الوصَال " قلب عليل "

الجزء الأول

سرد ..
( ذكريات الماضى )

" نتمنى أحياناً أن يعود بنا الزمن إلى الوراء لتصحيح بعض الأخطاء "

.........................

بيان ..

كُنت فتاه هادئة ومسالمه منذ صغرى ، لا أصرخ ، لا أشاغب مثلما يفعل الأطفال ، عندما توفى أبى وأمى تولى قاسم دورهما فى حياتى قام بدور الأب ، والأخ كنت أحاول ألا أتعبه دائماً أغدقنى بالحب ولم يجعلنى أحتاج لأحد لذالك كنت أتبع أوامره بدون نقاش

قبل أربع سنوات من الآن ..

يقف أمام الكليه ينتظر رؤيتها كعادته لعلها تشفق عليه كما كان يتظاهر
بيان تخرج من قاعة المحاضرات ومعها مرام فهم يدرسون فى كليه الطب معاً
ليذهبوا خارجين لمقابله مروة تنتظرهم فى الخارج عند إقترابهم منها

مروة : كل دا تاخير
مرام : إحنا لسه مخلصين حالاً
مروة : بصوا كدا من ساعه ماجيت وهو واقف
بيان : هو مش بيزهق
مرام : متبصيش عليه ولا تعبريه ويلا بينا نروح ل سارة زمانها بستنانا
مروة : ليه يعنى حرام عليكى وفيها ايه بيان أسمعى كلامى شكلو بيحبك بجد وافقى أنك تكلميه هتخسرى ايه
بيان : بيحبنى ايه هو أنا اعرفه والا يعرفنى عشان يحبنى دا بيستهبل قال ايه حبنى من اول نظره
مرام : أنا مش مرتاحه ليه
بيان : يلا بقا نمشى وبليز منفتحش الموضوع دا تانى
مروة : وربنا انتو عيال فقر دا شكله مز جداً وواضح من عربيته انه حد مستواه كويس
مرام : طول عمرك بتحبى المظاهر مش هتتغيرى
مروة : وفيها ايه لما أبص لمظهر الشخص يعنى يا دكتورة مرام
كانت مرام على وشك الرد عليها لتنهى بيان الحديث قائلة
بيان :خلاص بقا أحنا هنتخانق على ايه الموضوع مش مستاهل يلا نمشى

بعد مرور عده أيام ..

فى إحدى المطاعم تجلس بيان تنتظر مروة كما اتفقت معاها
حتى وجدت من جذب الكرسى الذى أمامها وجلس بدون إستئذان
بيان : ايه قله الذوق دى
شريف : أنا أسف بس أنتى مش مديانى أى فرصه أرجوكى أسمعينى ولو لمره وبعدها قررى ولو قولتى مش عاوزه أوعدك مش هدايقك تانى
بيان بقله حيله تقرر أن تسمعه لكى تتخلص منه ومن وجوده أمام الكليه يومياً
بيان : أتفضل عاوز تقول ايه
شريف مازحاً : شكلك بخيله أطلبى ليا أى حاجه الأول وبعدين نتكلم
بيان : ماشى أتفضل
شريف : أنا ياستى اسمى شريف الجوهرى محامى متخرج بقالى أربع سنين عندى مكتب محاماه محترم ورثته عن أبويا شفتك بالصدفه وأنا كنت رايح كليه الحقوق وأنتى تقريباً كنتى مع صحبتك هناك قصده ( مروة بتدرس فى كليه المحاماه ) ومن يومها معرفش جرالى ايه عرفت كل حاجه عنك وكل يوم كنت بجيلك قدام كليتك بس أنتى طبعاً مش بتدينى وش خالص عوزك تفهمى أنى مش بتسلى والله وأنى عاوز الموضوع جاد ومستعد أجى اتقدم بس توافقى أنتى الأول

بيان بعد دقائق من الصمت : ثوانى أنت عرفت أن أنا هكون هنا أزاى
شريف بتوتر : بصراحة طلبت مساعدة من صحبتك
بيان بغضب وهى تتوعد لها : مروة
شريف : اه وأتمنى متزعليش منها أنا اللى أصريت عليها
بيان : طيب أنا سمعتك زى ما طلبت وطلبك مرفوض اتمنى تحترم قرارى وتبعد عنى بقا عن إذنك
شريف ممسكاً بيدها : طيب ممكن افهم ليه
بيان تنظر ليده بحده ليتركها
شريف : أنا أسف بس من حقى تقوليلى السبب
بيان : لا مش من حقك على فكره بس أنا مبفكرش ارتبط دلوقتى وكمان انا معرفش أى حاجه عن حضرتك
شريف : طيب أدى لنفسك فرصه تعرفينى على الاقل أرجوكى
بيان : لا بعد إذنك