الجزء الثانى

34 8 4
                                    


خيبة الإنسان الأولى لا تنسى ، يصبح بعدها خائفا، خاوياً ، وحزيناً

خيبات الأحبه لا تنسى ..

.....................

عمر ..

منذ عدة سنوات
كنت شاب بسيط مفعم بالتفائل والحب
لديه طموحه فى الحياة ..
كانت أحلامى بسيطة التخرج من الجامعة ووظيفة مستقرة والزواج ممن أحببتها ولكن كان القدر له رأى آخر

كان لى صديق دائماً يقول " كن ممتناً يا عمر لكل شئ يحدث لك أياً كان تجربة فاشلة ، خذلان ، فشل ، صدمه او خيبة ، فقدان ..
كل هذه التجارب ما هى إلا دروس تعلمك وتبنى شخصيتك "

هنا فى إحدى الأحياء الشعبيه
بيت كبير نسبياً بالنسبه لباقى البيوت المجاورة له فمن يكسنه أكثرهم غنى فى هذا الحى
وهم عائلة عمر عامر الشريف
الدور الأول تسكنه جدته وهى إمرأه صارمة وقاسيه معه هو فقط ولا يعلم السبب
الدور الثانى يعيش فيه عمر وأسرته
الدور الثالث عمه وزوجته وأبنتهم وحبيبه فؤاده كما يطلق عليها ندى

فى الصباح الباكر
يتجهز عمر بعجله للذهاب إلى جامعته
يخرج من باب المنزل ليجد صديقه نادر يقف ويستند على سيارته بتأفف ينتظره
عمر : معلش اتأخرت عليك
نادر : لا وعلى ايه ما أنا السواق اللى جبهولك أبوك
عمر : ماخلاص يا خفيف
نادر : هتلقيك سهران طول الليل تكلم فى حبيبه القلب
عمر : قول بقا أنك غيران يا كوكو
نادر :أنا أغير منك أنت نكته والله أركب ياعم أركب خلينا نلحق المحاضرة
عمر : بكره أجيب عريبة والا الحوجه لبنى أدم زيك
نادر :أنا ممكن أنزلك فى نص الطريق على فكرة
عمر :أهون عليك طيب
نادر : عادى ولا يهمنى
عمر : طيب بص أدامك يا ندل

( عمر ونادر أصدقاء منذ صغرهم يسكن نادر فى أحدى الأحياء المجاورة لحى عمر .. )

بعد الإنتهاء من المحاضرات
يجلس عمر وعلى وجهه ملامح القلق وشارد التفكير
نادر : خير ايه اللى شاغلك يا صاحبى
عمر : بفكر هتكلم ازاى فى موضوعى انا وندى بيتقدم لها ناس كتير ومرات عمى بتضغط عليها
نادر : زى الناس ياعمر انا من زمان وانا بقولك لازم ترسوا على بر يا أما بلاها وجع قلب
عمر : أنت بتقول ايه أنت عارف كويس أن انا وندى بنحب بعض من زمان ومستحيل اتخلى عنها حتى لو موفقوش
نادر : عارف يا عمر بس أنا خايف ان هى اللى تتخلى عنك
عمر : لا ندى مستحيل تعمل كدا أنت مش عارفها بس كويس
نادر : على العموم ربنا يوفق لك طريقك وأن شاء الله خير
عمر : يارب أدعيلى ويلا قوم عشان توصلنى بقا
نادر : لا مع نفسك
عمر : بتتكلم بجد
نادر : اه جد جداً
عمر : ماشى هردهالك والأيام بيننا
نادر بإبتسامه واسعه ليستفزه : باى باى

....................

بعد يومين يقف عمر أمام عمه وهو يطلب خطبه أبنته وحب طفولته ندى
والجميع يجلس يستمع له وعلامات التوتر واضحه عليه
حتى قاطعته الجدة قائلة : متكملش كلامك والموضوع دا ميتفتحش تانى
عمر : ليه بس يا ستى
الجده بحده ظاهره فى صوتها : دا اللى عندنا عمركم ما هتبقوا لبعض
عمر : انتى بتتكلمى نيابه عنها ليه وبعدين أنا وندى بنحب بعض أنا عارف أنك مبتحبنيش بس أنا والله بحبها ومستعد أعمل أى حاجه عشانها
وراح ينظر لعمه لعله يقول شئ وينصفه لكنه كان واضح أنه موافق على كلام والدته

