" أرجوكِ أن تغفري لي هذه الثرثرة، عذري الوحيد أنني صادق ومُمزّق وأرتاحُ إليكِ ."- أنسي الحاج .
كان ليلا من الليالي الشتوية الطويلة، يمشي الغرابي بجانبها في احدى الشوارع المبتلة، فقد عانقها المطر منذ مدة ليست بالبعيدة، عيناه كانت تطالعها وهي تبتسم وفي يدها المثلجات بنكهة الشوكولاة الداكنة، بدت حية كما لم يراها من قبل، امسك كفها القريب حيث جسر نهر الهان فنظرت له
اشارة صغيرة اعطاها لها جهة الجسر ففهمت هي رغبته بالجلوس معها هناك لذا رفعت يداها له،بيداه احتواها يرفعها عن الأرض وقد وضعها بمنتهى الحذر ثم جلس هو بجانبها
-ڤاري، حقيقة، لا أعلم ماذا اقول.
قطبت حاجباها بجهل بينما تأكل من مثلجاتها، رفع اصابعه وقد مسح طرف شفاهها بمنتهى الحذر وكأنها ستكسر لرقتها، نظر لعيناها بضياع وكأنها هي ملجأه وهو هنا اليتيم الضائع
-أراك دائما ثابتة لا يهزك أي شيئ، صامدة في وجه الحياة وعنيدة، رغم انني اشعر انك طفلتي اغلبا، التي واجب علي حمايتها بكل ما بي من جهد، فقط أريد ان ارى قلبك الدافئ هذا كيف يشعر أريد ان أراك من الداخل ڤاري، أريد أن ارى من وقع قلبي لقلبها قبل حسنها كيف تكون، اعذريني يا حبيبة الفؤاد على كلماتي المبعثرة، ف بحضرة حسنك تعجز الكلمات عن اسعافي، فقط أريد الأستماع لك حتى ثانيتي الاخيرة في عمري، أرجوك، أرجوك ڤاريانا.
هو لقد شعر بضغطتها المرتعشة ليده عند جملته الأخيرة لكنه كذب نفسه كالمعتاد، ابعد يداه عنها وانزل رأسه للأسفل يفكر، أهو غير مناسب لها، ام هي تكرهه، لكنها تحدثت فجأة جعلت عيناه تنجذب تلقائيا لوجهها الحسن
-قد يخدعك ثباتي هذا، انني لا اهتز او ابكي او او، أنا فقط مللت، مللت النهوض و استئناف الحياة كأن شيئاً لم يكن بالرغم من أن كل شيء سيء يحشر نفسه بأنفي، تعودت على السقوط و النهوض، على المضي و الوقوف بالمنتصف، أشعر بالإعياء في كل أوقاتي، قد يفاجأك هذا لأنني ابدو صلبة دائما،وكأن قسوة العالم وصلابته تجمعت بي، أصبحت تجتاحني رغبة بإخراج قلبي خارج صدري، رغبة بإسقاط عقلي الذي يسقطني بأفكار الموت، تعلم، لم يعد الأختناق مقتصر على الليل فقط أنا أختنق حتى بالأوقات التي تدخل الشمس فيها بعيني، ليت شعوري كان حزنًا فأعيشه بكامل تفاصيله و ينقضي، يأخذ حقه مني و يذهب بعد أن يتأكد أنه أخضعني لبعض الوقت، ليته شيء إن قلت لي سيمضي بعد مرور من الوقت فعلا يمضي، لكنه أكبر، أكبر من كلامك الجميل الذي تصفه أمامي، كلامك الجميل التي تظن أنه ينقذني لكنه لا يفعل و أنا أجيد إيهامك أنه يفعل، مللت جونغكوك، لا تساعدني على النهوض ساعدني على الخلاص، ساعدني على الخلاص لأنك لا تملك اليد التي تساعدني على النهوض..
لقد كتبت الكثير والكثير من الكلمات ولكنِ لم اجد ما يصف ما انا عليه ..كل هذه الشجاعه التي ابذلها يوميًا في مواجهة هذا الكم من المشاكل والاضطرابات بمفردي من دون انحناء او تعب ، هذه الحاله الصلبه التي لا تقبل الدهس او الانكسار، هذا الثبات الذي لا يحتمل فكره السقوط، كل هذه القوه تجعلني اختنق ..
تجعلني وحيدة وصامتة ومضطربة، اعتقد انه لم يكن من السهل عليّ يومًا ان أذرف الدموع مثل الجميع مهما كانت الأسباب كنت اريد فعل ذلك وبشده، كنت اريد لداخلي النجاه من طوفان الهاويه هذا لكن كان هناك سد هائل من الكبرياء يقف على مشارف إجفاني، كنت اظهر للجميع بصوره الجبال او الأشجار كنت بالنسبه لهم لامبالية،عديمة المشاعر،نرجسية،ومضطربة لا يمكنها حتى الصمود أمام مزاجها ...
ولكن لا يعلمون اني ابتلع هذه الجبال وانني مثقلة من الداخل وكان العالم كله محتجز في حنجرتي، كنت أودّ كثيرًا ان لا اشعر كنت اتمنى ذلك كثيرًا وانا اقصد كل حرف ، كنت اشعر بكل شيء كنت من هول هذه المشاعر وكثرتها لا أميز كنت اشعر حتى بحزن النمله على فراق ابنها الذي دهسه احد الماره وهو ذاهب لعزاء أخيه كنت ومن فائض الشعور أعجز عن التعبير ...
قد يكون الصمود امام مزاجي أمر مستحيل ففي كل مره احاول ذلك افقد الكثير، كان بمثابة المستحيل بالنسبة لي ان اخرج من دوامه الهوس والاكتئاب كان الامر أشبه باللعنه كان كل شي يشعرني بالامان والارتياح ومن ثمَّ يحدث العكس تمامًا يصبح كل شي باللون الأزرق، عيني، يدي، والأعمق من ذلك قلبي، كان الامر أشبه بالتحليق على بعد مئه و احد عشر مترًا من الارض وفِي حين تمكنك من الوصول الى السماء السابعه تسقط للهاويه وكأنك مررت بذلك المثلث اللعين الذي يسمى بـ برمودا، كان كل ذلك متعبًا لشابة لم تتجاوز الخامسة والعشرون عامًا مع كل هذه الخسارات والمواجهات وكأنها عجوز هرمت في أواخر المائات، كان ذلك صعبًا علي وجدا..
YOU ARE READING
كُوكَاين||Cocaine
Romanceأعلم جيداً بأن الكتابة عنك لا تُجدي نفعاً ولا تشفي جراحي، ولا تأتي بكَ إلي، لكن على الأقل أستطيع أن أحادثك وأعانقك هنا #مجهول