف احذف التسجيلات واعطائهم الحريه.السؤال الذي يدور في رأسك فلماذا اعطيت هؤلاء الاوغاد الوعد وانت تعلم حقا انك لم يكن لك ان تنفذه ؟ اجابتي لك ان لا وعد مع وغد (م ه)
فأردت هؤلاء الاطباء علي وجه التحديد والقيام بذالك مع الحقير تراكميلو لاري فزعته وهو يري ان السلاح التي كان بحوزته مصوب باتجاهه و سيقتل كما قتل .
لا تسبني يا عزيزي اعلم انك تريد ان تسألني سؤالين
الاول عن هذا المكر والدهاء كله وكيف افعل ذلك ولكن اريد انا ان اوجه اليك سؤال هل انت فرح ام حزن من ما حدث لهؤلاء الاوغاد؟
اما الثاني فهل انت من قمت بعملية الاختراق ؟
نعم انا ، انا من فعل هذا قد لا تهمك حياتي ولكن سوف احكي لك علي الرغم من اتفاقي معك منذ البداية ولكن هذا السؤال يأخذك لقصة بِرُمَّتِهِ.فاين انت الان لا تفعل اي شيء افرغ نفسك لي واستمع جيدا و احضر المشروب المعتاد الخاص بك وركز معي.
كانت امي من خيرة النساء التي خلقها الله لتكون ام فنعم انها ام لي توفي ابي وهو في الطريق عائد من عمله الي المنزل فقام احد الطأشون الذين يتسابق مع الزمن بسيرته علي الطرقات لا يهتم من يموت ومن يعيش فقام بصدام ابي بسيارته فارتدضم ابي بالأرض مفارقا للحياة تاركة زوجة صالحة وهي علي مقاربة ايام وتضع مولودها -انا- الاول . اتيت الي الحياة يتيما بلا اب عاشت امي تصارع الحياة وصعوباتها من اجل تربيتي فعملت في احدي شركات الاتصالات لانها كانت من المحترفين في فنون الشبكات وتصميمها وتأمينها الخ. فاعجبت صاحب العمل فتقدم لها وتزوجته وانا ابن العشر سنين كان العبئ علي امي زاد ؛فحرصت علي تربيتي وتعليمي بمستوى كافً فادخلتني مدرسة لغات وكنا نسكن باحدي احياء القاهرة التي يتمني اي مصري ان يسكن بها . فلم يكن بها إستكمالها لذلك العبئ وحدها فقبلت من زواجها من الرجل الذي وعد ان يكون لي اب وان يكون لها زوج صالح فأظهر هذا في بداية الزواج بعد ذلك بدا الوجه الثاني له وظهر كم هو وغد حقا فكان يعاملني مثل الخدامين فجردني من تعليمي وانا بالإعداديه ولم يعطي لي مصروفا ومنعي من الخروج والفسح في العطلة الدراسيه وكان يكثر من ضربي دون حدوث شيء وكان يفعل ذلك معا امي فكانت لا تقبل علي النوم بعد البكاء المطيري واخذ المسكنات و وضع الفولتارين لتخفيف الالام التي كانت تعاني منها فهذا الحقير كان ثري حقا لكن مختل عقليا افعاله ليست مبرره نضجت وانا اري هذا الوغد يعاملنا كأنه فرعون ونحن حشيته فأقبلت علي فكرة الانتقام منه .
اخذت سنين اتعلم البرمجه وامن المعلومات واختبار الاختراقات متأثراً ببعض الاعمال مثل Mr robot وغيره.
أتقنت هذه المهارات وانا ابن الثامن عشر لا يوجد برأسي شئ سوي عودتي من العمل وتعلم المزيد حتي اكتسبت الثقة اللازمة للدخول الي هذا العالم المملوء بالمخاطر لكن مشهد امي وهي تضع الفولتارين باكيه جعلني اتخذ قرار الانتقام مما جعلني اقوم بختراق البنك الذي كان يضع به نقوده وقمت بتصفير الحساب لصالح حسابات مجهولة كلها لي . ذاع الخبر في الدولة باكملها وفزعت الشرطة لهذا العمل فتدخلوا في دائرة المؤامرات الخارجية و..و..و هذه تلك الشماعه التي يعلقون عليها فشلهم حينما يفشلوا حتي وانا ممسكا بالقلم اكتب لك هذه السطور التي تقرءها الان لا يعلم احد ان من فعل ذلك هو صبي في سن المراهقه من أجل الانتقام من زوج أمه .فنجحت في هذا.
كنت اجلس بغرفتي استمعت الي صوت مرتفع ممزوج بالعنف فهو ذلك الوغد يسب ويلعن أمي وعندما اشتد الامر قام بصفعها علي خدها فبدأت امي بالبكاء وانا اراقبها من الفتحة الموجودة في باب غرفتي المغلقه تدور برأسي سنريوهات ومشاهد كثيره هل اخرج واتشاجر معه،هل اسحب السكينة واذبحة مثل طالبة المنصوره ،هل استأجر له بلطجيا يقوم بتخليصنا منه.لكن اتي الله بحقي وانا انظر الي ذلك الوغد في غرفتي فأتي اليه مكالمة هاتفية تخبره بأنه رصيده بالبنك صفر فوقع علي الارض بعد سماع الخبر بسكته قلبية وخلصنا ملك الموت من ذلك الحقير فعشت انا وامي من جديد في حياة مستقرة تذهب لإدارة الشركات وانا اجلس في غرفتي اذاكر ما اخذته في المدرسة واكمل تعلمي واتقاني للمهارات التي منحتني حريتي من جديد.
أنت تقرأ
ليس كما يبدو
عشوائياوضح الاشياء ان تكون ظاهرة للجميع من كل جوانبها لكن امنح لنفسك وقت للتمعن بالشيء حتي لا تنخدع