بقايا مأوىً أهلكهُ عدوان ..

0 0 0
                                    

أي حِسٍ إنسانِيٍ تمتلكون يا أنتم ؟! تستغلون أرواحاً جاؤوا ركضاً لمساعدتكم ، وبفعلتكم تضغطون زِر الفسادِ بأيديكم القذرة لتُحلق أرواحُكم في السماء و تُرمى في القاع ، إذن .. ما الذنبُ الذي إِقترفهُ صبيٌ كان يبِيعُ الشاي للحصول على بعضِ المال ؟ و مالذنبُ الذي جَعل بائِع المَلابِس يُصاب ؟ ما ذنبُ أولئِك الشُبان اليافعين ؟ و ما ذنبُ الوطنِ لينزُف كُل هذهِ الدماء ! بأيِ ذنبٍ قُتِلوا ؛و بأيِ حقٍ قتلتموهم! فليُصبكم غَضبَ الباري لحرقكُم لِضُعفاءِ السلامِ ، في يومٍ لا يحدثُ إلا مرةً كُل قرن أمطرت السماءُ دَماً في نعيمٍ دُنيوي يحلُم بِه كُل قاصدٍ زَوّار ؛ فهل أصبحت الدِماءُ رخيصةً لِتُمطر بِها السماء ! و هل أصبحت أرواحُ الُفقراء لُعبةً بين أيدي آثم مُعتادٍ على سفكِ الدماء ، صمتٌ طويلٌ يعقِبهُ إنفجار؛ سُلبت أرواحٌ كما سُلبت أجساد ، فهل الفُقدانُ سهلٌ لقلوبٍ وُضعت بجسد إنسانٍ لا يلقي بالاً لنحيبِ أُمنيةٍ تائِهةٍ في السماء ؟ ..

عارٌ و العارُ قليلٌ بحقِ هؤلاء ، إبادةٌ ستكون حداً يوقِفُ هذا العناء و الإبادةُ شبهُ مستحيلة في عالمٍ يمتلكُ جرماً سُرمدي بلونٍ قانٍ كم مِن روحٍ أُزهقت في ساحة رزقٍ لا معركة ، سلامٌ على أراوحكم الطاهِرة المُبادرة و بِئساً لأولئِك الظلمة الفَجَرة ، رايةُ الظُلم تُرفع مُجدداً و الوطن ينزِفُ مرة أخرى ؛ فمتى يحرق الكره و الظلم و يحل السلام ؟ومتى تغرب الشمس بدون أن تمطر سائلا يهابه الأحباب ؟ تنسى البشرية بعد أن تطوى في أرواح غدارة فاجرة ، تغرب الإنسانية بقلب إنس لم يذق طعم صباح ملأ خيرا ، يخمد الحريق و يعاد بناء المكان ، ماذا عن الأرواح ؟ تدمع العين فماذا عن القلب ؟ نحن الغرباء جرحنا ؛ فمالذي يداوي جرح القرباء ، جرحان إثنان لا واحد ، كأن يضرب إعصار موطنك و تفقد من بجانبك ، جرح فقدان عزيز و جرح وطنك ، غرق فتقدموا جميعا لمساعدته فحسبهم للقاع ، يتناسون حزنا ليأتي لهم الآخر بعجل كهبوب آخر نسيم شتاء عليل

عمل الكاتبة: يوكي

حِبْرٌ أَجَنٌّ يُلَامِسُ الْأَفْئِدَةَWhere stories live. Discover now