"لا تَكن أبدا تحت سيطرة أحد، أما أن تكون حراً او لا تكُن من الأساس"
#Варли Уэлсон
عقل مشوش، أصوات متداخلة رفقة ضجيج ينبع من داخلي، هذا ما أعاني منهُ دوماً أنا، قد يظن البعض أنه أمر عادي، لكنه لم يكن هكذا يوماً
هل جربت قبلاً أن تتشاجر مع أحدهم طوال اليوم دون توقف ولو لثانية واحدة؟، أصابك صداع للفكرة صحيح؟، لك أن تتخيل أن فقط في التفكير فيه أصابك بألم في الرأس، أما أنا في شجار لا متناهي مع أربعة اشخاص داخل عقلي، عندما أنام أحيانا لا يكون نوم، بل يكون فقدان للوعي إن لم أخذ المنوم وأرتاح لبعض الوقت
لم أكن في سن مراهقتي كباقي الفتيات في سني، بل كنت دائمة الأرهاق منعدمة الطاقة، على سريري دوما أتأمل سقف غرفتي الأبيض، طريقة تفكيري المفرطة كانت تستهلك طاقتي بطريقة بشعة، بالمناسبة أنا كنت ملاكمة سابقة، أجل لكن رغم انني شهرت لفترة في بلادي إلا أنني لم أستمر بها لأكثر من ثلاث سنوات ونص، مدربي لم يعجبه كوني قررت الأعتزال، لكنني أصريت أخيراُ وأهتممت بدراستي أكثر حتى بت أنا الآن، تخرجت بـ أمتياز مع مرتبة الشرف وأنشأت عيادتي الخاصة وبت سريعاً شخصاً يلجئ له الجميع في مشاكله
رغم كوني لم أبدأ عملي كـ طبيبة نفسية سوى من تسع أشهر، إلا أنني عرفت سريعا بين الناس أنني طبيبة ماهرة تعرف كيف تريح مرضاها المراهقين، رغم انني اظهر حادة الطباع مع اهاليهم جداً، أليس معي حق؟، نهاية الأهالي هم سبب أغلب ما يعاني منه أطفالهم
ربما أكون مخطئة، سوداوية للغاية، لكن ألا تجدون كلماتي حقيقية بالفعل؟، نحن نادراً عندما نجد أطفال سويين نفسياً ونشأو دون مشاكل مع والداهم ويبتسمون بطبيعية دون تزييف، صحيح؟
هم فقط دفنوا أحلامي وحطموني، أتذكر عندما كنت بعمر الخامسة عشر، كنت أنطوائية جداً وحاولت أن أتحدث معهم لأول مرة منذ فترة، ركضت جهة أمي اضحك بأشراق واخبرها أنني أريد السفر لبلاد فرقتي المفضلة والتزوج من أحدهم لأنني أحبه بشدة، لازالت اتذكر كيف كفها حط على وجهي بكل قسوة تخبرني أن لا فتاة تخرج خارج عائلتها وبلادها وأنني سأجلب لهم العار، أردت الصراخ، أردت البكاء لكنني لم أفعل
عدت أدراجي بملامح ثابتة أحاول عدم البكاء لكنني كنت هشة للغاية وللأسف بكيت، وسمعت سخريتهم مني جميعا أنني طفلة بكائة، ضممت قدماي لصدري وقتها وبكيت بقوة حتى أصابني أنهيار عصبي، وبدل أن يعانقوني لأهدئ، صفعت على وجهي مجددا
لكنني مع الوقت، مع كل مرة يتم تعنيفي كنت أتمرد واقسم أنني سأفعل ما منعت من فعله يوماً، ملابس قصيرة لا، كبرت وأرتديتها، الفتيات لا تدخن، كبرت أيضا ودخنت وأشياء أخرى كثيرة
تتسألون لما لم أتعالج من مرضي هذا حتى الآن، لا أعلم حقا، لكنهم تركوا داخلي اثراً لن يشفى ولو بعد دهور من الزمن، ما لدي يدعى أضطراب تعدد الشخصيات، لكن هناك واحدة اقوى من الباقي، وهي التي تسيطر أغلب الوقت علي، كما هناك التفكير المفرط الذي لا يجعل عقلي يتوقف عن العمل لجزء من الثانية وأفكر ألاف المرات يوميا قبل أن أفعل أي شئ
YOU ARE READING
كُوكَاين||Cocaine
Romanceأعلم جيداً بأن الكتابة عنك لا تُجدي نفعاً ولا تشفي جراحي، ولا تأتي بكَ إلي، لكن على الأقل أستطيع أن أحادثك وأعانقك هنا #مجهول