«الفصل الثالث»

387 26 0
                                    

"الفصل الثالث"

سقط الإناء من يد بريق ارضًا مما جعلهم ينتبهوا الي وجودها .. كانت نظراتها متعلقة بـ رمَّاح الذي رمقها بنظرة خاطفة قبل ان يبعد نظره عنها .. اقتربت منهم كثيرًا حتي وقفت امامه وهي تردف بقلق وعدم فهم :

_فيه ايه؟ ايه اللي حصل؟

_مفيش حاجه .. احنا هنرجع لـ مدينتنا بقي.

قالها رمَّاح بهدوء دون ان ينظر إليها فتحدثت هي باصرار اكبر :

_ايوه ليه؟ ايه اللي جاب القرار المفاجئ ده فجأة؟

_لا هو مش قرار مفاجئ ده اللي كان المفروض هيحصل اصلًا معرفش انتوا ليه شايفينه انه قرار مفاجئ.

قالها بعدم تصديق لـ ردة افعالهم لـ تجيبه هي بعناد :

_والله اي حاجه بتتاخد من غير نقاش يبقي قرار مفاجئ .. هو ايه اللي حصل؟ انت كنت بتدور علي نيَّار وبعدين لقيتك بتزعق وبتقول انكم هترجعوا .. ايه اللي حصل ؟

نظرت لها نيَّار وهي تبكي قبل ان تتحدث بدفاع عن نفسها وعن سراب الذي قد اتهمه رمَّاح للتو :

_انا اتخانقت مع رمَّاح وسيبته ومشيت وساعتها سراب لحقني لان انتي عارفه اننا بعد ما بنصحي بنقفل الخيمة وانا مبشوفش كويس خصوصا في الصحرا .. وهو رجعني هنا لاني فعلا كنت بعدت ولم رجعت جه شوية هوا بتراب ودخلوا في عيني وسراب كان بيحاول يساعدنى بس رمَّاح جيه في الوقت ده وفكر فينا غلط.

نظرت له بريق بصدمة من تفكيره فهي تصدق نيَّار لانها تعلم اخيها جيدًا .. تحدثت بعدم تصديق :

_انت بجد فكرت في كده؟

_امال انتي عايزاني افكر ازاي؟ اروح اجبلهم شوية مياه كمان.

تحدث بحده وهو يطالعها فـ تحدث سراب اخيرًا بنبرة مرتفعه :

_خلصنا يا رمَّاح .. انت خلاص حكمت الحكم وصدقته بطل تقول كلام يعصب .. نيَّار انتي عايزه تمشي؟

_نعم ! انت بتسألها؟

قالها بعدم استيعاب ساخر فـ تجاهله سراب وهو  يدقق النظر بـ نيَّار واعاد سؤالها :

_عايزه تمشي يا نيَّار؟

راقبت نيَّار نظرات الجميع المعلقة بها وقد شعرت بأن بيدها الرد الوحيد علي تلك القضية .. نظرت إلى سراب بحزن قبل ان ترمق رمَّاح بخزلان منه واجابت بصدق وصوت منخفض:

_مش هعرف افضل من غير رمَّاح.

كانت اجابتها هي القاضية بالنسبة إليهم جميعًا .. ابتسم رمَّاح علي ردها فهو كان يشعر بالتخوف من قرارها لانه لا يريد ابتعادها عنه ابدًا .. نظر إليها سراب بخزلان فهو كان يتمني لو رفضت لكان اعترض علي رحيلها ولم يخبرهم بالطريق ولكنها لم تفعل فـ نظر ارضًا بصمت .. نظرت بريق إلى رمَّاح وهي تتابع تلك البسمة التي ارتسمت من رد الاخرى مما جعلها تبتسم بألم فهي كانت تعتقد انهما ليس الا اصدقاء مقربين ولكن يبدو انه العكس ...

 صحراء الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن