Je

479 20 6
                                    


"لا أعلم ما عساي أكون أنا، ربما أكون فوهة سوداء لا معنى لها، او ربما أكون فقط طفلة ضائعة في عالم مظلم لا تعرف شئ عنه"

أنا.... 
لا أعلم حقا من أكون انا، لكن ما أعلمه حاليا انني لست في عالمي الصحيح، بعض وريقات كنت أخط عليها معاناتي اليومية وسط كل ما أشعر به، وريقات لطختها بمشاعري المستهترة حينئد، مراهقة فظيعة كنت أعيشها، والدان غير مسئولاين وشجارات يومية أنتهت بأنفصال وتشتت اطفال في المنتصف، هكذا يحدث في هذا المجتمع الرث ولا فائدة من التحدث عن ما يحدث به أكثر فأنا رأيت في حياتي ما يكفي

بعد الأنفصال قررت أنا الأبتعاد لأخر البلاد عنهما، جعلاني كحطام سفينة غارق في جوف البحر ولم يبالي احداً منهم بي يوما، توقفت شفتاي عن الضحك منذ سنوات طويلة رغم فقط كوني لازلت أبلغ من العمر ثلاث و عشرون ربيعا

أستقمت بجسدي الضئيل المجرد من القماش بتهالك، قذفت باقي سيجارتي أرضا ادعس على باقيها دون ذرة ألم وملامحي لم تتحرك، فتحت خزانة ملابسي اخرج فستان حريري نبيذي اللون رفقة ملابسي الداخلية الداكنة أرتديهم ببطئ أنظر لجدران غرفتي ببرود

تسائلتم كيف يشعر أنسان فاقد لمشاعره يوما؟، سأجيبكم أنا عن هذا، الفراغ وفقط، كانوا جميع من حولي سبب هذا، عائلتي وأصدقائي الذي كنت أشعر أنهم فقط يتغذون على ألمي ويتلذذون للغاية به

ألتقط معطفي الفحمي من العليقة بجانب الباب أرتدي حذائي ذو الكعب العالي أسود اللون، خرجت وفورا لفحتني برودة الجو السقيع، أرتجف بدني خفة أضم ذاتي كما لم يفعل أحدهم لي يوما

أخرجت سيجارة أخرى أجعلها تعانق شفتاي، أدمنت التدخين كونه يجعلني أشعر بسكينة في روحي لا متناهية، أشعلتها لأضع القداحة في جيبي بينما أفرك يداي امدني بقليل من الدفئ، أحب كثيرا الخروج فجراً ورغم كون الساعة لم تتعدى العاشرة مساءاً إلا انني خرجت كون أحد البشر المزعجين أنتقل للمنزل الذي يجاورني ويحدثون ضجة جعلت من مزاجي متعكراّ

مررت أمام المنزل دون أن ارفع نظري إليه، عيناي شديدة السواد ستبتلع أي بشري يتجرأ وينظر لي، أكرههم بشدة، طالما من صغري كنت جميلة وبريئة، لكن هذا العالم لا يترك ما هو برئ يدوم للأبد

جسد اصتدم بي جعلني أترنح في طريقي إلا أنني فقط رفعت يدي لأنني ليس لي رغبة برؤية أي بشري، أبتعدت أكمل سيري وفقط بينما ازفر دخان السجارة من أنفي، البشر لا يحتملون حقا، خصلاتي السوداء الممزوجة بالنبيذي التصقت بوجهي عندما هب هواء عليل جعلت من سخطي يزيد

-لا أعلم حقا ما نهاية هذه المهزلة

خرجت كلماتي شديدة الانزعاج من ثغري لأشد من سيجارتي بقوة شديدة أعبر عن غضبي، اشعر كما أن الكون بأكمله يتحالف ضدي، تحسست جيبي وللتو لاحظت أنني نسيت مالي وهاتفي فتأففت بضجر انظر للشارع الطويل الذي سلكته، سأعود كل هذا!!

كُوكَاين||Cocaine Where stories live. Discover now