دائمًا ما تنتهي حوادث السيارات بنهايات مأساوية..كانت تلك الفكرة التي تراودني أثناء مشاهدة نشرة الأخبار على التلفاز، بينما صرح المذيع بأحداث الحادث الشنيع لعائلة فقدت الكثير من أفرادها إثر ذلك الحادث.
كان زوجي يعد الشاي في المطبخ، وعندما عاد وضع كوباً أمامي كان قد أعده من أجلي.
ابتسمت له بامتنان وقلت: "شكراً لك يا عزيزي".
أجابني: "لا تشكريني يا هياء، فأنا أحب إعداده من أجلك".
كانت تلك إجابته المعتادة، لكنها تثلج صدري في كل مرة، فاتسعت ابتسامتي أكثر.
قال معيداً انتباهه للتلفاز: "ما الجديد؟"
ارتشفت الشاي وقد عاد الاكتئاب لي مما يقوله المذيع، ثم أجبته: "حادث مأساوي، توفيت الزوجة واثنتان من بناتها، أما الاخيرة ففي العناية المركزة والزوج في غرفة العمليات".
تنهد وقال: "يالطيف الطف بحالهم" ثم استطرد سريعاً "متى ستتوجهين لعملك غداً؟"
لا أعلم كيف لا يتأثر بهذه الأخبار، هل هو طبع كل الرجال؟ ام هو زوجي وحده؟ التفت ونظرت له بتعجب، نظر لي بعدم فهم منتظراً إجابتي فقلت أخيراً:
"كالمعتاد، السابعة صباحاً".
جلسنا في صمت نتابع النشرة بينما تحدث المذيع عن حادث مشابه حدث قبل فترة قصيرة لعائلة تعرضت لنهاية مأساوية أخرى، كنت أتذكر جميع تفاصيل ذلك الحادث دون تذكير من أحد، فقد توفي جميع من كان بالسيارة بطرق مؤلمة، فمنهم من انتهى به الأمر خارج السيارة ومنهم تكسرت عظامهم حتى الموت، أما من أثاروا حزن الجميع هن من نجوا من الصدمة الأولية لكنهم علقوا داخل السيارة بينما احترقت معهم.
أتذكر عددهم وصلة قرابة التي كانت تربطهم، أتذكر كم عدد الشهور التي مضت منذ ذلك الحادث، وأتذكر تاريخ اليوم كذلك، ومع هذا استمعت باهتمام للمذيع وهو يعيد تلك الحادثة لأذهان المشاهدين.
وبعد انتهاءه نهضت من مكاني وقلت اثناء توجهي للفراش: "سأتجهز للنوم".
قال: "تصبحين على خير".
أنت تقرأ
أين هي وجهتك؟
Cerita Pendekأين هي وجهتك؟ إلى أين أنت ذاهب؟ هل ترى الطريق؟ لم أنت خائف؟ هل تعلم ما هي نهايته؟ هل كنت تعلم طوال ذلك الوقت؟ ألم أخبرك؟