وها هو اليوم الموعود، يوم زفاف ياسمين، يوم لحياة جديدة لها وتحمُّل مسؤولية فوق مسؤولية والدها...ستتزوج مِن مَن أحبت مُنذُ نعومة أظافرها.. ستكون بجانب والدها...ستكون بجانب خطيبها أو "زوجها" كما سيبقي بعض قليل، وبين حبها الأول "والدها".
ذهبت ياسمين وبسمة وبعض من أصدقائها لمركز التجميل ليتزيَّنوا ويتجهَّزوا بِه، كانت ياسمين متوترة للغاية، كانت تخشي الابتعاد عن والدها كثيرًا....كيف هو الآن؟!هل تناول إفطاره؟! هل تناول دواءه؟...هل يُفكر بها كما هي تُفكر به دائمًا..؟! شعرت برغبة مُلحة في أن تراه...تراه فقط دقيقة....ثانية...تسمع اسم "ياسمينتي" من شفتيه، تريد هذا بقوة....تشعر بإنقباض قلبها...تشعر بتألم قلبها...من المفترض أن أي فتاة مكانها ستشعر بالسعادة، لكنها لم تشعر بهذا، لم تشعر بها أبدًا...أين السعادة...هي فقط تريد رؤية والدها....
وتمر الساعات كالدهر وتصل الساعة التي من المفترض أن يأتي فيها العريس لأخذ عروسه من مركز التجميل لقاعة الأفراح، كان أقل ما يُقال عن ياسمين أنَّها جميلة، كانت بفستانها الذي يشبه أميرات القصص الخيالية ووشاحها الذي زدادها جمالًا ورقة...ومساحيق التجميل التي كانت رقيقة وبسيطة بشكل غير مُفرط فيه، كما كان يقول لها أبيها دائمًا :
_"كوني أنتِ يا ياسمين ..أنتِ جميلة بروحك قبل شكلك الذي هو جميل بالفعل ".
وهُنا وصل رحيم لمركز التجميل...كان يرتدي حُلَّته السوداء المُنمَّقة بعناية..و هندمة خُصلات شعره السوداء تكاد تصل لمؤخرة عُنقه..وبيده باقة من ورود الياسمين..منتظرًا مجيئها بابتسامة رائعة .
أردفت ياسمين بتوتر:
="بابا...بابا فين يا رحيم ؟"
شعر رحيم ببرودة تسري بجسده، على الرغم من أنَّهم في فصل الصيف.
أردف رحيم بتوتر وارتباك:
_"عمي...عمي" علي"....ااا...هو...."
لم يستطع أن يُتابع كلماته بسبب مقاطعتها له مردفة بدموع:
="بابا ماله يا رحيم؟".
أردف رحيم مرتبكًا:
_"عمي "علي" راح المستشفي يا ياسمين جاله نوبة سكر"
ماذا ...ماذا به أبي؟!...ماذا حدث به؟!...كنت أريد أن أراه فقط ولكن الآن أريد أن أعلم ما به أبي؟...ما بِكَ يا أبي؟!....اترجاك أن لا تتركني في هذه الحياة وحدي يا أبي....لا أستطيع أن أعيش بدونك يا أبي..
أردفت ياسمين بنبرة صوت مبحوحة من شدة الدموع التي انهمرت على وجنتيها وسبَّبت في تلطيخ وجهها بسبب مساحيق التجميل :
="بابا عايزة أشوفه....عايزة أشوف بابا".
__________________________وصلت ياسمين إلى المستشفي التي يوجد بها والدها، واستعلمت عن غرفته واقتحمتها سريعًا، فرأت والدها نائمًا ومعلقًا له الكثير من الأجهزة والمحاليل المُغذية.
أنت تقرأ
قنوات التلفاز
Short Storyتلك هي الحياة التي بها لُعْبات مختلفة، تُسعِدك...وحينها تُريد أن تتابع اللهو وتَسعَد أكثر، أم ستشعر بالدَّوارٍ وترفض أن تتابع تكملة هذه اللعبة التي خذلتكَ، مثل أبطال قصصنا. تدقيق لُغوي/ندى الجندي.(العشر الفصول الأولىٰ فقط)❤️ _جميع الحقوق محفوظة للكا...