001

1.2K 81 18
                                    


🌟

| الصُّورَةِ الْأُولَى :

 
تَنَهّدٌ بِمَلَل يَنْفُض هندامه بَعدَمَا كَانَ مُقَرفِصا أَرْضًا يُحَاوِل إلتِقَاط صُورَةٍ مَعبرَةٌ لأزهار الأقْحُوَان الَّتِي مَلَأَت بعبقها حَواف الحَدِيقَة الْخَالِيَة مِن البَشَرِ .

عُيُونه الْوَاسِعَة تراقصت فِي الأرجَاء حَولَه تزامنا مَع تَحرِيكه لِقَدَمَيه ؛ يَخْطُو بِهُدُوء بَاحِثًا علَّه يَجِد مايصلح تَصوِيرُه فِي هَذَا الجَوّ الرَّبِيعِيّ الْجَمِيل .

لَمَح فَجأَة جَروًا صَغِيرًا ذُو فَرْو بنِي كَثِيف ، يَركُض بِخفِّة خَلف فرَاشة مُزَركَشَة بِأَلوان زَاهِيَة .

إستوقفه الْمَشْهَد الْمَذكُور ؛ إبتسم بِوسع حَامِلًا الكاميرا ، و ماهي إلَّا دَقَائِق حَتَّى إلْتَقَط الصُّورَة .

تَأَمَّلَهَا لثوان بِرِضَى إستَوطَن مَلامِح وَجهِهِ الْوسيمة ، قَبلَ أَن يَرفَعَ حدقتيه مُجَدَّدًا نَحو الْكَائِن الظَّرِيف ، الَّذِي تَوَارَى يَختَفِي خَلف الشجيرات المخضرة .

أَخَذ بخطاه مُتَقَدِّمًا وَ قَد تموضت الكاميرا بَيْنَ كَفَّيْه ، بَيْنَمَا يدندن بِصَوتِه الرجولي الْعَذب أَحَد الْأَغَانِي العالقة بِذِهنِه .

تَوَقَّفَ عَنْ الْمَشْيِ لبرهة و رَفَع الكاميرا لِمُستَوى عَيْنَيْه ، جَال بعدستها فِي الجِوَارِ ، حَتَّى أنَّهُ ثبتها عَلَى السَّمَاءِ بِدَافِع تَصوِير الغُيُوم الَّتِي تَنَاثَرَت فِي زرقتها الصَّافِيَة مضفية مَنْظَرًا خلابا .

لكن بِحَرَكَة عَشْوائِيَّة ، وَجَدَ نَفسَهُ يُشَاهد إمْرَأَة يافعة حَسنَاء جَالِسَة بِمُفرَدِهَا عَلَى أَحَد أدرَاج النافورة القَدِيمَة الْجَافَّة مِن بَعِيدٍ .

لَم يَعِي عَلَى نَفسِهِ لوهلة و هُو يبعد العَدَسَة عَن نَاظِرِه غارقا بِكُلّ حَوَاسِّه فَي تَأَمُّلٍ بَدِيع صُنعِ الإِلَهِ .

كَانَت فاتِنَة بِكُلّ ماتحمله الْكَلِمَة مِن مَعنَى ، ترتدي فُستانا قَصِيرًا أَصفَرَ الَّلون ، و قَد إنسَدَل شَعرهَا الْحَرِيرِيّ بخصلاته البُندُقِيَّة اللامعة عَلَى كَتِفَيهَا متموجا ، ذَاتُ وَجهٍ دائِرِيٌّ صَغِيرٌ مُمتَلِئ و بَشَرَة ذَهَبِيَّة لَا تشوبها شَائِبَة ، إنْعَكَسَت عَلَيهَا أَشِعَّة الشَّمسِ لتضفي عَلَيهَا رَونَقًا و سِحرًا خَاصًّا .

بَدَت كالدمية لِشِدَّة جَمَالِهَا الْخَيَالِيّ ، تَاه الْمُصَوّرُ فِي رَوعِة تَفَاصِيلِهَا رَغماً عَنْهُ ؛ رَاقبهَا و عَقْلُه يُصَوِّر لَه مايراه بِالتَّصوِير البَطيء ، كَيف تَعبَث بِالْوُرُود الْمُحِيطَة بِهَا و تحمل نظارة بِيَدَيهَا الصَّغِيرَة .

إلتَمَس جونغكوك بَعض الكَآبَة فِي مَلاَمِحهَا  الَبريئة و فكر ، مَن قَد يَجرُؤ عَلَى إدخَالِ الْحُزنَ عَلَى قَلبِ هَذِه اللَّطِيفَة ؟

جذبته ؛ لِيَجِد نَفسِه رَافِعًا الكاميرا خَاصَّته بتخدر غَرِيبٌ ، إنعَدَم إحسَاسه بِالعَالِم الْخَارِجِيّ و جلّ تركيزه صَبِّه عَلَى الشَّارِدَة قُبَالَتَه و نَسَمَات الرِّيَاح الْخَفِيفَة تدَاعب بَعض خصلاتها برقَة .

إستَمَع لدقات قَلبِه الَّتِي عَزَفَت سنفونية صَاخِبَة ضِدّ قَفَصِه الصَّدرِيّ و هُو يُصَوِّب عَدَسَة الكاميرا عَلَيهَا ، عَضّ شَفَتَهُ السُّفْلَى لَا إراديا مُنتَظِرًا لقطَة مُنَاسبَةٌ لضغط الزِّرّ .

وَاحِد ...
إثنَان ...
ثَلَاثَة ...

كلاك !

فعلهَا ! ، لَقَد قَامَ بإلتقاط صُورَة فُوتُوغرَافِيَّة لِأَحَدِهِم بَعد سَنَوَات أَفْنَاهَا فِي تَصوِيرِ الجَمَاد ، الطَّبِيعَة و الْحَيَوَانَات .

تَهَلَّلَت أَسَارِيره و إنفَرَج ثَغره ببسمة عَرِيضَة صَادِقَةٌ ، حَول أنظَاره مِن شاشَة الكاميرا بَعد دَقَائِق بَدَت كدهر مِن هيامه فِي الصُّورَة ، و رَاح بعيونه الْوَاسِعَة لمقبعها مُجَدَّدًا .

لَا أَثَرَ لَهَا بَتَاتًا .

-



I'm FINALLY back 🤧

رأيكم ؟! 💖

الفكرة بسيطة مره ، و كل الأحداث من تأليفي و لا أسمح بالتقيلد أو السرقة .

أتمنى تعجبكم 🥺

Love u <3

 𝗛𝗘𝗥 𝘁𝗵𝗿𝗼𝘂𝗴𝗵 𝗛𝗜𝗦 𝗲𝘆𝗲𝘀 ✓.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن