«الفصل الثانى»

466 31 3
                                    

"الفصل الثانى"

_ديه رايحه فين ديه؟

قالها رمَّاح بتعجب وهو ينظر إلى تلك التي غادرت من الخيمة في هذا الوقت المتأخر ولحظها انه لم يكن قد سقط في النوم بعد .. اعتدل في رقدته ونظر إلى سراب الذي يجاوره في النوم على الأرض بخارج الخيمة بعدما قد اتفقوا على ان ينام الفتاتان بداخل الخيمة وهما بالخارج وقد لقى ذلك علي استحسان من نيَّار علي وجه الخصوص لأنها كانت تحمل هم المعيشة في تلك الصحراء ...

نهض رمَّاح من فوق الارض وهو يتأوه بوجع واضعًا يده اسفل ظهره ثم تحرك خلف تلك التي خرجت خلسة من خلفهم .. اخذ يسير خلفها بهدوء حتي وجدها تقترب من تلك العين التي اكتشف سابقًا انها مصدر المياه في تلك الصحراء وهي ما تمدَّهما بالمياه لكل ما يحتاجوه .. جلست علي الرمال امام العين وهي  تطلع إليها بشرود وقد كان القمر لم يكتمل بعد في طور النمو "هلالًا" ...

نظر لها متعجبًا من انها قد اتت إلي هُنا في هذا الوقت .. اقترب منها بخطوات بطيئة قبل ان يصدر صوتًا ضعيفًا حتي لا تتفاجئ من وجوده .. رفعت نظرها إليه باستغراب من وجوده قبل ان تتحدث مستفهمة :

_انت بتعمل هنا ايه؟

_والله انا اللي عايز اسألك السؤال ده.

قالها بهدوء قبل ان يجلس بجوارها ارضًا وقد كانت الصحراء شديدة الظلمة إلا من ذلك الضوء الخافت التي كان يصدره المشعل الذي كانت تحمله معها .. رفعت احد حاجبيها وهي تجيبه بنبرة تهكمية :

_ليه ؟ انت بتراقبني ولا حاجه؟

_والله يا برق انتي بردو تخلي الواحد يخاف ويحط عينه في وسط راسه.

قالها بصراحة وهو ينظر إليها مما جعلها تتحول من حالة الهدوء التي كانت تنعم بها إلى حالة  من الغضب قبل ان تحيد ببصرها عنه وهي تجيبه بنبرة معتاظه :

_متخافش لو عوزت اقتلك هبقي اقتلك وانت صاحي.

وضع يده اعلي رقبته بتلقائية بفزع فهو لا يستبعد هذا الفعل عنها .. لاحظت تلك الحركة منه مما جعلها تضحك بسخرية علي خوفه منها بتلك الطريقة ولم تتحدث .. ابتلع ما في جوفه بقلق وهو يتحدث بمراوغة :

_طب هقوم انا بقي ونبقي نتكلم وقت تاني.

_يكون احسن لو متكلمناش

قالتها بجفاف مما جعله يجلس مجددًا وهو يتحدث ببرود اعلي منها :

_يبقي اقعد بقي .

نظرت له بضيق قبل ان ترفع بصرها إلى السماء وقد ارتسمت علي ثغرها بسمة هادئة وهي تشاهد الهلال وتلك النجوم المنتشرة بعشوائية مما جعل المشهد بالنسبة إليها غاية بالروعة .. نظر لها بهدوء وهو يراقب اندماجها مع ذلك الهدوء وقد تفاجئ بتلك البسمة التي ارتسمت علي ثغرها مما جعله دون ان يشعر يبتسم .. لاحظ تلك الشامة الصغيرة اسفل حاجبها لا يعلم أهي واضحة بتلك الدرجه أم انه من تعمق بالتطلع إلى وجهها لـ يكتشف تلك الشامة  ...
شعرت بأنها مراقبة مما جعلها تلتف بصورة سريعة إليه وقد ضبطته يتطلع إلى وجهها مما جعلها تشعر ببعض الخجل وقد اختفت تلك البسمة من فوق ثغرها .. تحدث هو بصورة مفاجئة :

 صحراء الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن