-01-

2.2K 101 44
                                    

TEXAS 6:00 AM


اسْتيْقظتُ مُبَكرا اليوْم على غَيْر عَادَتِي ...

بِفَضل اَلمُنبه اسْتطَعْتُ النُّهوض مِن الفرَاش ، لَكِن ألم فِي رَأسِي ينْهشني بِشدَّة ، مُنْذ ذَلِك اليوْم وَأنَا على هَذِه اَلْحال ...

لَم يُفارقْني هذَا الألم البتَّة ...

بل بات يَزْداد يوْمًا بَعْد يَوْم ، كُلمَا تَذكرَت تَارِيخ ذَاك اليوْم يَرتَسِم ذلك المشْهد أَمامِي ، ذَاك المشْهد ...
حَطمنِي تمامًا .

خَيبَة أمل لَم تَكُن بِالْحسْبان ...

أبدًا حَصلَت ومع أَكثَر شَخْص حِسْبته الأفْضل على الإطْلاق ، الشَّخْص اَلذِي شاركَتْه كُلُّ صغيرَتي وكبيرتي ...

وَكَّل أَيَّام فَرحِي وَحزنِي وَألَمِي ، كُنْت أَجدُه مُخْتلِفًا أَجْل مُخْتلِفًا ، لَكِن ذَلِك اليوْم خُلِقَ لِيثْبتَ لِي العكْس .

وهَا أنَا اليوْم بَعْد جَمْع آخر مَا تَبقَّى مِن شُتَاتِ نَفسِي سأدعه يَتَذوَّق اَلقلِيل مِن اَلجحِيم اَلذِي ذُقتُه لِمَا بَقِي مِن حَياتِه .

نَظرَت إِلى النَّافذة وَإِذ بِسيَّارته تَتَلاشَى عن الأنْظار مُتجهَة إِلى مَكَان عَملِه وَهذِه فَرصتِي لِإشْعَال حَرْب اِنْتقامي والْفرار هربًا .

نَظرَت إِلى سَاعَتِي وَإِذ بِهَا تُشير إِلى السَّادسة والرُّبْع ، علي أن أَبدَأ بِخطَّتي قَبْل فِنَاء الوقْتِ ، أَسرَعت فِي النُّهوض وقبْل كُلِّ شَيْء قُمْت بِعَكس ماكنتْ أَقُوم بِه كُل يَوْم ، بَدأَت بِبعْثَرة مُلاءَات اَلسرِير جيِّدًا لَسْت مُعتادَة على شَكلِه هَكذَا لَكنِّي مُجبَرَة على تَقبلِه بِهَذا الشَّكْل مُؤَقتا ، بَعْد ذَلِك بَدأَت بِتخْرِيب وَتكسِير ماأسْتطعتْ تكْسيره مِن أَثَاث وأغْرَاض غُرفَتَي ...

قليلا حَتَّى بدتْ كَساحَة مَعْرَكة اِنتهَت بِالْفَشل توًّا ، بَعْد اِنْتهائي مِن غُرفَة النَّوْم أخيرًا خَرجَت مِنهَا واتَّجَهتْ إِلى غُرفَة اَلجُلوس هَامَّة بِإجْرَاء مُكَالمَة مع شَخْص يُشكِّل دوْرًا كبيرًا وهامًّا فِي خُطَّتي ...

إِنَّها جَارَتِي ' مُولي غَليِك ' ، بَعْد خَمْس دَقائِق بِالضَّبْط جَاءَت تِلْك الخرْقاء الحامل مُولي إِلى مَنزلِي ، وَمُنذ أن خطتْ عَتبَة مَنزلِي وَهِي تَتَحدَّث عن عائلتهَا اَلغبِية المماثلة لَهَا ...

هل الغبَاء يُشكِّل جُزْءًا هامًّا فِي سُلَالَة غَليِك ؟ أَعتَقد هذَا تَرَكتهَا تُثرْثِر فِي الصَّالة وهممْتُ مُسْرِعة لِإعْدَاد القهْوة فِي المطْبخ ، وقبْل تَقدِيم اَلكُوب وَضعَت اَلقلِيل مِن "TAMSULOSIN"
لَن أُخْبرَكم عن سِرِّ هَذِه المادَّة ...

رَدَّة فِعْل تِلْك الخرْقاء ستشْرح لَكُم كُلِّ شَيْء ، خِفْتُ مِن أَخْذ المادَّة كدليل يَفشَل خُطَّتي ...

لِذَلك قُمْت بِإتْلافهَا جيِّدًا وَرَميهَا بعيدًا اِتجهَت إِلى الصَّالة وَبيَدِي كُوب القهْوة، قدَّمتْه لَهَا وبدأتْ بِاحتسائه رُوَيْدا ، مَا هِي إِلَّا دَقائِق ...

ثَوَان ...

ثَلاثَة ...

اِثْنَان ...

وَاحِد ...

صَوْت أَشبَه بِانْفجار نَووِي دَوى تَكساس بِأكْملهَا ، أُرَاهِن بِأنَّ الصَّوْتَ وصل لِأهالي الولايات المجاورة ، عليّ أن اِطمأَن على حال حَمامِي قَبْل فَوَات اَلْأَوان .

" بَعْد مُرُور سَاعَة "

ذَهبَت تِلْك الحمْقاء أخيرًا إِلى مَنزلِها وتركتْ خلفهَا ماكرْهه العالم بِأكْمَله وماعشقته أنَا ...

أَجْل إِنَّها عَيّنَة مِن بوْلهَا ، بَعْد أن اِنْتهَيْتُ مِن جَمْع العيِّنة وَسَكبهَا فِي عُلبَة جَمْع البوْل المخصَّصة ، وَقُمت بِوضْعِهَا على رفِّ المطبخ حَتَّى تَبدُو وَاضِحة لِلْمحقِّقين القادمين ، تَبقَّى لِي أَمرَين فقط لِيَقع ذاك الفاسق فِي شرِّ خُطَّتي لِلْأبد .

اِتجهَت إِلى غُرفَة اَلجُلوس مَرَّة ثَانِية وَقُمت بِنَفس الشَّيْء اَلذِي قُمْت بِه فِي غُرفَتَي بَعْد مُرُور نِصف سَاعَة فقط أَصبَح مَنزلِي مُجرَّد كَومَة حُطَام لَاأكَثر ولَا أقل.....

FOLLOW...

Thanks For Reading

 THE GONE GIRL || الفَتاة الهَارِبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن