بداية النهاية... The End

308 31 11
                                    

•نشرت الشمس بأشعتها الشاسعة فوق القصر، كان مرتميا على سريره بتعب منتظرا فيوليت بابتسامها تلك أن تطرق باب غرفته... لكن لم يسمع صوتا... تنهد ثم نهض من مكانه متجها نحوها... ليجدها أمام الغرفة مباشرة... مد ذراعيه بفرح ليضمها بهدوء... لكنها أدارت وجهها ثم غادرت المكان بكل برود... ركض ورائها...
" هل أنت غاضبة مني؟"...
" ما رأيك؟..."...
توقفت ثم أمعنت النظر في عينيه اليائستين تلك... لم تظهر شيئا على ملامحها ثم قالت...
" توقف عن ملاحقتي"...

ظل ينظر إليها بهدوء... و قد تشكلت على ملامحه عبارات اليأس و الحزن... تنهد ثم أدار وجهه و عاد لغرفته... و قد كان ملاذه الوحيد هو الموت...

أجل... الموت!... الموت كان ملاذه... إذا تم تركه من قبل محبوبته... فكيف سيستمر؟... كيف؟... ارتمى على سريره بتعب ثم أقفل عينيه... ذكريات عديدة تتسرب لذاكرته... ذكريات معها... ذكريات فيوليت و ابتسامتها تلك تتشكل على محياها... لكنه تسائل إن اقترف خطأ ما...؟ لم تركته...؟ لم تتجاهله...؟

نهض من فراشه مرة أخرى... فتح درج خزانته ثم أمسك بزجاجة تحتوي على سائل أسود اللون... كانت مخبأة وسط كومة من مخدرا*ته... توجه نحو مكان فيوليت... التي كانت وسط الحديقة ممعنة النظر في السماء... تشكلت الدموع وسط عينيها... و كانت على وشك البكاء... ليقاطعها صوت سانزو...
" تبكين؟..."...
نظرت إليه ثم شدت يدها... أرادت التكلم لكن الكلمات عجزت عن الخروج من فمها... أظهر تلك الزجاجة أمامها ثم فتحها...
"لقد أحببتك يا فيوليت... تعلق قلبي بما ليس لي... لم أتوقع أن أسلب حريتك من يديك... لكن لأجلك! لأجلك فحسب!... سأنهي الأمر الذي يزعجك... سأم*وت راغبا في الموت... بهذه الطريقة ستصبحين سعيدة... صحيح؟..."...
قرب الزجاجة من فمه و كان على وشك أن يشربها... إلا أنها تعلقت في حضنه و أسقطت ذلك السم... تمسكت به بشدة و لم تفارقه... وضعت رأسها على صدره ثم تمتمت بكلمات...
"أنا أيضا أحبك..."...
ظل ينظر إليها مطولا ثم حضنها هو الآخر... كيف له أن يموت و يتركها؟... قب*ل رأسها بشدة و كان هو الآخر... تتسلل إليه مشاعر الاشتياق... و بينما كانا يحضنان بعضهما... سمع صوت إطلاق النار... ثم سقطت بين ذراعيه... و قد كان الدم مبعثرا على ملابسها... تركها من يديه لشدة صدمته ثم أدار وجهه...
"يا أخي الصغير...! لقد ماتت محبوبتك! كيف لك العيش؟..."

انقطعت أنفاسه للحظة... لم يصدق ما يراه... لقد تشوش نظره كما لو فقد عينيه... كان مسدس "ريندو" قد أطلق على فيوليت... و سقطت هي على الأرض... لم يتمالك سانزو وعيه ثم هجم على أخيه بسرعة... أمسك بمسدسه ثم وجهه على رأسه... و بدون كلمة واحدة!...

كان ريندو مرميا على الأرض ميتا... لأن الرصاصة قد اخترقت رأسه... ثم مات... أسقط سانزو المسدس من يديه على الأرض ثم توجه لفايوليت... انهار على الأرض بجانبها... و ما هي إلا لحظات... كان صراخه قد ملأ المكان... لقد صرخ بشدة و من أعماق قلبه... و ما أوقف ذلك سوى لمسات فيوليت قبل موتها... ربتت على يده ببطء... ثم همست بكلمات قليلة... و بين تقاطع أحرفها...
"لا تمت يا سانزو... لا تحزن مهما حدث..."...
أمسك يدها ثم صرخ قائلا...
" لقد قتلته! انتقمت لك يا فيوليت!... لذا لا تموتي، صحيح؟... أرجوك!... لا أستطيع العيش بدونك... أعدك أن لا أموت-...

ليقاطع كلامه ذاك نبرتها الخافتة...
"عش سعيدا يا سانزو..."...
ثم توقفت عن الكلام... و سقطت يدها على الأرض... و ودعت حياتها للأبد... صمت سكن المكان بعد انقطاع كلامها... تنفس بصعوبة ثم حضنها... شد عليها ثم انهمرت دموعه على خديه... لم يجد شعورا مناسبا ليصف ذلك الأمر... أن تفقد نورك في الحياة؟... هذا بالضبط ما شعر به... لقد فقد أمله الوحيد... و هو الآن يضم جثتها الفارغة... كيف أصف هذا الشعور؟... حزن؟... لا! بل أكثر من ذلك... إنه كما لو فقدت روحك... لا أمل له في الحياة مرة أخرى... من سيملأ فراغ قلبه الآن...؟ و في النهاية، ماتت محبوبته و بقي وحيدا في هذا العالم...

سنة... سنتين... ثلاث سنوات... أربع!... مرت كل هذه المدة و لم تغب عن باله أبدا... لا تمر دقيقة إلا و كانت صورتها في عقله... هل تعلمون ما أصبح الآن؟...

لقد أخذ مكان أخيه ريندو الميت و أصبح هو أيضا يتنازع على العرش... أصبح و أخيرا يعيش حياته في هدوء... رغم أن حياته فارغة تماما بدونها... لكنه يكافح ليعيش!... لكي لا يخلف بوعده لها... فقد وعدها أن لا يحزن مجددا...

وسط ليلة مضيئة... ظهرت له في حلمه كالنور الذي أضاء حياته... "سانزو"... "فيوليت"...

"شكرا لك فيوليت... شكرا"...

ابتسمت في وجهه ثم أدارت وجهها... و غادرت في صمت... ليكمل حياته تلك... راضيا بما حدث له... لكن... ماذا حصل بعدها؟...

بينما كان جالسا على مكتبه... دخلت خادمة إلى غرفته... و بيدها ما طلب سانزو... عندما رفع رأسه نحوها... وجد في ملامحها شبها كبيرا لمحبوبته...

"فيوليت؟"...
نطق بدهشة...
" لا سيدي... كايلا..."...
ابتسم بخفة ثم أبدى نظرات إعجاب لها... نظر إلى النافذة... ظل ينظر بشرود نحوها... و هو يتذكر لحظاته مع فيوليت...

"هل ستنشأ قصة حب مرة أخرى بينهما؟... لأنه الآن بوسعه حمايتها...؟"

_النهاية_
بعنوان"بداية النهاية"
SanoCrista~
...
شكرا على قرائتكم♡
نراكم في عمل آخر♡
Sayonara...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 04, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

|هوس سانزو...|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن