Part 2

30 5 6
                                    

وفجأة انغلقت عيناه وسكن الرعب الذي كان يسري في جسده... فلم يعد العالم المادي يقيد حركته... لقد تحرر من قيود العالم صعدت روحه الى السمات لتلبية صوت كان يغطي على كل الأصوات....ورغم ذلك لا يكاد يسمعه...

_وفي ذلك الطريق المضلم الذي اعتاد ان يسلكه انتهت حياته......

تلى ذلك السكون المرعب صوت غريب... خطوات.. كبيرة... كأنها لعملاق من القصص التي كنا نقرأها في طفولاتنا... خطوات تبتعد ببطئ شديد شيئا فشيئا كالبطئ الذي سكنت فيه روح سايلاس تماما الفرق الوحيد ان روحه ابتعدت لعالم مختلف لكن هذه الخطوات الوحشية لاتزال تجول في عالمنا .... لا احد يعلم الى اين تتجه ربما نحو ضحية اخرى من يدري....

_سكن الليل و بدأ يحل محل القمر الذي ارتحل شمس اكثر اضائة واشراقا لكن... ربمى لا تحمل في طياتها كل تلك الاسرار الذي يحملها سكون الليل واضائة القمر...

في الصباح الباكر على نفس الطريق الذي ربما لو رأيته لانصدمت فكيف لذلك المسلك المرعب والساكن الذي شهد مقتل سايلاس ان يتحول صباحا الى طريق تزينه الاشجار الشاهقة الخضراء وترقص فيه الفراشات على اصوات زقزقة رقيقة....

لربما حقا ضوء الشمس استطاع ان يغير صورة الطريق الا انه غير قادر على تغيير القدر...

كان رفيق ...ذلك العامل المتواضع..يتجه إلى منزل سايلاس يقود سيارته التي صرفها في محله البارحة وامره بان يحضرها صباحا......على غير عادته كان يقود ببطئ شديد مستمتعا بذلك المنضر الخلاب بعيدا عن ضجيج العالم .... لتلمح عيناه شيئا غريبا نزل ليمسح على عيونه بقوة لربما قد خيل له هذا بسبب السهر ليفتحها ببطئ ... وقد كانت امنيته الوحيدة في تلك اللحظة ان يكون مارآه مجرد هلوسة ايلا ان المنضر لايزال مرتسما امام عينيه كرر الأمر ثانيا وثالثا ولايزال المنضر كما وجده....

تلك الجثة..انها جثة سايلاس .... ذلك الرجل الذي عرف بين اصحابه ببرودته وعدم اهتمامه

احس العامل المتواضع لاول مرة ان قدميه عاجزة عن حمله لا يستطيع تحريكها لا يمينا ولا شمالا ... وكأنها اخرجت جذورا واخترقت بها باطن الأرض..

مر ما يقارب العشر دقائق والعامل رفيق لا يزال مصدوما الى ان رن هاتفه حاول الرد .... بدون جدوى اعضائه لا تزال عالقة لم يستطع بل تركه يرن الى ان انقطع الصوت

وبعد مدة من محاولته للتغلب على الرعب الذي احتل كل انش في جسده استطاع اخيرا ان يتقدم نحو الجثة تأكد انها اصبحت جسدا بلا روح....ليتشجع ويتصل بالشرطة .

وكأي اجرائات متخدة في كل الجرائم تم استكشاف مصرح الجريمة وجمع كل الدلائل واختيار المحققة التي ستتكلف بالقضية.....

أنابيلا ذات العيون السوادء والواسعة صاحبة الماضي القاسي والتفكير القياسي...

كانت هذه الأخيرة نائمة في منزلها الى ان اخترق اذنها المنبه الذي كان بجانبها اوقفته بعد ان استيقظت لتحدق لبرهة في سقف غرفتها... وبعد مدة استقامة لتجهز نفسها وتتجه لغرفة كانت ملاصقة لغرفتها تجول الغرفة بعينيها بحثا عن شيئ ما.. او بالأحرى شخص .

ارتسمت ملامح القلق على وجهها لتنزل الدرج بخطوات سريعة وقفت في منتصف المنزل وهي تجوله بعينيها الى ان لاحضت ذلك العجوز القابع بعيدا في الحديقة على كرسيه الخشبي يحمل كتابه بين يديه...

لتعود الابتسامة وتحتل مكانها في وجه بطلتنا وتكمل سيرها مع ابتسامتها التي اتسعت بعد ان لمحت ذلك الأخر يبتسم ويهو يقلب صفحات كتابه او بالأحرى استوديو ذكرياتهم كما يسميه هو...

اقتربت اكثر الى ان جلست على الكرسي الموجود بجانبه لتردف برقة :
_صباح الخير جدي

_صباح الخير بنيتي

_مالذي تفعله مازلت تحب ان تشاهد صورهم كل صباح

_اغلق الكتاب الذي كان يحتوي على صور مختلفة ليردف كنا سنكون سعداء اكثر لو كانو معنا

_انه القدر يجدي لا يمكن لأحد تغييره... مهلا انت لم تخبرني يوما كيف كانت امي

_تشبهك في كل التفاصيل حتى الحروف اللتي تخرجينها
من ثغرك وطريقة نطقك لها......

✨WhirlpoolThe death___دوامة الهلاك✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن