ضحية الهوس Victim Of Obsession

_5_

خرجت ايمي رفقة الغربين من مطار وهران ..

جين: بقي شيء واحد فقط ... أن تجدي لنا فندق جيد هنا ..

كوك : و تطلبي لنا الأكل أنا جائع ..

جين : أصمت أنت لا أريد سماع صوتك ..

كوك : من أجلك تكلمت أعلم أنك جائع و ربما سكرك انخفض .. لونك شاحب ..

التفتت ايمي إليه .. و فعلا كان لونه شاحب و يظهر عليه التعب .. و لا تظن أنه من انخفاض السكر لأنهما قبل ساعة تقريبا شربا عصيرا ..

ايمي: لا أظن أنه انخفاض في السكر ... و اقتربت لتلمس جبهة جين بكف يدها .. و فعلا كان دافئا أكثر من اللازم .. لتردف: كما توقعت .. إنها حمى .. نمت بالطائرة المكيفة بالتبريد بعد تبديلك لملابسك الشتوية بأخرى صيفية .. علينا أولا الذهاب للفندق قبل أن يتعرف عليكم أحد.. ثم نطلب طبيبا ..

كوك : والأكل ؟

ايمي: لا تقلق لن أجوعك سيد جونكوك ما دمت تعتبر ضيفي .. لكن عليكما أن ترتديا هتان القبعتان و الأقنعة .. مصيبة إذا تعرف عليكما أحد ما ..

.

**********

.

دخل الثلاثة إلى ذاك الجناح بالفندق الذي أقل ما يقال عنه فاخر ..

جين بصوت كاد لا يسمع نتيجة تعبه : حسنا أظن أنه يمكنك أن تشرحي لنا كيف نحن هنا بدون أن ندفع أي شيء .. و بدون أن يطلب منا أحد بطاقات هوياتنا ..

إيمان و هي تجر حقيبتها إلى الداخل : أدخلا أولا كي نضمن أن لا يراكم أحد ثم سأشرح كل شيء..

دخل كوك ثم جين بعده ليغلق باب الجناح .. ثم يتبع إيمان إلى صالون الجناح و يستلقي على الأريكة التي كانت تتوسطها ..

كوك : هيونغ هل أنت بخير ؟

جين : بخير.. لا أشعر بأي شيء .. لا تقلق و ابتعد من فوق رأسي .. أريد النوم ..

سمعا جرس الجناح يدق و بابه يفتح لا شك أن إيمان هي التي فتحته ..

لتدخل إلى الصالة و معها رجل أسمر البشرة طويل القامة ذو لحية خفيفة و يحمل حقيبة ..

ايمي : إنه طبيب الفندق ..

لتتحدث بعدها معه بلغة لم يفهماها لا جين ولا كوك ..

بعدما فحصه الطبيب علق له محلول ووصف له بعض الأدوية و رحل لتغلق الباب خلفه و ترجع إليهما تجر عربة الأكل التي سبق و طلبته ..

.

*********

.

ايمي: كيف تشعر الآن سيد سوكجين ؟

ضيق عيناه ينظر إليها : سيد ؟! كوك أرأيت امرأة تنادي زوجها بسيد ؟ ..

كوك : حتى أنا الذي ربما بمثل عمرها تناديني سيد ...

.

نظرت إليهما ببعض التوتر الذي جاهدت على إخفائه لكنها حتما كانت فاشلة : رجلان من أكبر الايدول المعجبة بهم .. نجوم الكايبوب وحتى العالم .. يريدان أن أنطق اسميهما بدون علامة احترام.. حقا لم أعد أستوعب ما الذي يجري حولي ...

كوك : تعرفت على هيونغ إذا عليك أن تتعودي ..

جين : حسنا أخبرنا الآن لمن هذا الجناح ؟

ايمي: إنه جناح خالي الخاص .. الفندق بكامله من أملاك جدي .. كنت أود أن أستضيفكم بمنزل العائلة لكن يوجد به من المراهقين ما يكفي كي يقلبوا علينا وهران بكاملها بخبر وجودكما هنا...

همهم جين بتفهم لينطق مجددا : إذن كيف سأتعرف على عائلتك كي نتزوج ؟

جحظت عيناها و كأنها أول مرة تسمع بمسألة الزواج ليس و كأن أمر قدومه إلى هنا بسبب ذلك ..

.

ايمي : سيد سوكجين أظن أنك تسرعت .. مسألة الزواج ليست بهذه السهولة ..ألا تستوعب أنك تريد ربط حياتك بفتاة فقط لتسمع صوتها تغني ؟ أحياتك فارغة كي تملأها بتفاهة مثل هذه ؟

.

كوك : ما الذي تقصدينه بفارغة ؟ كأنك لا تعرفين هيونغ .. حياته مليئة بنا و ايضا هناك عائلته..

التفت جين يغمض عينه بوهن إثر المحلول الذي يسري في دمه..

جين: كوك أتركنا لوحدنا ..

.

زم شفتيه بعدم رضا و حمل علب الطعام الخاص به ثم تركهم بمفردهم ..

.

جين : اسمعيني ايمي .. ربما لا تصدقيني لكن حياتي فعلا فارغة .. شهرتي .. أصدقائي.. عائلتي .. ليسوا قريبين مني إلى تلك الدرجة .. لذا منذ مدة أفكر أن أكون عائلة .. و من نظرتي الأولى لك رأيت فيك الشريكة التي أريد معها أن أبني عائلتي الصغيرة .. حسنا ربما السبب تافه بالنسبة لك .. و لكن بغض النظر عن أي شيء أنت فتاة جميلة لطيفة .. ذكية .. و الباقي سأتعرف عليه لاحقا ..

.

انتظر كثيرا ردها لكن طال الأمر .. سرحت إيمان بعيدا بعد سماعها هذه الكلمات ..

عادت إلى الواقع على صوت فرقعة أصابع جين أمام وجهها ..

جين: أين شردت ايمي ..

.

ايمي : أفهم من كلامك أنك لا تريد أن تتزوج بي لتسمع صوتي و بعدها تتركني ؟

.

أغمض عينيه مجددا ليتنهد ..

.

جين : لن أتركك .. لو كنت أنوي ذلك هل كنت لأترك حياتي و ألحق بك إلى هنا فقط لأحصل عليك ..

.

كان عقلها هو المسيطر ..الآن ذاك العقل اختفى.. حل محله نبضات كادت تصم آذانها ..

ويح لقلب ذاب لبضع كلمات ربما ليست حقيقة حتى..

تأملت وجهه الهادئ بعدما استسلمت عيناه للنوم .. تنفسه المنتظم بشرته المتعرقة خصلاته القصيرة الناعمة و ملامحه الساكنة .. كومت يديها تضعها على قلبها لتخاطب نفسها : صارت اللعبة حقيقة بشكل مخيف .. صرت بطلة لرواية نسجها خيالي ..