الفصل الرابع: تعارف

15 1 0
                                    

خرجت من حجرتي اقوم بفرق عيني مع القليل من التثاؤب واذ بأمي جالسه علي السفره تحتسي القهوه فرأتني وقالت
-مش عوايدك يعني اي الي مصحيك بدري كدا.
ارتبكت لوهله فانا كمثل اي شاب في مقبل عمره يحب الكسل ويصاحب الفراش لا يفارقه الا للضرورة القصوى وانا اليوم استيقظت مبكرا فهذا امر ليس اعتيادي فقمت بالرد وانا علي حالة من الارتباك
= صباح الخير يا ماما اي الي مصحيكي بدري كدا.
نظرت لي امي نظرة تفحص وبنظرة تبدو انها تعلم شئ عن استيقظي مبكرا وقالت
-استهبال مش بحب انت عارف ان دا معاد شغلي انت بقي مين الي مخليك عامل زي العسكري الي في الجيش كدا دا انت عمرك ما صحيت بدري غير بالضرب.
ضحكت وجلست بجانبها وانا التقت بسكويت من الطبق الذي كان امامها وانا اقول
=والله يا حجه الواحد لازم يحترم نفسه شويه ويصحي بدري تعرفي ان دا مفيد جدا للصحه!!
امي في نظره تعجبيه تقول لي
- اي يا واد الحكمة الي نزلت عليك دي.
=دعواتك يا ست الكل في مشوار النهارده .
-مين بقي ست الحسن الي مصحياك من النجمه.
=قصة طويله احكيلك عليها بعدين انتي مش عندي شغل قومي يلا علي شغلك (في اطار الدعابة).
-تصدق انا كدا هتاخر بليل تحكيلي كل حاجه.
=حاضر يا امي خلي بالك من نفسك.
ودعت امي وذهبت هي الي عملها فرأيت جريدة اخبار اليوم موضوعه علي السفره فأمي اعتادت ان تقرأ الاخبار في الصباح وانا من حين الي اخر احاول حل الكلمات المتقاطعة لكن افشل دائما،فعندما رأيت الجريده كان امامي خبر : مقتل رجل الاعمال الشهير فيراث الطماني في إحدى الاحياء الشعبية بالقاهرة ووجدت الشرطة جثة المجني عليه في إحدى المخازن بالحي وهو مربوط بعمود خرساني وتم جلده حتي الموت والشرطة في محاولة ايجاد من الجاني.
العداله تتحق ولكن خارج اسوار المحكمه التي تحاول تنفيذ العدالة وفي هذا الزمن لا يحدث فتحولت ساحة المحكمة في عصرنا الحالي الي سباق بين محامي الجاني ومحامي المجني عليه ومن ينتصر يكسب شهره عمل اكثر ودور المحققين اصبح قضاء ساعات العمل دون ان يتبعوا اساليب مجرمون العصر الحالي فالجرائم تحدث والمحقق يبحث دون جدوي وفي نهاية الشهر يأخذ مرتبه ويضيع حق المجني عليه  لتأييد القضية ضد مجهول. الكل في سباق علي اغراض الدنيا اما انا في سباق مع نفسي لتحقيق العدالة لاشك انك الان تريد مني فعل المزيد في هؤلاء الاوغاد فانا هنا لأجعلك تشاهد هذا بنفسك.قمت بتنزيه نفسي لأكون في ابهي صوره وخرجت و أذني تسمع نبضات قلبي المملوء بالارتباك في محاولة اخفاء كل هذا حتي اكون منتبه في هذه المقابلة دخلت الكافيه وجلست منتظرا فاننا اتفقنا ان نتقابل قبل معاد عملها وانا ذهبت مبكراً عن المعاد حتي لا تفوتني هذه الفرصه.دخلت الكافيه وقع نظري عليها فأنها كالزهره المتفتحة في ارض بها زهر يور وانا من دخلي احاول ان اهدأ من نفسي حتي اتت وجلست امامي ودار الحوار بيننا فقالت
-صباح الخير
=صباح النور اخبارك اي.
-الحمدلله كويسه انت اي اخبارك
واستكملنا الحديث في مبادلة التعارف ولكن كانت صاعقه خطفتني عندما وصلنا في الحديث الي
-سيبكي مني انا بقي كلميني بقي عن نفسك شويه
=انا ياسيدي بدرسة في كلية اداب قسم انجليزي وبشتغل في شركة ICFEM لان دي تبقي بتاعت بابا . . .
وكانت هذه الجمله تحديدا هي الصاعقة الذي خطفت سمعي لان انا اعرف هذه الشركه جيدا انها شركة خالد بلال ولما هذه الصدفه بالتحديد فهذا من ضمن الاوغاد الذي انتظر الموعد المناسب لأنسج خيوطي وانقض عليه مثل العنكبوت فالان انا اعجبت ببنت احدي الاوغاد فهل اتركه ام استكمل مسيرتي.

ليس كما يبدو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن