«الفصل الرابع»

390 27 0
                                    

"الفصل الرابع"


_هتفضلي  قاعده كده يا بريق.

قالها وهو يقترب منها لـ يجلس بجوارها علي الارض امام تلك العين التي قد اتخذتها رفيقًا لها في الايام الماضية ونيسة لوحدتها .. قد كانت العين تعكس ضوء القمر علي سطحها وقد اكتمل القمر لـ يصبح "بدرًا" فكان انعكاسه علي سطح مياه العين مميزًا .. تحدثت بريق بنبرة متألمة حينما شعرت بانتظار اخيها لـ ردها:

_هو احنا كان لازم نقولهم علي طريق خروجهم من هنا يا سراب؟

_اه يا بريق لان مكانهم مش هنا مكانهم هناك في البيئة اللي متعودين عليها.

قالها سراب بهدوء مصطنع لـ يهدئ من لوعة شقيقته وهو ينظر لها لـ تنظر له بريق وقد التمعت حدقتيها بالدمع وهي تشرد بشخص واحد فقط :

_بس انا مفتقداهم يا سراب .

_يعني انتي مش مفتقده رمَّاح بس؟

قالها بنبرة  ماكرة وهو ينظر إليها بتدقيق مما جعلها تجيبه بذات النبرة :

_على اساس ان انت مش مشتاق لـ نيَّار؟

نظر لها مطولًا قبل ان يتنهد بقلة حيلة فهو لا يستطيع ان ينكر هذا ولكنه ليس بيده  .. اعاد نظره إلي العين امامه وهو يجيبها بنبرة شعرت بحزنه بها :

_الاشتياق مش كل حاجه .. احنا اختارنا حياتنا هنا وهما كمان من حقهم يختاروا وهما اختاروا يا بريق وده اصلًا كان اتفقنا من الاول مينفعش نتفاجئ دلوقتي .. ادينا اهو رجعنا انا وانتي لوحدنا زي ما كنا عايزين ومتعودين.

_ياريتهم ماظهروا في حياتنا يا سراب كنا افضل من غيرهم.

قالتها بنقم وحقد عليهما قبل ان تضع رأسها اعلي كتف اخيها لـ يبعد ذراعه وهو يضع رأسها أعلي صدره محاوطًا جسدها بذراعه وهو يتحدث باقناع لذاته قبلها :

_هننسي يا بريق هننسي.

ابتسمت ساخرة علي جملته التي تعلم بداخلها انها ليست حقيقة ابدًا فهي إن كانت تشتاق إلى رمَّاح فهو يشتاق إلى تلك التي قد تركت  ندبتها بقلب اخيها بقسوة  .. لازالت إلى تلك اللحظة تفكر لِمَ تركت اخيها من اجل رمَّاح لقد رأت حبها لأخيها داخل حدقتيها إذًا لِمَ .. ما الذي يربط بينهما لـ تتخلي  عن كل شيء لأجله! أيمكن أن يصتنع أحد الحب بتلك الطريقة؟ بالتأكيد لا ولكن لِمَ قد حطمت فؤاد اخيها بتلك الطريقة؟؟هي لا تهتم لـ نفسها فهي معتادة صدقًا ولكنها تتألم لأجله هو فقط!

رفعت رأسها بعيدًا عن صدره لـ ينظر لها متعجبًا قبل ان تردف باعتذار نادم :

_اسفه اني سبب وجعك ده .. انت  متستحقش كده ابدًا.

_ياعبيطه انتي  ملكيش دعوه .. لو حد غلطان فهيبقي احنا الاثنين مش انتي لوحدك اننا سمحنا ليهم يقعدوا ومشيناهم من الاول بجحه سخيفه انا لحد الان مش مصدق اننا عملنها بالغباء ده .. بس عادي يعني هو احنا اول مره يتضحك علينا احنا تخصص يابت.

 صحراء الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن