الفصل 5

134 15 2
                                    

لا تتذكر مافكرت به في ذلك اليوم . عندما سقط المطر وضرب النافذه في مثل هذا الحزن الهادئ . انت لا تتذكر تماما ما كنت تعتقده

لقد تذكرت كيف ان المنزل _ عاده ما يمتلئ بالفرح واللعب _ بقى صامتا . هواء بارد هامد يلف حول رأسك

تذكرت كيف اعتدت ان تجد في مثل هذا المرح في الاشياء الضئيله ، مثل صنع لعبه من خيالك الطفولي

لكن ليس في ذلك اليوم . في ذلك اليوم ، كنت ساكنا ، ومثل هطول المطر على الشوارع الخاليه ، كانت تتساقط دموعك دون أي صوت

استنشقت ، مسحت الرطوبة على وجهك . كل الاطفال بكوا ، اليس كذلك؟ لم يكن شيئا جديدا . سواء كان الامر بفقدان لعبه مفضله او التنمر غير المنطقي اثناء اللعب ، فان الاطفال يبكون دائما

لكن هل كان كل طفل يبكي لمعرفه انه لم يكون له اي شيء غريب ؟ هل يتذمرون وهم يعلمون انهم لن يلحقوا باصدقائهم ابدا ؟

بهز رأسك ، قمت بدفع المقعد الخشبي الطويل الى اسفل بجوار النافذه . تمشي الى الباب ، صدى خفيف من الضحك العميق يخترق الشقوق الرقيقه

لم تتذكر ما فكرت به في ذلك اليوم . لكنك تذكرت اصوات قدميك على الأرضية الخشبيه

نقر المقبض ، وحدقت ملامح والدتك في وجهك الملطخ بالدموع

كنت تتوقع منها ان تبتسم . كانت تبتسم دائما . لكنها لم تفعل وبدلا من ذلك طلبت منك الحضور

القيت نظره خاطفه داخل الغرفه . السواد يملئ المكان . كل شيء ..... ماعدا الشاشه المتوهجه على الكمبيوتر وصوره اول مايت عليها

" انظري الى هذا يا امي ...؟" قال ايزوكو " هناك دائما ابتسامه على وجهه ، مهما ساءت الامور "

لقد شدت كم والدتك . التي اخذت يدك الصغيره بيدها

" حتى عندما تبدوا الأمور مستحيله ، فإنه لا يستسلم ابدا " استدار الكرسي الى الوراء ، وكشف عن دموع ايزوكو . شدت امك قبضتها ووضعت يدا على فمها

" هل تعتقد " القى بصره نحوك " يمكننا ان نصبح ابطالا ايضا ...؟"

دفعتك والدتك الى الامام ، وكانت حركتها بطيئه في البدايه قبل ان تشدك ان وايزوكو في عناق

" اسفه جدا ....!" بكت وهي تضغط على ذراعيك " اتمنى لو كانت الامور مختلفة "

وعندما اتسعت عيناك من الصدمه ، شعرت اخيرا انك ادركت كل شيء

نعم ، لقد تذكرت ما كنت تعتقده ذلك اليوم

لأنه كان اليوم الذي ادركت فيه ان لا احد سيؤمن بك . لا احد غير انفسكم

قامت والدتك بسحب نفسها منكم ، وخرجت من الغرفه دون قول شيء

لم يكن هناك اطمئنان ولا تشجيع . لم تؤمن بك او بايزوكو. فقط طفلان محطمان دون ميزات . لم تستطع الوفاء بهذا الوعد ، لانها كانت تخشى الا يتحقق . لكن ليس انت

أكاذيب مُتعبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن