ضَحِيَّة ولكن! 2

776 52 13
                                    

أردفت بتوترٍ وارتباكٍ:

="مُعتز.."

جلست سريعًا من مُجرد سماع اسمه لطالما كانت تنفر وجوده في حياة صديقتها، أردفت بتوترٍ:

_"ما لَهُ"

="طلب مِنِّي صورة بشعري و..و..وهدوم البيت!"

جحظت عيْناها، ثُمَّ أردفت ودموعها التي خانتها:

_"مابعتيش صح، قولي لي أنَّكِ مابعتيش.."

وهُنا كان الإنهيار الاعظم وهي تذرف الدموع بخِيبة أمل مما أرسلت لهُ، أردفت ببكاء:

="بيهددني يا أروحله البيت يا إمَّا هنزل صوري على النت"

صاحت ليلى وهي تصفع وجهها بيْديها:

_"حطيتِ راس اخواتك في الأرض، ليه يا سارة ليه ليه، أنا قولتلك قولتلك"

قالت كلماتها وهي تَضُمَّها داخل أحضانها وهي تبكي بحسرةٍ على مستقبل شقيقتها الذي سيذهب دون أن تشعر ولا يعود بمُجرد ضغطة زِر على ملف الصور توجيهًا لتطبيق أحمق و وجهة إتصال وقحة، قَدْ انتهى كل شيء.

="أعمل إيه، مديني يومين بس أقرر فيهم"

أردفت ليلىٰ بسُخريةٍ:

="إيه عايزة تروحي لهُ البيت؟"

نظرت إليْها بعيْنيها الذابلة المُتورمة تترجاها أن تقول أي كلمة تُخفف عنْها أو أي شئ يطمئنها أن كل شئ على ما يرام، هَمَّت للحديث مُجددًا ليقطعها ولوج إياد دون سابق إنذار الغرفة بوجهٍ يكسوه الغضب وتشنج معالم وجهه.
اقترب منها وفي أقل من ثانية كان يبرحها ركلات وصفعات مُمسكًا شعراتها وهو يُسبها، كانت تبكي ألمًا ووجعًا على حالة أخيها لطالما كانت مُدللته طوال هذه السنوات، كان سندها وحُبها وسرِّها، تبكي على هذه الحالة الذي تعرض إليْها بسببها، بينما ليلىٰ ركضت سريعًا لتقف حاجز بينهم وتأخذ هي الصفعات بدلًا منها، صاحت بغضب لإياد:

="إياد خلاص، خلاص بقى يا إياد هتموت"

صاح وهو يُتابع ضرباته:

_"تموت ولا تغور في ستين داهية، أنا خلاص مش عايز أشوف وش الزفتة دي تاني"

قال كلماته، ثُمَّ بصق على وجهها وصفه الباب خلفه تاركًا المنزل بأكمله، بينما سارة عند سماع كلمات ركضت سريعًا جهة المرحاض أغلقت الباب خلفها وجسدها يرتجف وشفتيها التي تسيل منها الخيط الرفيع الأحمر، تناولت ذلك الأداة الحادة "الموس" أغلقت عيْناها وصدحت نداءات ليلىٰ أن تخرج من هنا، كان كل هذا لا يعريها هَمَّا إلا وهي وقعت أرضًا وبجانبها ذلك الخيط الرفيع يسيل وليلىٰ تطرق على الباب بقوةٍ حتىٰ لمحت الدم يُسيل خارج الباب، لَمْ تعلم كم ثانية أو دقيقة مرُّوا، ركضت سريعًا على الأدراج وهي تهتف باسم إياد بعزمِ قوتها وهي تبكي، اضطرب جسده لسماع حبيبته تلك النبرة المؤذية، صعد سريعًا وهو يسألها بعيْنيه "ماذا حدث؟"

قنوات التلفازحيث تعيش القصص. اكتشف الآن