"الأمل"

316 26 4
                                    

•نظرت إليه بشفقة ثم قالت..."أنا آسفة لأنني ذكرتك بها... يبدو أنك تحبها صحيح؟"... ضحكة هستيرية مرت عبر مسامعها لمجرد قولها لذلك...

"أحبها؟... لو كانت حية أمامي لكنت قتلتها بيدي هاتين... هي التي قامت بولادة شبح مثلي، فلماذا سأحبها؟... هل أحبها لأنها تركتني فور ولادتي دون مبرر؟... لا أشعر بأي شفقة اتجاهها..."

صدمت لكلامه ذاك ثم نهضت مسرعة من مكانها، أمسكت بيده ثم قالت..." رغم ذلك لا تزال أمك"... تنهد ثم أبعد يدها عنه... ثم غادر دون كلمة منه، و قد تشكلت الدموع على عينيه البلوريتين... لكنه هدأ قليلا بعد تذكره للمستها الرقيقة تلك على يده...

ظهر القمر في السماء التي أضائها بنوره اللامع، كان "سانزو" يتأمل تلك البحيرة التي كانت بجانب قصره... لقد شرد مرة أخرى... ليقاطع هدوئه ذاك دخول "فيوليت"... التي توقفت أمام النافذة و نزعت ببطء شديد ذلك القناع الذي أخفت به نفسها منذ زمن بعيد...

في تلك الليلة المضيئة... و تحت ذلك القمر الذي يخترق نافذة القصر بأشعته عاكسة لجمال لون عينيه اللتان تشبهان المحيط... و مع صوت الرياح التي مرت بخفاء تاركة شعرها يتموج بكل خفة... نظر إليها بعينين يكتسحهما الفضول... حيث تعلق بها لمجرد نظرة وضعها على ملامحها... تراكمت مشاعره لمجرد تأمل وجهها الذي لا تفارقه تلك الابتسامة المشرقة... تنهد ثم تسائل عن سبب وجود شيء نقي كهذا في قصره... كان يظن أن حياته مجرد فراغ لن تملأها البهجة و لا السرور... لكن عيناها كانتا تخبرانه بالعكس تماما... جذبته إليها و جعلته يغرق في جمالها للأبد... و كيف يفترق عنها و قد أصبحت مؤنسته الوحيدة؟... و قد أضحت ملاذا و مهربا له من خطاياه تلك؟... هل لشخص مثله أن يملكها و يحبها؟... هل لشبح مثله أن يضمها بين ذراعيه و يعانقها؟...

مد يده نحوها بكل هدوء... لتقترب منه و تقوم بمعانقته بخفة... كانت آخر مرة عانقه فيها أحد، أمه تلك قبل وفاتها... وضع يده على رأسها مبادلا العناق، ليجد فيها الحب الذي فقده عند صغره... تمسك بها بشدة و لم يرد أن يفارقها... خوفا منه عليها أن تهرب بعيدا كما يفعل الآخرون... لكنها قامت بضمه لصدرها ببطء و ربتت على رأسه لتطمئنه قائلة..."أنت بخير الآن"...

تسابقت الدموع على خديه و شد بيده ذراعها الشاحبة... نظر إليها بعينين تملأهما بالدموع... ثم نطق قائلا...

"لن تتركينني صحيح؟ لن تفعليها؟..."

"لا تقلق، أنا بجانبك مهما حدث"...

انقضت تلك الليلة في هدوء بعد أن تمسك "سانزو" بتلك الفتاة التي وقع بحبها... لتشرق شمس يوم جديد فوق القصر...

من بعيد... في قصر مشرق و بديع... وسط قصر مليء بالذهب و الزخارف... تسللت أشعة الشمس بخفة من نافذة أحد الغرف الكبيرة على عيناه المغمضتين... فتحهما بصعوبة ليظهر ذلك اللون البنفسجي الداكن، كما لو كان لون أحد الجواهر الغالية... و خصلات شعره السوداء الطويلة تلك تتدلى فوق وسادته... نهض من فراشه ثم وقف أمام المرآة... رجل بقامة طويلة، مع رموش شديدة السواد... كان يغلق أزرار قميصه الواسع ذاك ليستعد لخروجه من القصر... حتى سمع طرق الباب الذي يليه صوت خادمه الشخصي...

"سيدي، إن أردت زيارة أخيك فهذا هو الوقت المناسب"...

أطلق ضحكة خفيفة ثم قال..."أخي؟ مهووس المخدرات ذاك أخي؟..." ثم خرج من غرفته متوجها نحو قصره... ليتفاجئ بلقاء أخويه الاثنان في طريقه...

رجل بقامة طويلة مع نفس مواصفات ذو العينين البنفسجيتين... لكن شعره كان أقصر من الآخر... أما الثاني فرجل أقصر من الاثنان بقليل... مع شعر أبيض و جسد هزيل... نعم، ثلاثة إخوة من العائلة المالكة..." هاروتشيو مانجيرو" "هاروتشيو ران" " هاروتشيو ريندو"...

"ما الذي أراه هنا؟ اثنين من أشقائي؟"...

" حسنا، أعتقد أنك ذاهب لمكان ما يا ريندو"

"حسنا ما الذي أفعله يا أخي؟... أنا ذاهب لزيارة أخينا الذي ولد من رحم مختلف..."

" مهلا، لا تخبرني، مهووس المخدرات ذاك؟..."

"ما الذي سأفعله؟ إنها أوامر من الإمبراطور"...

" يا لبؤسك يا ريندو... حسنا، انتبه أن يقوم بقتلك، إنه مجنون..."

غادر ريندو قصره متجها لقصر الآخر... بعد مدة، كان قد توارى لناظريه قصر أسود اللون، أوقف حصانه أمامه ثم انطلق لبوابة القصر...
*يتبع*
SanoCrista~

|هوس سانزو...|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن