Part 1

55 7 14
                                    

كانت اخر لحضات سيعيشها سايلاس في احدى ليالي الشتاء في شهر فبراير.....

     كان يسير مع ستيڤن بعد تلبية دعوة العشاء من احد اصدقائهم الذي كان كبيرا في السن نوعا ما وكان يعرف بحكمته وتجاربه في الحياة... وكان صامتا على غير عادته.

    سأله الٱخر بفضول عن ما يشغل باله, وكان رد ستيڤن غريبا لحد ما حيث اجاب:
  ااا...كنت أفكر في أكثر رجلين غريبين عن باقي جميع الرجال انا وانت حيث اننا ابعد ما يكونان عن الاحساس بالسعادة.

‏  كان وجه الغرابة في كل هذا ان الرجلين متناقضين، فقد كان ستيڤن راعي كنيسة في احد القرى الصغيرة.. بينما سايلاس مليونير معروف يملك واحدة من اكبر الشركات المختصة في منتجات التجميل...

  قال ستيڤن:
  ‏_الغريب اني اعتقد انك المليونير الوحيد الذي يشعر بالقناعة.
  ‏لزم سايلاس السكوت برهة ثم اردف قائلا:

  ‏_كنت بائع صحف كئيبا يتخلل الحزن كل ثواني, دقائق, ساعات, ايام, شهور واعوام حياتي.
_اتعلم ماذا تمنيت  ؟
_تمنيت ما انعم به الٱن المال والراحة لا النفوذ والقوة....كانت كل امنيتي اللتي عزمت على تحقيقها ان اقضي ما تبقى من حياتي في رخاء وهناء وراحة... وانا اتفق معك على ان كل هذا المال الذي املكه لا اشتري اي شيئ اريده.

اضهر الضوء الساطع المنبعث من مصباح الشارع الذي علقت بجانبه احد الكمرات الفارق الواضح بينهما، سايلاس بسترته المبطنة بالفراء وستيڤن بنحول جسده..

ثم تابع سايلاس كلامه قائلا: ماذا عنك !؟

إبتسم الٱخر ليردف بهدوء:
_ انا اعيش وسط الفقر والحاجة والجوع ... انضر ها قد وصلنا لمفترق الطريق، سوف اتركك هنا.

  تابع سايلاس المشي وحده, وكان سعيدا لانه ترك السيارة وفضل المشي في هذه الليلة, وفي ذلك الطريق الغابوي المؤدي لمزله كان الهواء باردا والجو شتويا ,لكن تلك السترة المبطنة بالفراء بعثت الدفئ في جسده...
  ‏
  ‏بدأت تتلاشى اصوات خطواته في الضلمة التي تتسللها بعض الاضواء الخافتة .... فجأة بدأ يشعر ان احدهم يلاحقه واصوات خطوات متالية لاصوات خطواته، وقد كان متؤكدا من شعوره...

ومازاد حيرته ان ذلك الطريق الغابوي يؤدي فقط الى منزله فهو يحب ان يعيش منعزلا عن البقية.

قرر بعد دقائق معدودة ان يلتفت لكن قبل هذا اغلق قبضته على سلاحه الذي اعتاد ان يحمله معه استدار بسرعة، لكن المفاجأة ....كانت انه البني ادم الوحيد في ذلك الطريق ليردف بهمس:

_كيف يمكن أن يحصل هذاا...فور ان نطق كلماته المتتالية صعق صعقة ليست عادية بل شعر بشيئ يخترق ضعره ولم يكن شيئا عاديا بل حاااد ودون ان ينطق بحرف واحد وبدون سابق انذار بدأ يسمع صوت ليس بعادي صوت طنعات وكان ذلك متوازيا مع صوت تأوهاته المتألمة....

اثناء ذلك علم ان نهايته حانت سقط على ركبتيه مقاوما الموت وعندما علم ان الامر زاد عن حده استسلم وشرع يتذكر امام عينه شريطا تضمن افضل لقطات حياته .

وفجأة انغلقت عيناه واختفى الرعب الذي كان يسري في جسده......

✨WhirlpoolThe death___دوامة الهلاك✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن