002

549 68 15
                                    

🌟

| الصُّورَةِ الثَّانِيَةِ :

و كَأَنَّهَا ظَهَرَت مِن الْعَدَم ، فَفِكرَة رُؤيَتِهَا مَرَّةً أُخرَى خِلَال عُبُوره مِنْ جَانِبٍ أحد الْمَقَاهِي الْفَاخِرَة لَم تَكُن فِي الْحُسبَانِ .

لوهلة إعتقد أنها جنية من نسج خياله ولا وجود لها على أرض الواقع .

تَجَمَّد جونغكوك ؛ إبتَسَم بِجَانِبَية و هُو يُطَالِع طيفها مِن بَعِيدٍ حَيْث تَجلِس بأنوثة طاغية خَلْف نَافِذَةٌ الْمَقهَى الزُّجاجِيَّة بِأَحَد الطاولات ، و مُجَدَّدًا هِي وَحيدَة .

شَعرهَا البُنْدُقي النَّاعِم كَان مصففا بِعِنَايَة ، و ملابِسها بَدَت أَكثَر تَرْتِيبًا و أَناقَة مُقَارَنَةً لِمَا كَانَتْ تَرْتَديه عِندَمَا رَآهَا فِي الحَدِيقَةِ .

تِلك النَّظَّارَة الطِّبِّيَّة الْمُسْتَدِيرَة الْمَوضُوعَة عَلَى قِمَّةِ أَنْفِهَا الممشوق الصَّغِير ، كَيف أَنَّهَا مَشْغُولَةٌ بقراءة كِتَابٍ مَا وَ بَينَ الفينَةِ و الْأُخْرَى تحتسي مِن كُوب القَهْوَة السَّاخِن الْمَوضُوعِ عَلَى مَقْرُبَةٍ .

جميلة كَانَت ؛ جميلة بِطَرِيقة مُمَيِّزَة ، من يُصَدَّقُ أن هَذِهِ الْمُسَالمَة الناضجة نَفسهَا الفاتنة مبعثرة الْمظهر الَّتِي قَابَلَهَا ذَلِكَ الْيَوم ؟ شخصيتان متناقضتان لَكِن كِلْتَاهُمَا تملكان السِّحر و الجَاذِبِيَّة ذَاتِهَا وَ هَذا مَا جَعَلَهُ يُوقِن أَنَّهَا هِيَ .

سحب الكاميرا خَاصَّته بِحَرَكَة سَرِيعَة ، تَقَدَّم بخطاه متحمسا لِيَخْتَار زَاوِيَة تَصوِير أَكْثَرَ وُضُوحاً متجاهلا بَعض الْمَارَّة الَّذِي يَمشُون بِجَانِبِه .

ظلّ يتَأَمَّل مَلاَمِحهَا المريحة لِلنَّظَر لِفَترَة ، يُحَاوِل إغتِنَام الْفُرصَة الْمُنَاسبَة لضغط الزِّرّ .

و نزعَت الْحَسنَاء نظارتها مبللة شفاهها  المكتنزة بلون الكرز الأحمر ، أَمْسَكَت بَغتَة قَلما و أَخَذَت تكتَب شَيْئًا مَا عَلَى دَفْتَرٍ كَانَ يَسْكُنُ عَلَى سَطحٍ الطَّاوِلَة بِقُرْبِهَا .

إستغل تركيزها و هاهو يَفعَلُهَا مُجَدَّدًا بِذَات التخدر الْغَرِيب ، ضَغَط الزِّرّ و إلْتَقَط الصُّورَة ؛ الصُّورَةِ الثَّانِيَةِ و لِنَفْس الْشخص .

مابال قَلبِه يصدرُ كُلُّ هَذَا الضجيج ؟! ، ماباله يبتسم كالأبله فَجأَة ؟

نَاظر شاشَة الكاميرا بِعَقل مُشَوَّشٌ و عَينَان لامعتان بِشَغَف ، لطالما كَان يَسْتَمِدّ إلْهَامَه فِي التَّصوِيرِ مِن الْأَشْيَاءِ الطَّبِيعِيَّة و البِيئَة الْمُحِيطَةُ بِهِ عَلَى حَدِّ سَوَاء و لَم يكن يَظُنَّ أَنَّهُ سيخضع يَومًا لملاك بشَرَّي ليكونَ إلهَامَه الْجَدِيد ؟!

عَلَيْهِ الِإعتِرَاف ، هَذِهِ الْمَرأَة قَد سَلَبَت عَقْلُه كليا بهالتها الملائكية .

هُو يَغْرَق تَدرِيجِيّا و مَا مِن مُغِيث ! .

-

Love u <3

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

Love u <3

 𝗛𝗘𝗥 𝘁𝗵𝗿𝗼𝘂𝗴𝗵 𝗛𝗜𝗦 𝗲𝘆𝗲𝘀 ✓.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن