006

412 53 4
                                    

🌟

| الصُّورَةِ الْأَخِيرَةِ :


إجتاحته رَغْبَة ملحة فِي الْبُكَاء ، حِينَمَا لَمَح طيفها يدلف الْمَقهَى مِن بَعِيدٍ ، بَعدَ أَن كَانَ عَلَى وَشْكِ الرَّحِيل .

جَلَس بِأَحَد الْكَرَاسِيّ بِمُفْرَدِه يَنْتَظِرُهَا حَتَّى تَغْربَ الشَّمْسُ ، كَعَادَتِه مُنذ إختفائها .
و قَد إعْتَادَ كذلك عَلَى الْعَوْدَةِ إلَى مَسْكَنِهِ خَائِبًا كلّ مَرَّة ، لَكِن يَبْدُو أَنَّ الْحَيَاةَ أَشْرَقَت بِوَجْهِه مساء الْيَوْم .

تَجَمَّد جونغكوك فِي مَقْعَدِهِ يُحَاوِل تَصدِيق ماتراه عَينَاه ، اللَّتَان لمعتا بإشتياق فَور مُشَاهَدَتِهَا و هِي تَقتَرِب جَالِسَةٌ بِأَحَد الطاولات ، وَحيدَة .

هِي أمَام ناظريه صَحِيح ؟!
يُحَاوِل إسْتِيعَاب أَنَّهَا حَقِيقَةٌ ! أَنَّهَا لَيْسَت وهما مِن نَسجِ مخيلته .

بَلل شَفَتَيْه الجافتين مبتلعا الْغُصَّة الَّتِي تموضعت فِي حَلْقِه ، و قَد إنْفَرَج ثَغره ببسمة عَرِيضَة صَادِقَةٌ ؛ تفيض بمَشَاعِر جياشة .

تَأَمَّلَهَا بِحنين ، تَأَمَّل كُلّ إنش صَغِيرٌ بِوَجْهِهَا الملائكي .
ماتزال خَاطِفَةٌ للأنفاس بِجَمَالِهَا الْأخَاذ ، حَيث إسْتَقَرَّت جَالِسَةٌ تُطَالِع الْمَنْظَر الْخَارِجِيِّ مِن النَّافِذَةِ بشرود .

إلْتَمَس حُزْنًا طفيفا بَين طَيَّات معالمها ، نَفْس الْهَالَة الكئيبة الَّتِي حَطَّت عَلَيْهَا عَدَسَة كاميرته أَوَّلَ مَرَّةٍ .

بَدَت و كَأَنَّهَا غارقة فِي عُمْقِ أَفْكَارِها ، بِإنْتِظَار أَحَدهُم .

شُعلَةٌ إتَّقَدَت بِدَاخِلِه ، جِهَة قَلبِه الولهان تَحدِيدًا .
نَار مُلْتَهِبَة إشْتَعَلَت فَجْأَة من تلك الفكرة ؛ لوهلة أَرَادَ قَتْلَ أَيَا مَنْ كَانَتْ بِإنْتِظَارِه بدم بارد .

يَغَار ؟! حَتْمًا يَفْعَل ، حلمُه الْوَحِيد كَان رُؤْيَتهَا طِيلَة الْأَيَّامِ الْمَاضِيَةِ ثُمَّ يَأْتِي أَحَدُهُم بِكُلّ سُهُولَة و يَسْرِقُه مِنْهُ فِي غَمْضَةِ عَيْن ؟!

يَحْسُد كُلّ القريبين مِنْهَا وَ هُوَ لَا يَسْتَطِيعُ حَتَّى إِظْهار نَفْسِهِ لَهَا ، يُرِيدُهَا لَهُ لِوَحده فَمَا الْحلّ ؟!

و دُون شُعُور منه ، وَجَدَ نَفْسَهُ يَستَقِيم مِن مقبعه آخذًا بخطواته نَحوهَا ، شَدَّ عَلَى قَبْضَتِهِ بِقُوَّة مُسْتَقِرًّا بِأَحَد الطاولات الشاغرة الْقَرِيبَة بَعض الشَّيءِ مِنْ خَاصَّتِهَا كاللص .

 𝗛𝗘𝗥 𝘁𝗵𝗿𝗼𝘂𝗴𝗵 𝗛𝗜𝗦 𝗲𝘆𝗲𝘀 ✓.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن