Il est

131 13 2
                                    


"قدمت كل ما أملك لأجلِهم، إلا أنني لم أكُن كافياً يوماً، لذا عاقبتهم برحيلي، لعلهم يتوقفون عن طمعِهم"

#Варли Уэлсон

في عيادتي المتواضعة كنت أجلس على مكتبي بثبات، أطالع أحد مرضاي بصمت تام ووجه بارد بينما يسرد لي ما يفعله والده معه، قال أنه أغلق عليه غرفته لمدة تزيد عن الثلاث أشهر دون طعام بمنتهى الجحود لأنه أكثر في تناول الطعام ونام يشعر بشبع مطلق، وبمنتهى الضعف شهق باكياً أمامي، رفع عيناه ونظر إليِ فأرتجف كياني عندما رأيتني في عيناه صغيرة، عندما كنت في العاشرة من عمري وجعل أمي تطهي طعام بعد أنقطاع الطعام الشهي عن منزلنا لأشهر، أكلت حتى ألمتني معدتي ونمت مبتسمة، إلا ان الصباح التالي لم يكن جيداً أبدا

حبسني والدي في غرفتي فوق الخمس شهور دون طعام عقاباً لي على افراطي في الأكل بهذا الشكل، رأيتني في عيناه وأنا أصرخ من ألم معدتي لشدة جوعي، رأيتني وأنا اقبل قدماه وانا ابنة العشر سنوات ليعطف علي بقطعة خبز تسد جوعي المميت، رأيتني وانا اضرب بحزامه ذو الجلد الغليض يترك أثاراً على جسدي الهزيل وأتقئ دماً لفراغ معدتي، أستقمت من على كرسيي أتجه للفتى أمامي وعانقته بشدة أمسح على ظهره

-أشعر بكَ يا صغير، اتأسف لكَ عن العالم أجمع

قبلت جبهته أنظر لعيناه الحمراء الباكية، رق قلبي لذاك الوديع وكم وددت وضعه داخل ضلوعي، رغم انني اظهر قاسية إلا انني لدى الصغار كهؤلاء اصير أرق عليهم من ذرات الهواء، أبعدته عن حضني برفق لأنظر له أبتسم بحنو، ذكرني بنفسي وكم جعل قلبي يعتصر ألماً بسببه

-هل أكلت؟

نفى لي فعانقته مجدداً أمسح على ظهره عندما أمسك معدته يظهر معالم الألم على وجهه الصغير، أبتعدت مجدداً عنه ووخذني قلبي بشدة فأقتربت من مكتبي أضغط على زر فوقه اتحدث

-هيونا أحضري لي وجبة دجاج مقلي من المطعم في الشارع الذي يلينا واعتذري لباقي المرضى لليوم

أبعدت يدي عن سطحه عندما اتتني كلماتها الموافقة، عدت ادراجي بجانبه وأبتسمت بصدق له منذ فترة طويلة، اصعب حالة واقربهم لقلبي مرت علي لليوم، أنه مجرد فتى في التاسع من عمره، لديه أب حقير اود قتله بشدة وجعل هيكله هذا أسفل التراب

-إذا تشان يا روحي أنت، نذهب لمدينة الألعاب سويا؟

تسائلت أضع يدي اسفل ذقنه ابتسم بخفة، وجهه تهلل بفرحة للحظات إلا انه أنطفئ مجدداً فجأة

-أبي لن يوافق، أنا اتي لك من ورائه مع أمي

وجهي أمتعض بشدة وتخيلتني ألكمه على وجهه بغضب ناري، كيف يجرؤ أن يفعل هذا مع طفل صغير؟!

-لديك جلسة أظن بعد غد، نلغيها ونذهب؟

تلك المرة هو ضحك ضحكته الرنانة التي جعلت قلبي يرفرف في الأفق بسعادة بينما يومئ لي بنعم، احتضنته مجددا ودخلت هيونا تحمل كيس ورقي وضعته على المكتب وانحنت لي بأحترام ثم غادرت

كُوكَاين||Cocaine Where stories live. Discover now