يجلس عامر الشريف وينظر لأبنه بحزن وقله حليه كان يعلم انهم سيكسرونه ، وحذره لكنه لم يستمع له
وقف عمر بثبات وثقه وحدث نفسه أنه لا مجال للتراجع الآن
عمر : ممكن أفهم أنتو ليه رفضين أرتبط أنا وندى أنا بحبها وهى كمان بتحبنى
عمه : أخرس مستحيل بنتى تحب واحد زيك
عامر : حاسب على كلامك وايه واحد زيه دى ليه هو ابنى ماله دا ألف واحدة تتمناه
عمه : أظن أنت عارف أنا قصدى ايه يا عامر ولو نسيت أفكرك
عامر : قلبكم قاسى أوى ليه كدا ياأخى حرام عليكو بقا

عمر لا يفهم أى شئ عن ما يتحدثون عنه ينظر لوالدته لعله يفهم شئ تنظر له بقله حيله والدموع تملأ عينيها

عمر : هو فى ايه فهمونى
عامر : مفيش يا أبنى ويلا نمشى من هنا انا قولتلك من الاول بلاش
لتوقفهم الجده : اللى خبيته زمان يا عامر وخليتنا مخبينه معاك لازم يبان
عامر : لا يا أمى لو سمحت عشان خاطرى مش وقته
الجده : أنا سبتك زمان عملت اللى عاوزة ضد رغبتى بس آن الآون كل واحد يعرف حقيقته
عمر بنفاذ صبر : هو فيه ايه يا بابا
الجده : عاوز تعرف أحنا مش موافقين عليك ليه يا ابنى لأنك مش أبننا ولا لحمنا ودمنا أنت لقيط ملكش نسب مع أن أبنى اخدك وأداك نسب بس عمرنا ما هننسى أننا لقيناك فى الشارع ومستحيل نجوزك بنتنا

أقسم أنها أقوى ضربه نلتها فى حياتى ، ظل كلامها يتردد فى أذنى وظللت أضحك بشده من هول صدمتنى لعل أحد يقول لى أنها مزحه ولكن للأسف ما هى الأ الحقيقه ..
أقف بينهم عاجزاً عن قول أى كلمه

حتى توالت الضربات ..
برفض ندى لى أمامهم ، لن أنسى أخر جمله قالتها لى
( لا أسطيع العيش مع شخص بدون نسب ، أنا أعتذر )
ثم ذهبت دون النظر لى ..

بعدها ضحكت بمراره لا أعلم عن أى شئ تعتذر عن حبى لها أم عن كسرها لقلبى إلى أشلاء ، أم جرحها لكبريائى ، أم قسوتها ورمى تلك السنين ورائها بتلك السهولة

عندما كنت على وشك الإنهيار لم يسندنى غير شخص واحد وهو نادر هو الوحيد الذى لم يشعرنى يوماً بالخذى والعار
هو من ساعدنى ودعمنى ووقف بجانبى

بجانب عائلتى أيضاً أو من كنت أظن أنهم عائلتى فأنا ممتن لهم عما فعلوه من أجلى لولاهم كان سينتهى بى الأمر مرمى  بالشوارع أو الملاجئ

.......................

فى مقولة بتقول ( أحياناً نرحل ليس حباً فى الرحيل ، ولكن لا فائدة من البقاء )
وأنا أبتعدت لأنه لا فائدة من بقائى هنا سوى تعذيبى ، لم استطيع تحمل نظراتهم وأحساسى بالخزى والعار والشقفه
رحلت ..
بعد تخرجى من الكلية لم أستطيع العيش هنا فى نفس المكان معهم 
تركت كل شئ وذهبت بعيداً ولكن لم يتركنى نادر بمفردى أبداً
ذهب معى ليبقى رفيقى فى غربتى ووحدتى
صدق من قال ( الرفاق للرفاق أوطان )

حتى بدأنا مشروعنا معاً فى إحدى المدن السياحية
لولاه لما وصلت لكل هذا النجاح
لولا وجوده بجانبى ليساندنى لما كان عمر موجود
لم أكن لأملك أشياء كثيرة لولا دعمه وتصديقه لى

..........................
______________

رأيكم يهمنى يا أحباب 🌼💛💚
طبتم وطاب مساؤكم 💙

الوصَال " قلب عليل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن